في اليوم التاسع من شهر هاتور من سنة 400 للشهداء ( 692م ) تنيَّح البابا القديس إسحاق الحادي والأربعون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ في بلدة البرلُّس على ساحل البحر الأبيض من أبوين غنيين وتقيين، ولما قدماه للعماد، رأي أسقف البرلُّس الذي يعمده صليباً من نور على رأسه وتنبأ من أجله قائلاً ” هذا سيؤتمن على كنيسة الله “، وأمر والديه بالعناية به فعلَّماه العلوم الكنسية وأدَّباه بالآداب المسيحية، ولما كبر قرأ سِيَر القديسين فمال قلبه إلى حياة الرهبنة. فمضى إلى دير القديس مكاريوس وتتلمذ على يدي راهب شيخ قديس اسمه زكريا، الذي شاهد أيضاً صليباً من نور فوق رأسه عند قدومه، فقبله فرحاً.
طلب البابا يوأنس الثالث البابا الأربعون راهباً ليكون سكرتيراً له، فمدح له الحاضرون الأب إسحاق فأحضروه إلى الدار البطريركية، وفرح بنشاطه وعِلْمه. وقبل نياحة البابا يوأنس الثالث طلب من السيد المسيح أن يُعرِّفه بمن سيجلس بعده على الكرسي الرسولي، فأعلمه الرب في رؤيا ” سيجلس بعدك تلميذك إسحاق ” فأخبر الشعب بالرؤيا وأوصاهم به خيراً. وفي سنة 689م تنيَّح البابا يوأنس الثالث، فجلس هذا القديس على الكرسي الرسولي يوم 8 طوبه سنة 406 للشهداء ( 690م ) فأنار الكنيسة بعِلْمه، وجدد كنائس كثيرة منها كنيسة القديس مار مرقس الإنجيلي بالإسكندرية والدار البطريركية بها. قاسى شدائد كثيرة. وبعد أن أقام على الكرسي حوالي ثلاث سنوات تنيَّح بسلام.