في اليوم الثاني من شهر هاتور من سنة 204 للشهداء ( 489م ) تنيَّح البابا بطرس الثالث البطريرك السابع والعشرون من بطاركة الكرازة المرقسية.
كان تلميذاً للبابا ديوسقوروس، فرسمه قساً بمدينة الإسكندرية. ولما جاء البابا تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرون، كان القس بطرس خير مساعد له في الخدمة.
بعد نياحة البابا تيموثاوس الثاني، تم اختياره ليكون بطريركاً يوم 4 توت سنة 194 للشهداء 477م. وبعد جلوسه على الكرسي المرقسي وصلته رسالة من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يعترف فيها بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح كقول القديسين كيرلس وديوسقوروس. وأنه لا يصح أن يقال بالطبيعتين بعد الإتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد. فكتب إليه القديس بطرس رسالة بقبوله إيمانه وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة، فقبلهم البطريرك أكاكيوس، وشاركهم في القداس وقرأ الرسالة على شعبه. ثم كتب رسالة أخرى إلى البابا بطرس، وعند وصولها جمع الآباء الأساقفة وقرأها عليهم، وقَبِلُوه في شركة الكنيسة.
وقد لاقى هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين له في العقيدة، ونُفي من كرسيه بأمر الإمبراطور زينون. فكان وهو في النفي يداوم على تعليم شعبه بالرسائل الرعوية وبعد خمس سنوات عاد إلى كرسيه وداوم على تعليم شعبه. وبعد أن أقام على الكرسي ثماني سنين وثلاثة أشهر تنيَّح بسلام.