في اليوم العشرين من شهر أمشير من سنة 95 للشهداء ( 379م ) تنيَّح البابا القديس بطرس الثاني البطريرك الحادي والعشرون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس في مدينة الإسكندرية وتتلمذ على البابا أثناسيوس الرسولي، فتمثَّل بقداسته وتهذَّب بعلمه ولما رأى معلمه نموه في الفضيلة رسمه قساً وبعد ذلك رسمه أسقفاً وأرسله إلى سوريا للاشتراك مع القديس باسيليوس الكبير في مقاومة بعض البدع التي انتشرت هناك.
ولما شعر البابا أثناسيوس بقرب نياحته أوصى أن يَخْلِفه تلميذه الأنبا بطرس، ولما تنيَّح البابا أثناسيوس الرسولي أقاموا الأنبا بطرس بطريركاً سنة 373م نظراً لما اتصف به من الفضيلة والعِلْم، وجاهد ضد الأريوسيين كما تعلَّم من معلمه القديس أثناسيوس. وقد قاسى شدائد كثيرة من الأريوسيين الذين حاولوا قتله مراراً كثيرة.
اختفي لمدة سنتين فأقام الأريوسيون بطريركاً غير شرعي، غير أن الشعب لم يَقْبله وأعادوا أباهم البابا بطرس إلى كرسيه. وعاود مقاومته للأريوسيين.
ولما أكمل سعيه الصالح أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم فتنيَّح بسلام ومضى إلى كنيسة الأبكار.