في اليوم السادس والعشرين من شهر برمهات من سنة 1442 للشهداء ( 1726م )، تنيَّح القديس البابا بطرس السادس البطريرك الرابع بعد المائة من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس في مدينة أسيوط، من أبوين مسيحيين أسمياه ( مرجان )، وربياه تربية مسيحية. وكانت نعمة الله حالة عليه منذ صغره، واختار حياة الرهبنة فترَّهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس، وكان يجهد نفسه في الصلوات والقراءات، ورسمه البابا يوأنس (16) البطريرك (103) قساً وعينه رئيساً على دير الأنبا بولا. ولما خلا الكرسي البطريركي، صام الآباء الأساقفة والكهنة والأراخنة وصلوا، فوقعت القرعة عليه ورسموه يوم 17 مسرى 1434 للشهداء ( 1718م ) بطريركاً. فرعى رعيته أحسن رعاية، وقام بافتقاد الوجهين البحري والقبلي، ورسم أساقفة، وبنى كنائس عديدة، واهتم بأن لا يكون هناك تطليق إلا لعلة الزنا. ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام، فبكاه شعبه، وكفَّنوه ودفنوه بإكرام جزيل في مقبرة الآباء البطاركة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة.