في اليوم السابع من شهر أمشير من سنة 458 للشهداء ( 742م )، تنيَّح البابا القديس ثيؤذوروس الأول البطريرك الخامس والأربعون من بطاركة الكرازة المرقسية. ترَّهب هذا القديس باسم الراهب تادرس بدير قريب من مريوط وتتلمذ لراهب شيخ قديس يُدعى يوأنس. وقد أُوحِىَ للأب يوأنس من الروح القدس بأن تلميذه تادرس سوف يصير يوماً ما بطريركاً، فأعلم الناس بهذا.
كان الراهب تادرس مجاهداً في عبادته، كاملاً في اتضاعه ووداعته. ولما خلا الكرسي البطريركي بنياحة البابا قزمان الأول، اجتمع الأساقفة والأراخنة، وتذكَّروا نبوة القديس يوأنس فأرسلوا إلى الدير وأحضروا الراهب القس تادرس رغماً عنه ورسموه بطريركاً يوم أول أبيب سنة 446 للشهداء (730م). فلما ارتقى كرسي مار مرقس اهتم بالعمل الرعوي، وحظيت الكنيسة في أيامه بأكمل قسط من الراحة، إلا أنه صادف متاعب جمَّة لدى مشاهدته الفظائع التي أتاها الولاة. واستمر صابراً على ما رأى وكانت الكنيسة تنمو روحياً إلى أن أكمل هذا البابا جهاده الحسن وتنيَّح بسلام.