في اليوم الثاني والعشرون من شهر برمودة من سنة 567 للشهداء (851م)، تنيح البابا خائيل الثاني البطريرك الثالث والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية. وكان راهباً قديساً. ثم رُسم قساً على دير القديس الأنبا يحنس. وكان ذا سيرة صالحة فاختاروه بطريركاً في الرابع والعشرين من هاتور سنة 566 للشهداء (849م)، في عهد خلافة المتوكل بن المعتصم. وعقب جلوسه تعرض له الولاة الظالمون طالبين منه إما أن يعطيهم مبالغ طائلة على سبيل الرشوة، أو يمنعونه من الجلوس على الكرسي، فاضطر أن يبيع ممتلكات الكنيسة.
ولما كان الصوم الكبير سنة 567 للشهداء توجه الى البرية ليصلي عيد القيامة، فتذكر حياته الأولى في البرية فسأل الله ببكاء وتضرع قائلاً: “أنت تعلم يا رب إني لا أزال أهوى الوحدة، وليس لى طاقة على هذا المركز”. فقبل الرب صلاته وتنيح بسلام بعد أن قضى على الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً. وكان أول من دُفن من البطاركة بدير القديس مكاريوس وجعلوا جسده في بيعة القديس مكاريوس.