في اليوم الرابع عشر من شهر كيهك من سنة 794 للشهداء ( 1077م ) تنيَّح البابا خرستوذولوس البطريرك السادس والستون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس وتربَّى في بلدة تسمى بورا، ثم مضى وترَّهب بدير البراموس، حيث قضى بِضْع سنوات نال خلالها رتبة الكهنوت، بعدها ترك الدير وانفرد في صومعة على شاطئ البحر في سِنجار وسُمي بالحبيس. اختاروه للبطريركية فاهتم ببناء عدد من الكنائس الجديدة بالإسكندرية، وإصلاح ما تخرب منها، وبرسامة عدد من الكهنة والشمامسة اللازمين لها، كما كتب الرسائل البابوية يحث فيها الشعب على التمسك بالصوم والصلاة والمواظبة على القداسات والتناول. كما اهتم بوضع بعض القوانين اللازمة لمقابلة الظروف الجديدة التي تواجهها الكنيسة، وكان عدد القوانين التي وضعها هي واحد وعشرون قانوناً.
وفي أول زيارة له للقاهرة رأى ضرورة نقل المقر البابوي لها بدلاً من الإسكندرية ليكون على اتصال بالحكام، فاتخذ كنيسة العذراء المعلقة بمصر القديمة مقره المختار، وجدّد كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين.
جال البابا خرستوذولوس في جميع أنحاء البلاد المصرية مُتفقِّداً أحوال الكنائس، كما رسم أسقفاً للنوبة. وقد نالته تجارب كثيرة من الحكام بسبب تمسُّكه بالإيمان ونشاطه الرعوي، فاحتملها بصبر وشكر، ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام، بعد أن قضى على الكرسي إحدى وثلاثين سنة ودفنوه بكنيسة المعلقة بإكرام جزيل، ثم نُقل جسده فيما بعد إلى دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت.