في اليوم الثامن عشر من شهر بؤونة من سنة 321 للشهداء ( 605م ) تنيَّح القديس البابا داميانوس البطريرك الخامس والثلاثون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ بالإسكندرية من أبوين مسيحيين، ربياه تربية مسيحية حقيقية، فاشتاق منذ صغره إلى الحياة الرهبانية، ولما كبر ذهب إلى برية شيهيت وترَّهب ثم ذهب إلى دير الآباء غربي الإسكندرية حيث سكن وازداد في نسكه.
ولما جلس البابا بطرس الرابع والثلاثون على الكرسي المرقسي، استدعاه وجعله سكرتيراً له، فسار سيرة حسنة حتى أحبه الجميع، وبعد نياحة البابا بطرس اتفق رأى الأساقفة على رسامته بطريركاً وتمت رسامته في 2 أبيب 285 للشهداء ( 569م )، فأحسن رعاية شعبه وكتب رسائل بابوية وميامر تعليمية.
قاوم من بقى من أتباع ميلتس الذين اشتهروا بالأعمال الرديئة. ولما ارتقى بطرس كرسي أنطاكية كتب رسالة للبابا داميانوس السكندري ضمت بعض الأخطاء اللاهوتية. فكتب إليه رسالة ضمنها العقيدة الصحيحة، ونظراً لأن بطريرك أنطاكية لم يرد أن يرجع عن ضلالته، عقد البابا الإسكندري مجمعاً حكم عليه بالحرمان وعدم ذكر اسمه في القداس.
ولما أكمل البابا داميانوس سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي ما يقرب من 36 سنة.