في اليوم الثالث من شهر بابة من سنة 547 للشهداء ( 831م )، تنيَّح البابا سيمون الثاني البطريرك الحادي والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا الأب بمدينة الإسكندرية، من أبوين مسيحيين من أكابر المدينة. فربياه على المبادئ القويمة، وأدباه بعلوم الكنيسة. ولما كبر اختار لنفسه سيرة الرهبنة، فقصد برية شيهيت، وترَّهب في قلاية سلفه البابا يعقوب البطريرك الخمسين. وتتلمذ على يديه عدة سنوات، أضنى فيها جسده بالنسك والعبادة.
ولما صار الأنبا مرقس الثاني بطريركاً، طلبه من أبيه يعقوب، لما له من العلم والسيرة الصالحة والتدبير الحسن. فمكث عنده إلى أن تنيَّح.
ولما صار أبوه الروحاني الأنبا يعقوب بطريركاً، جعله عنده، وكان ينتفع به كثيراً. ولما تنيَّح الأنبا يعقوب أجمع الأساقفة والكهنة والأراخنة، على اختيار هذا الأب ليكون بطريركاً. لما رأوه فيه مدة إقامته عند سَلَفيه، من التقوى والإيمان الصحيح. فرسموه بطريركاً يوم 21 أمشير سنة 546 للشهداء ( 830م ). فسار سيرة ملائكية مرضية لله. وشاء الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم. فلم يقم على الكرسي سوى سبعة أشهر ونصف. وتنيَّح بسلام.