في اليوم الثالث من شهر برمهات من سنة 648 للشهداء ( 932م )، تنيَّح القديس البابا قزمان الثالث البطريرك الثامن والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية. نبغ في الأسفار الإلهية والعلوم الكنسية منذ صغره، فأجمعوا على اختياره بطريركاً خلفاً للبابا غبريال الأول، وكرسوه بالإسكندرية يوم 4 برمهات 636 للشهداء ( 920م ). فأقام على الكرسي بالطهارة والعفاف، واهتم بالفقراء والمساكين، وتعليم الشعب وتشييد الكنائس، وأقام أساقفة للإيبارشيات الخالية، ومن بينهم الأنبا بطرس مطران الحبشة. وفي أيام البابا قزمان، حدثت بعض الاضطرابات بسبب دخول الفاطميين إلى مصر، مما أدى إلى حدوث مجاعات وسلب ونهب وقتل. ولم يجد هذا البابا وسيلة أمامه غير الصلاة والصوم وافتقاد شعبه وتعزيته. ومن كثرة نسكه والحزن الذي أصابه ضعف جسده، فتنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي نحو اثنتي عشرة سنة.