في اليوم الخامس والعشرين من شهر برمهات من سنة 1362 للشهداء ( 1646م ) تنيَّح القديس البابا متاؤس الثالث البطريرك المائة من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ بطوخ النصارى (إحدى قرى محافظة المنوفية) من أبوين مسيحيين تقيين، ربَّياه أحسن تربية وعلَّماه كتب الكنيسة ثم حركته نعمة الله إلى السيرة الملائكية، فترَّهب بدير القديس مكاريوس، حيث عاش فيه حياة روحية حقيقية، فرسموه قساً ثم قمصاً وأخيراً رئيساً على الدير. ولما تنيَّح البابا يوحنا الخامس عشر اجتمع رأى الآباء الأساقفة والأراخنة والشعب على اختياره بطريركاً، فرسموه بطريركاً باسم البابا متاؤس سنة 1631م.
فلما جلس على الكرسي المرقسي رعى رعيَّة المسيح أحسن رعاية وشمل الكنيسة هدوء وسلام. إلا أن الشيطان حسده وحرك أحد الأشرار فوشى به عند الوالي، فطلب منه الوالي غرامة كبيرة، تعاون معه الشعب في دفعها. وفي زمنه وقع غلاء عظيم في كل أرض مصر مات بسببه عدد كبير من الشعب. وقد رسم هذا البابا مطراناً لبلاد الحبشة. ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام، في مدينة طوخ ودُفن بكنيستها.