في اليوم السادس عشر من شهر مسرى من سنة 1391 للشهداء ( 1675م ) تنيَّح القديس البابا متاؤس الرابع البطريرك الثاني بعد المائة من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا الأب في بلدة مير (مير: قرية كبيرة تابعة لمركز القوصية محافظة أسيوط) من أبوين مسيحيين تقيين فربياه تربية مسيحية حقيقية وعلماه العلوم الكنسية، ولما كبر مضى وترَّهب في دير البرموس ببرية شيهيت وسار سيرة رهبانية فاضلة بالنسك والعبادة. وبعدما تنيَّح البابا مرقس السادس اجتمع رأى الأساقفة والكهنة والأراخنة عليه لرسامته بطريركاً فتمت رسامته في يوم 30 هاتور 1277 للشهداء ( 1660م ) في احتفال كبير حضره كثيرون من الطوائف الأخرى.
كان البابا متاؤس متواضعاً لم يغير كثيراً من عوائده الرهبانية بعد البطريركية، كما كان عطوفاً على الفقراء والأرامل والأيتام والمحبوسين كما اهتم بالرهبان في الأديرة وكان يوفر لهم احتياجاتهم، وقد قام برسامة مطرانين متعاقبين على كنيسة الحبشة، ونقل القلاية البطريركية من حارة زويلة إلى حارة الروم سنة 1660م.
قاسى البابا متاؤس شدائد كثيرة احتملها بالصبر والصلاة ووهبه الله مواهب كثيرة. وبعد أن أكمل سعيه الحسن تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي أربع عشرة سنة وثمانية شهور وتسعة أيام. ودُفن بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.