في اليوم الأول من شهر توت من سنة 1336 للشهداء ( 1619م ) تنيَّح البابا مرقس الخامس البطريرك الثامن والتسعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
كان هذا الأب من أهالي البياضية (البياضية: قرية بمركز ملوى محافظة المنيا). مال منذ شبابه إلى حياة الزهد والعبادة فترك العالم وذهب إلى دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت، حيث ترَّهب هناك. وبعد انتقال البابا غبريال الثامن، وقع اختيار الأساقفة والأراخنة على الراهب مرقس المقاري ليكون بطريركاً. وتمت رسامته يوم الأحد 26 من بؤونة سنة 1319 للشهداء ( 1603م )، في كنيسة الشهيد مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة، باسم مرقس الخامس.
وكان هذا البابا الجليل عالماً مثقفاً في كل العلوم والشرائع الكنسية. وقد نالت هذا البابا تجارب شديدة من بعض أبنائه بسبب الأحوال الشخصية. ولكنه ظل صامداً متمسكاً بتعاليم الإنجيل المقدس، حتى أهلك الله هؤلاء المقاومين.
وقد قام هذا البابا الجليل بزيارات تفقدية لأبنائه في الصعيد والكرسي الأورشليمي وكان مقره البطريركي في كنيسة القديسة العذراء الأثرية بحارة زويلة.
ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام. فصلوا عليه في كنيسة البطريركية ونقلوه إلى دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت حيث دُفن هناك بإكرام جزيل.