في اليوم الرابع عشر من شهر برمودة من سنة 282م تنيَّح القديس البابا مكسيموس، البطريرك الخامس عشر من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ هذا القديس بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين. أدخلاه مدرسة الإسكندرية اللاهوتية فأتقن اللغة اليونانية والفلسفة وعلوم الكنيسة، وكان تقياً يخاف الله.
رسمه البابا ياروكلاس شماساً على كنيسة الإسكندرية، ثم رسمه البابا ديونيسيوس قساً وعينه واعظاً بالكنيسة المرقسية. فتفانى في خدمة الشعب وتعليمه وقد تحمل آلام الاضطهاد من الإمبراطور ديسيوس.
وبعد نياحة البابا ديونيسيوس تمت رسامته بطريركاً في سنة 264م. وفي أيامه ظهرت بدعة ماني (مختصر بدعة ماني هي تحريم الزواج ومنع أكل اللحوم) من بلاد فارس. وكان البابا مهتماً بتعليم الشعب وافتقاده مثبتاً إياهم على الإيمان المستقيم عن طريق عظاته وتعاليمه. ولما أكمل جهاده الصالح تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي سبع عشرة سنة وخمسة أشهر.