في اليوم الخامس من شهر نسيء من سنة 1346 للشهداء ( 1629م ) تنيَّح القديس البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِدَ في ملوي من أبوين مسيحيين ربياه على التقوى والفضيلة ولما كبر ترَّهب بدير الأنبا أنطونيوس. وسار سيرة رهبانية فاضلة فكان عفيفاً محباً للقراءة في الكتب والمخطوطات.
ولما تنيَّح البابا مرقس الخامس اجتمع رأى الآباء الأساقفة والكهنة والأراخنة على اختياره بطريركاً ورسموه يوم 7 توت 1336 للشهداء ( 1619م ) وكان قوى الشخصية لا يحابى أحداً وعادلاً في أحكامه حتى نال لقب ” القاضي العادل “، كما كان عطوفاً على الكهنة محباً للمساكين حنوناً على الفقراء، ولورعه وتقواه لم يطلب من أحد شيئاً طوال أيام حياته.
حدث في أيامه وباء مات بسببه كثيرون. فافتقد أبناءه في الصعيد مرات عديدة. وفي أثناء عودته من الصعيد بعد زيارته الأخيرة زار أبنوب وبات ليلة هناك أحس فيها بمرض شديد فطلب قارباً ليسافر فتوجهوا به إلى البياضية بالقرب من ملوى. وتنيح هناك وأقاموا له جنازة ودفنوه في دير القديس الأنبا بيشوي بدير البرشا.