كان اسمه قبل الرهبنة قلدس لبس يوسف، ولد من أبوين تقين سنة ١٨٨٠م بقرية دير النغاميش بمحافظة سوهاج، وكان حافظاً وترهب فى دير الأنبا انطونيوس باسم “اقلاديوس” سنة ١٨٩٥م، وسيم قساً فقمصاً سنة ١٩٠١م، ارسله البابا كيرلس الخامس سنة ١٩٠٢م فى بعثة دراسية إلى مدرسة ريزاريوس اللاهوتية بأثينا، اليونان، وهناك تألق فى العلوم الالهوتية وبرع فى إتقان اللغتان اليونانية والفرنسية وفور عودته عيَّن وكيلًا لأوقاف دير الأنبا انطونيوس بالقاهرة، ثم رئيسا لدير يافا في فلسطين سنة ١٩٠٧م وفى سنة ١٩١٢م اختير رئيسا للأديرة القبطية بالقدس وسائر بلاد فلسطين وفى ديسمبر سنة ١٩٢٠م رسم مطران على جرجا باسم الأنبا يوساب على يد البابا كيرلس الخامس وفى سنة ١٩٢٩م اصطحبه البابا يوانس البطريرك الـ ١١٣ فى رحلته إلى اثيوبيا، ثم انتدبه سنة ١٩٣٠م للقيام بتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي امبراطور اثيوبيا وبعد نياحة البابا يؤانس فى سنة ١٩٤٢م اختير الأنبا يوساب باجماع المجمع المقدس والمجلس الملي ليكون قائم مقام
نصب بطريرك فى ٢٦ مايو ١٩٤٦م باسم البابا يوساب الثانى وفى أثناء حبريته قام بحل مشكلة دير السلطان بعد محاولة الأحباش الإستيلاء علية، ورسم أساقفة لهم كما كان معتاد وقام أيضا برسامة الأنبا باسيليوس كأول مطران لأثيوبيا يحمل الجنسية الإثيوبية أما بالنسبة لجنوب أفريقيا ونيجريا ُرسم القمص أيوب الأنبا بيشوي أسقفًا باسم الأنبا مرقس ليكون أول بطريرك يخرج بالكنيسة خارج نطاق البلاد كما قام بتقسيم السودان إلى ايبارشيتين ورسم أسقفين عليهما نظرا لإتساع الخدمة هناك. كما قام بإنشاء مكتب استعلامات داخل الكنيسة المرقسية ليكون الأول من نوعه وقام بترجمة كتب الكنيسة لالنجليزية والفرنسية للتبشير بهم خارج مصر وقام البابا يوساب بإعادة بناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية كما تم بناء كنائس كثيرة فى حبريته، وفى عهده أيضا تم ترميم وإصلاح كنائس مصر القديمة كما تم تشيد دير القديس الأنبا برسوم العريان كما حصل على موافقة الدولة بمنح العاملين الأقباط في الدولة خمسة أيام اجازة وهى: عيد الميلاد، الغطاس، أحد الشعانين، خميس العهد، عيد القيامة، والسماح للموظفين الأقباط بالحكومة بالتأخير ساعتين كل يوم أحد لحضور القداس وقام بالحصول أيضا على موافقة الدولة بإعادة تدريس الدين المسيحي في المدارس الحكومية وأرسل مذكرة إلى رئيس الوزراء طالباً منه أن يصدر بيانا بإلغاء قرار وزير العدل المتضمن وقف ترقيات رجال النيابة والقضاء الأقباط، وأظهر خطورة هذا الأمر علي الوحدة الوطنية واستجاب المسئولون لطلبه والزم الكهنة حضور مدارس الأحد حرصا منه على تقديم التعليم الأرثوذكسي السليم وارسل منشور رعوي للإهتمام بمدارس الأحد كما تكونت في عهده
اللجنة العليا لمدارس الأحد برئاستة كما انه ايد الأرشيذياكون حبيب جرجس فى رفضه أن يدرس اللغة اليونانية داخل الكلية الإكليريكية مدرس أنجليكاني حتى يحافظ على سلامة التعليم الأرثوذكسي واهتم البابا يوساب بالكلية الإكليريكية لتكون بوابة التعليم السليم وصناعة الكهنة وكان من أوائل المدرسين الجامعيين بها أ.نظير جيد (البابا شنودة الثالث) كما وافق على سفر بعثات للتعليم فى اليونان وانجلترا ومنهم وهيب عطا هللا (الأنبا غورغوريوس) وحافظ على أرض الأنبا رويس من الضياع والإستيلاء عليها ونقل الكلية الإكليريكية لها من مهمشة وقام ببناء القاعة اليوسابية (مسرح الأنبا رويس) ،
لتكون مركز لإلقاء محاضرات تثقيفية للشعب القبطي كما قام ايضا بإنشاء مدرسة سميت بكلية مارمرقس وأنشأ مكتبة باباوية رغم محاربة المجلس الملي له فى بنائها وسميت بدار الكتب القبطية “المكتبة اليوسابية” كما شيد بيت للمطارنة داخل الكنيسة المرقسية بالأزبكية وتم إنشاء المعهد العالي للدراسات القبطية في حبريته من كوكبة من علماء الأقباط ومنهم (أ.د عزيز سولاير-أ.د مراد كامل-أ.د سامى جبره) كما تم فى عهده أيضا إصدار كتب ومجلات دينية كثيرة بتشجيع منه وشكل لجنة لمراجعة تلك الكتب ورسم ٢٤ أسقف مشهود لهم جميعا بالقداسة والتقوى ومن منطلق اللامركزية واعلاء شئون الرهبنة والأديرة قام بترقية رؤساء الأديرة من رتبة القمصية إلى رتبة الأسقفية ومن ثمار الإهتمام بالنمو الروحي تم فى عهده بداية دخول الرهبان المتعلمين للرهبنة والكهنوت وهم الذين قادوا الكنيسة بعد ذلك كما ارتقى أيضا بالكهنة ورفع مرتباتهم وأرسل أول بعثة تمثل الكنيسة المصرية إلى إنجلترا وأمريكا، وكان فيها القمص مكارى السريانى (الأنبا صموئيل أسقف الخدمات) وأدخل الكنيسة القبطية مجلس الكنائس العالمي كما سعى لبناء اول كنيسة بأمريكا وبالتحديد فى ولاية شيكاغو كما ارسل وفد إلى اليونان لحضور الإحتفالات الخاصة بالقديس بولس الرسول لتعريف الكنيسة اليونانية بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين اعضاء المجلس الملي العام من ناحية وبين بعض اعضاء المجمع المقدس من ناحية اخرى بسبب خلافات إدارية وبعد ان روجت أكاذيب و إشاعات كثيرة لإسقاط البابا وإلصاق تهم له مثل الفساد وضعف الشخصية، و إعلاء شعارات مثل الإصالح والتطهير التى
كانت تروج فى ذلك الوقت نظرا للأحداث السياسية كما كان هناك مقالات ممنهجة كثيرة نشرت فى بعض الجرائد والمجلات تأثيرها الكبير مما ادى إلى
تعرض البابا لعملية اختطاف على يد جماعة الأمة القبطية، التى تشكلت بعد ثورة يوليو ١٩٥٢م ومن ثم محاولة اغتيال فاشلة حتى قام بعض اعضاء المجمع المقدس “اقل من ثلثى الأعضاء” وبموافقة المجلس الملي المعين من قبل الحكومة فى ذلك الوقت بإتخاذ قرار بأعفاء البابا عن إدارة شئون الكنيسة وذلك فى سبتمبر ١٩٥٥م وتم تعيين لجنة ثالثية لإدارة شئون البطريركية، وسافر البابا إلى دير المحرق وبعدها تم انعقاد اكثر من مجمع مقدس لعودته مرة اخرى و فى كل مرة كان يتم اتخاذ قرار بعودته ولكن لم يتم تنفيذ القرار!!
واخيرا عقد البابا مجمع مقدس في دير المحرق بحضور الأساقفة الأحباش فى يونيو ١٩٥٦م و تقرر عودته لمقر البطريركية، ولكنه عندما عاد منع من
الدخول وذهب مجبرا إلى المستشفى القبطى
وبالرغم من المساعى الكثيرة لإنهاء الخلاف وعودة البابا إلى كرسيه وحتى بعد تنازل البابا عن جميع سلطاتة الإدارية ووقوف المجمع المقدس معه ما
عدا قلة قليلة ، إلا انه لم يعود لكرسيه وظل المجلس الملي فى محاربة البابا للنفس الأخير
إلى ان تنيَّح بسلام في ١٣ نوفمبر سنة ١٩٥٦م وتم الصلاة عليه كبطريرك ودفن في مدفن البطاركة بالكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية.
صلاته تكون معنا امين