في اليوم الثاني من شهر طوبة من سنة 17 للشهداء ( 301م ) تنيَّح القديس البطريرك الأنبا ثاؤناس بابا الإسكندرية السادس عشر وقد أُقيم بطريركاً في 2 كيهك الموافق ( 27 نوفمبر 282م ). كان رجلاً عالماً تقياً وديعاً محباً للجميع، شيَّد كنيسة باسم القديسة العذراء مريم بالإسكندرية ليصلِّى فيها المؤمنون إذ كانوا في ذلك الوقت يصلُّون في البيوت والمغاير بسبب الاضطهاد الوثني للكنيسة. وقد آمن كثيرون بالسيد المسيح على يديه وعمَّدهم، وفي عهده ظهر سابيليوس المبتدع الذي أنكر الأقانيم الثلاثة وكان يُعلِّم أن الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد وقد حرمه البابا وأبطل قوله بالبراهين المقنعة من الكتب المقدسة.
ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام ودُفن بدير المغارة بالإسكندرية (دير المغارة هو الكنيسة المرقسية بالإسكندرية حالياً).