في اليوم الثامن من شهر برمهات من سنة 188م، تنيَّح الأب المغبوط القديس البابا الأنبا يوليانوس البطريرك الحادي عشر من بطاركة الكرازة المرقسية. وقد تتلمذ هذا الأب في المدرسة الإكليريكية التي أنشاها القديس مرقس، وكان تلميذاً للقديس بنتينوس، وقد نبغ روحياً وعلمياً، فرُسم قساً بمدينة الإسكندرية ثم بطريركاً في 9 برمهات سنة 178م. وقد رأى البابا رؤيا قبل نياحته بأن ظهر له ملاك الرب وقال ” إنَّ مَنْ يأتيك بعنقود عنب هو الذي سيكون بعدك على الكرسي المرقسي “. ولم يكن وقتها أوان العنب، وحدث فعلاً أن رجلاً عامياً يُدعى ديمتريوس كان كرَّاماً، وبينما هو يُصلح كرمَهُ عثر على عنقود عنب في غير أوانه، فقرر أن يهديه للبابا البطريرك.
وبينما كان مجتمعاً حول البابا كبار الشعب وعظماؤه، بدأ يخبرهم بمن سيكون على الكرسي من بعده، فأخبرهم بما سيحدث من حضور الشخص الذي يحمل عنقود عنب، فتحيروا وتعجبوا من كلام البابا هذا، وبينما هم متحيرون دخل ديمتريوس وعنقود العنب في يده وقدمه إلى البابا البطريرك، ففرح البابا بتحقيق الرؤيا وفرحوا هم أيضاً، ونفذوا وصية البابا فيما بعد واختاروا ديمتريوس بطريركاً من بعده.
وقد قضى البابا يوليانوس على الكرسي المرقسي مدة عشر سنوات اعتنى فيها بشعبه عناية روحية، حتى أنه من عظم عنايته أن الوثنيين كانوا لا يسمحون له بمغادرة الإسكندرية فكان يخرج منها سراً ويذهب إلى كل مكان ويرسم كهنة للشعب ويفتقدهم، وبعد ذلك أتم جهاده الحسن وتنيَّح بسلام.