يشمل العهد القديم 46 سفرًا تحتوى على 1075 أصحاح منها سبعة أسفار حذفها البروتستانت. تنقسم الأسفار فى العهد القديم إلى أربعة أقسام هى :
أ – أسفار الشريعة : وتشمل أسفار موسى الخمسة والمسماة بالتوراة وهى من التكوين إلى التثنية.
ب – الأسفار التاريخية : وتشمل سفر يشوع حتى أستير ثم طوبيا ويهوديت وسفرى المكابيين.
ج – الأسفار الشعرية أو التعليمية : وتشمل سفر أيوب حتى نشيد الأنشاد وكذلك سفرى الحكمة وحكمة يشوع بن سيراخ.
ء – الأسفار النبوية : وتشمل الأنبياء الكبار والصغار أى من سفر إشعياء حتى سفر ملاخى بالإضافة إلى سفر باروخ.
هذا التقسيم ليس حصرًا للمعنى فى أسفار معينة ولكن هدف هذه الأسفار الرئيسى هو الشريعة أو التاريخ مثلاً ولكن توجد شريعة فى باقى الأسفار وليس فى أسفار الشريعة فقط، وكذلك يوجد تاريخ فى الأسفار الأخرى بالإضافة للأسفار التاريخية…
قصة الكتاب المقدس
سنورد هنا باختصار الأحداث التاريخية للكتاب المقدس كله من التكوين إلى ميلاد المسيح لربط المعانى والأحداث معًا.
جنة عَدْن : أراد الله خلقة الإنسان، فخلق له عالم كامل فى ستة أيام ثم خلقه فى اليوم السادس ومنحه سلطانًا كاملاً على الخليقة وأعطاه وصية ولكنه كسرها ورفض الله، فطُرِدَ من الجنة التى كان يتمتع فيها بعشرة الله ووعده الله بالخلاص قبل أن يطرده.
عصر البطاركة : انتشرت الخطية فى العالم فأهلكه الله بطوفان وجدَّد الخليقة بنوح أول الآباء البطاركة (بطريرك = أب آباء) ثم تلاه إبراهيم أب شعب الله ونسله إسحق ثم يعقوب وأولاده الإثنى عشر ويوسف الذى عالهم ونقلهم إلى مصر هربًا من المجاعة. وأهم صفات هذه الفترة المذبح والخيمة التى ترمز للمسيح الفادى وغربة العالم.
الناموس : بعد إذلال بنى إسرائيل حوالى 400 سنة فى مصر ولد موسى الذى قاد شعب الله وأخرجهم من مصر بالضربات العشر وعبر بهم البحر الأحمر، وعالهم الله فى برية سيناء وقادهم وأعطاهم الوصايا والناموس وسكن بينهم فى خيمة الإجتماع مدة 40 سنة فى البرية مات موسى فى آخرها.
أرض الميعاد : قاد يشوع شعب الله بعد موسى وجفَّف أمامهم نهر الأردن وانتصر على الأشرار سكان الأرض وأبادهم وقسَّم الأرض بين الأسباط.
القضاة : تهاون الشعب فى أرض الميعاد ولم يستكملوا طرد الأشرار وتركوا وصايا الله، فاستعبدهم سكان الأرض الأشرار وأذلوهم فلما صرخوا إلى الله أرسل لهم قائدًا هو قاضى يرشدهم لوصايا الله ويقضى بها بينهم ويقودهم فى حرب ضد الأشرار وينتصر ويحررهم ولكنهم عادوا ثانية للتهاون فاحتلهم شعب آخر من الأشرار، فأرسل الله لهم قاضيًا آخر. وهكذا حتى آخر قاضٍ وهو صموئيل النبى.
المملكة المتحدة : طلب الشعب من صموئيل النبى إقامة ملك، فحزن لأنهم لم يكتفوا بالله وأقام لهم شاول ابن قيس ثم داود العظيم وابنه سليمان الحكيم الذى بنى الهيكل.
إنقسام المملكة : تمرد عشرة أسباط من بنى إسرائيل على رحبعام ابن سليمان وذلك بقيادة يربعام ابن ناباط وكونوا المملكة الشمالية لليهود التى تسمى إسرائيل وعاصمتها السامرة وبقى مع رحبعام سبطى يهوذا وبنيامين اللذان كونا المملكة الجنوبية التى تسمى يهوذا وعاصمتها أورشليم وتحتوى على الهيكل. وتسلسل الملوك من رحبعام بالتناسل، وكان بعضهم تقيًا مثل حزقيا ويوشيا الذين اهتموا بعبادة الله وإزالة الأصنام وبعضهم شريرًا مثل آحاز ومنسى الذين أقاموا الأصنام والسوارى ونشروا عبادة الأوثان.
أما مملكة إسرائيل فأقام فيها يربعام تمثالين ليعبدهما الشعب بدلاً من عبادة الله فى أورشليم فكان كل ملوكها أشرارًا وأشرهم آخاب. وأرسل الله أنبياء كثيرين لدعوة الشعب للتوبة فى المملكتين من أشهرهم إيليا وأليشع.
السبى : نتيجة شرور اليهود سمح الله أن يتم سبيهم بواسطة مملكة آشور التى احتلت المملكة الشمالية وحاولت الإستيلاء على أورشليم ففشلت، ثم قامت مملكة بابل التى احتلت المملكة الجنوبية وخرَّبت الهيكل. وقد دام السبى سبعين سنة لكل اليهود الذين فرَّقوهم فى دول العالم وأبقوا الضعفاء منهم فى فلسطين، وقام فى هذه الفترة أيضًا أنبياء يدعونهم للتوبة مثل إشعياء وأرميا.
الرجوع من السبى : قامت مملكة مادى وفارس التى سمحت لليهود بالرجوع إلى أورشليم وتعميرها والصلاة بالهيكل. وكان الرجوع على ثلاث دفعات بقيادة زرُبابل وعزرا ونحميا وذلك فى القرن السادس والخامس قبل الميلاد، فبنوا الهيكل وأسوار أورشليم وأعادوا العبادة وتنفيذ الناموس بتشجيع الأنبياء حجى وزكريا وملاخى.
المكابيين : عاش اليهود كشعب واحد بعد الرجوع من السبى وقائدهم هو الكاهن الأعظم، وفى القرن الرابع ق.م قامت الإمبراطورية اليونانية وتعرضت اليهودية وأورشليم للتدمير وأجبروهم على عبادة الأوثان فقامت ثورة المكابيين التى انتصرت على جيوش الإمبراطورية اليونانية وأعادت العبادة فى أورشليم فى القرن الثانى ق.م واستشهد الكثيرون ثم استقرت الأحوال وبعد ذلك ضعفت الدولة المكابية فى أوائل القرن الأول ق.م فى عهد الإمبراطورية الرومانية وأصبحت فلسطين ولاية رومانية يحكمها والي هو هيرودس الذى وُلِدَ المسيح فى أيامه.