مشكلة الإدمان مشكلة خطيرة تعانى منها مجتمعات كثيرة، ولكنها تزداد حدة فى مجتمعنا، لأسباب عديدة وهذا أمر فى غاية غاية الخطورة.
الأطفال هم زهور المجتمع، وردة المجتمع، هم هدية الله للإنسانية، مرة سُئل أحدهم أما زال الله يحب البشر رغم الشر والعنف والجريمة الموجودة؟ فأجاب: قطعاً! والدليل أنه يخلق فى كل يوم أطفالاً جدداً.
تتذكرون الآية التى تقول “النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو” (أم 27: 7)، النفس الشبعانة من الحب تدوس العسل مهما كانت الإغراءات والظروف المحيطة، مهما كانت تعيش فى ظروف مواتية أو غير مواتية، “النفس الشبعانة تدوس العسل” هذه هى القاعدة الأساسية التى نخدم بها فى قضية الإدمان.
النفس الشبعانة من الحب داخل الأسرة، والمدرسة والكنيسة أو المسجد داخل المجتمع بشكل عام، عندما يكتمل إحساس الإنسان فى صغره بالشبع من الحب، فتأكدوا أنه سيكون إنساناً رائعاً، وسيفهم الحياة جيداً، لأن من يعرف الحب يفهم الحياة.
أول خطوات الوقاية من الأدمان هى كيف نوجد مجتمع الحب من أجل الصغار لكيما ينموا أسوياء؟ النفس السوية نفس شبعانة تشعر بقيمة الحياة التى أعطاها الله لها حينما يحب الأب والأم أبناءهما فهما يقدمان صورة محبة الله للإنسان.
الأدمان له أشكال كثيرة جداً وأمتد إلى نواحى عديدة الميديا، المواقف المنحرفة، أستخدامات الأجهزة الحديثة إستخداماً مسرفاً…ألخ النفس الشبعانة تدوس العسل، ولذلك من الأهمية أن نبحث كيف نشبع نفوس الصغار بالحب فى بيت من بيوت الضيافة… فى المدرسة… فى الكنيسة… فى المسجد… فى توعية الأب والأم… وفى توعية الأخ والأخت المقبلين على الزواج.
تكملة الآية “وللنفس الجائعة كل مر حلو” من دراسة الكمياء تعرفون أن طعم المواد المخدرة مر لذلك تتعاطى بالإستنشاق أو الحقن أو مخلوطة بمواد أخرى. كيف يتقبل الإنسان هذه المرارة؟! بل وتصير حلوة له!!! لأن للنفس الجائعة كل مر حلو، النفس الجائعة إلى الحب من المجتمع حواليها مهما يكون المجتمع صغيراً أو كبيراً.
لقد إرتفعت نسبة الأدمان بين الأطفال من 19% إلى 24% وهذا شئ خطير للغاية! فكيف نوقفه وكيف نقلله؟ الدولة ممثلة فى وزارات كثيرة، من ضمنها وزارة التضامن الإجتماعى -لها إهتمام من خلال أجهزتها ومؤسساتها فى هذا المجال الذى يصيب المجتمع فى مقتل- ولكن يبقى أن تنتبه شرائح المجتمع -فى الأعمال الدرامية أو فى المدرسة أو فى الشارع أو الميديا أو الكنيسة أو المسجد أو الأسرة- إلى أصل القضية وهو الشبع من الحب.
هذه الخدمة التى تقوم بها الدولة مشكورة برعاية أبنائها وتشترك الكنيسة معها فيها وتهتم بها من خلال البرامج والأنشطة وإنتاج الأفلام القصيرة، وبعض الأغانى التى تهدف للتوعية.
نصلى أن يبارك الله هذه الجهود وهذه الأنشطة، أن يبارك كل أسرة من أسر وطننا، أن يحفظنا ويحفظ أطفالنا أغلى ما عندنا، ثروتنا البشرية المستقبل، الأمل والرجاء الذين سنبنى بهم المستقبل الحلو. هم عملنا الآن فكل ما نعمله هو لأجل خاطر أبنائنا، وكل إنسان بدون إستثناء يجب أن يكون إبنه أحسن منه.
نصلى أن يبارك الله هذه الجهود.