فبراير 3, 2023
فبراير 3, 2023
رسالة جديدة
الرسالة البابوية
لعيد الميلاد المجيد
2023
قداسة البابا تواضروس الثاني
حقائق الإيمان كما هي والكنيسة القبطية كما هي، ولكن من حيث استخدام التكنولوجيا فنحن نستفيد منها.
مقالات
رأيتها واقفة عند مغترق الطرق … سمعتها وهى تنادى بصوت عال
رأيتها وهى تجمع العابرين ليمشوا معها على طرقها وبطريقتها.
اوقفتنى وانا عابر فى طريقى، لم يسر قلبى بها … لانها عطلتنى عن مسارى.
سألتنى: من انت؟ من اين اتيت؟ والى اين تذهب؟
قلت فى قلبى : لماذا اجيب على اسئلتها؟!انا لا اجاوبها … فمن هى؟! وما سلطانها؟! … فى داخلى كان صوت يهمس قائلا: اسمعها… اجبها… تعرف عليها واقترب منها
فقلت لها : انت تسألينى من انا؟!… انا عابر مثل كل العابرين على الارض… انت تسالينى من اين اتيت والى اين تذهب؟!… انا اتيت بن بيتى ولا اعرف الى اين اذهب …
لسث ادرى لماذا ترددت ان اسالها نفس الاسئلة التى سالتها لى … لكنى
تشجعت وقلت لها : هل تسمحى لى ان اعرف من انت؟ ومن اين اتيت؟ …
اجابتتى : الله ناطق فى الناموس والانبياء والرسل… وانا كتاب ناطق من عند الله … انا الجامعه سفر مفتوح امام كل عابر …
الله تكلم فى لكى اتكلم معكم … هو يريد ان يجعلنى فى اذهانكم … ويكتبنى على قلوبكم … والمنتهى ان يكون هو الهكم وانتم تكونون له شعبا مبررا …
بكلماتها البسيطة شعرت اننى استيقظت من نوم استغرق اعواماً … واحسست بحسرة ومرأ ان النهار قد مضى منى وفات …
يبدو انها احست بالندم الذى اعانيه فحنت علئ بلطف غير موصوف وقالت لى ان السيد الرب وضعنى فى الطريق لكى اعين ضعف طبيعتك … وكذلك مع كل عابر.
قلت لها : كيف تتعاملين معى بلطف وكل طرقى تستحق العقوبه؟!
تعجبت عندما قالت لى : انت لا تسمع الذى يناديك … ولا تنادى الذى يسمعك انت لا تعرف من انت؟! … انت صورة الله ومثاله … انت المنقوش على كفه …
انت رائحته الذكية … انت رسالته … انت سفيره السماوى على الارض … انتاتيت من التراب … وهناك الى التراب تعود … وان كانت كل طرقك تستحق العقوبة اعرف الذى خلقك هو وحده الذى حول العقوبة لك خلاصاً.
اليوم الذى انتشلتك من الغرق … من الطريق الذى كنت ذاهباً اليه بقدميك … الذى خلقك هو الذى خلصك هو خلقك بكلمته وخلصك بكلمته … المسيح هو كلمة الله الذى خلصك … تعالى واقترب منى تراه فى … فليس آخر سواه يظهر لك نور الاب السماوى وينعم عليك بمعرفة الروح القدس الحقيقيه
قلت لها : كيف انطق … وانا مكبل بالقيود والسلاسل؟… كيف اتحرر من متاعب تسكن فى اعماقى؟ … كيف افلت الخيوط الحريريه التى تهاونت فيها فتحولت الى قيود حديديه؟كيف؟!
قالت : ابنى ان اردت ان تتحرر من كل المتاعب اسمع صوت الرب … فانت لا تريد ان تسمع … وان احببت ان تعرف هذا بنفسك.
قل لى : من ماذا تعانى … وانا سوف اخبرك عن سبب ماتعانيه من الام وهو عدم سماع صوت خالقك.
قلت لها : انامريض بحب الامتلاك وما اشتهته عيناى انالم امسكه عنهما.
اجابتلى : لو سمعت كلامى لكنت خلصت من امراضك… فانا انادي بصوت عال واقول للجميع قبل ان تمرضوا … “العين لاتشبع من النظر … والاذن لا تمتلئ من السمع … ما كان فهو ما يكون، والذى صنع فهو الذى يصنع فليس تحت الشمس جديدا” (جا ١ :٨).
انا انادى كل عابر : من يحب الفضة لايشبع من الفضة … ومن يحب الثروة لايشبع منها .
فتحت قلبى لها وقلت : انا حيران … فبالرغم من ان لى عينين مفتوحتين لكنى دائما اصطدم واسقط… والذى انتظره وارجو ان يقيمنى اراه يسقط هو علئ.
اجابتنى : أكرر لك انك لم تسمع صوت الرب الذى يقول لا تكن حكيماً فى عينى نفسك. فكيف وانت تساير الجهال تريد ان تكون حكيما؟! … الحكمة تأتى لك ان سرت مع الحكماء … انا قلت لك ان للحكمة منفعة اكثر من الجهل كما ان للنور منفعة اكثر من الظلمة … الذى يساير الجهال يمشى فى الظلمة ويسقط حتى لو كانت عيناه مفتوحتان.
هى راتنى قلقا ومضطرباومنزعجا من الذين حولى… فكشفت لى اعماقى
وقالت لى : انت لم ترض الرب فى طرقك … ولم تسمع صوته الذى انا اناديك به … لانه اذا ارضت الرب طرق انسان جعل اعداءه ايضا يسالمونه …
قلت لها : لقد خسرت احبائى ومن هم حولى بسبب غضبى السريع.. ماذا افعل؟
يا ابنى اسمع ما يقوله لك خالقك واعمل به … ان طول الروح خير من تكبر الروح. ولا تسرع بروحك الى الغضب لان الغضب يستقر فى حضن الجهال.
وايضا لا تستعجل فمك ولا يسرع قلبك الى نطق كلام غضب قدام الله … وان لم تسمع الوصية وتماديت فى الطريق الذى تسلك فيه … وجعلت للغضب مقرأ فى اعماقك … وفتحت بيتا للزنا فى قلبك … وتهاونت فى ما هو يفسد جسدك ويستهلكه … وان لم تحفظ ثيابك بيضا اعرف انك تموت فى غير وقتك … لان هذا هو صوت الرب القائل: “لا تكن شريرا كثيرا … ولا تكن جاهلأ لماذا تموت فى غير وقتك”
تشجعت بكلماتى وازداد اشتياقى ان اقوم وانهض واجرى بعيدا هارباً من الموت الذى يحيا فئ …
هى احست بى فامسكتنى بيدها … وقالت لى : انظر… من هؤلاء؟
قلت لها : انهم رؤساء … لانى عرفتهم من ثيابهم وتيجانهم … ثم قالت : من هؤلاء؟
قلت لها: انهم عبيد… لانى عرفتهم ايضا من ثيابهم …
فقالت لى : الم ثر امرأ عجيباً؟… قلت : حقاً … كيف يركب العبيد على الخيول بينما الرؤساء يمشون على الارض كالعبيد؟!… اجابنثى : بالحكمة يجلس العبيد وبالجهل يمشى الرؤساء …
قلت لها : انت صوت الهى … احيطينى بالحكمة… مدى يدك وانتشلينى الحفرة التى وقعت فيها … انقذينى من الحية التى لدغتنى … اصعدينى من الحجارة التى تساقطت على … خلصينى من الخطر.
صدقنى يا ابنى لو سمعت صوته وحفظت كلامه ولم تقس قلبك كنت تنجو من كل هذا … هو ينادى من قبل ان تولد محذرا للكل … “من يحفر هوة يقع فيها ومن ينقض جدارأتلدغه حية … ومن يقلع حجارة يوجع بها … ومن يشق حطباً يكون فى خطر منه”
This post is also available in:
English (الإنجليزية)