مايو 30, 2023
مايو 29, 2023

الرسالة البابوية
لعيد القيامة المجيد
2023
قداسة البابا تواضروس الثاني
الفتاة المكرسة تُرسم شماسة ولها خدمتها، وهناك مساعدة شماسة، اي ان ذلك موجود ولكن هناك فرق في الرسامة بين حاجتين، ما بين وضع اليد على الرأس، هذه معناها رسامة، كما نرسم الأب الكاهن أو الشماس أو الأب الأسقف بوضع اليد على الرأس والصلوات. وهناك شيء آخر هو “أخذ البركة” فعندما نرشم شماسة، ترسم بالبركة بوضع اليد على الكتف، وهذه نوع من البركة للعمل او الخدمة التي ستقوم بها هذه الفتاة المكرسة. ربنا عندما خلق الإنسان، خلق آدم ثم حواء ثم تكاثر الجنس البشري وعندما جاء السيد المسيح اختار انه يولد من أمنا العذراء، وهي فخر جنسنا، فإذا اردنا نحن كرجال او سيدات ان نضع أحد يمثلنا، هي أمنا العذراء مريم، ولكن السيد المسيح عندما اختار تلاميذه، اختار 12 تلميذ وفهمهم مفاهيم إيمانية ومفاهيم الخدمة كلها وصاروا هم الخدام، والسيد المسيح كرم أمنا العذراء مريم وقبلها نجد أليصابات وبعد مجيئه نرى حنة بنت فنوئيل الأرملة ، وقد كرم كل هؤلاء السيدات، حتى كرم المرأة السامرية عندما رآها بالرغم من انها كانت انسانة مكروهة.. الخلاصة ان المرأة لها دور وعمل كبير في الكنيسة، معظم مدرسي خدمة مدارس الأحد من البنات والسيدات، في مجالس الكنائس دائماً يوجد عضو او اثنين من السيدات، في الكليات الإكليريكية والمعاهد الدراسية نجد هناك سيدات يقومون بالتدريس، وحتى خدمة الكورال في الكنائس نجد البنات والسيدات، كل إنسان فينا له دور يكمل الآخر. فالكنيسة فيها حياة شركة منظمة والمرأة لها دور واسع جداً في الكنيسة ولا نقدر ان نستغنى عنه.
مقالات
عيد الصعود عيد سيدي خاص في معجزته بالسيد المسيح وحده. أي أنه يشمل معجزة لم تحدث مع أحد من البشر, وإنما كانت للسيد الرب وحده: مثل الميلاد العذراوي, ومثل قيامته بقوة لاهوته وخروجه من القبر المغلق, ومثل التجلي علي جبل طابور, كذلك صعوده إلي السماء وجلوسه عن يمين الآب.
لقد صعد بذاته, وليس مثل إيليا النبي الذي أخذته مركبة نارية فصعد فيها (2 مل 2: 10 و11), ولا مثل أخنوخ الذي لم يوجد لأن الله أخذه (تك 5: 24), أما السيد المسيح فصعد بقوته, دون أية قوة خارجية.
* وكان صعوده صعودا بالناسوت.
ذلك لأن اللاهوت موجود في كل مكان, في الأرض وفي السماء وما بينهما, لذلك فاللاهوت لا يصعد ولا ينزل. وفي القداس الغريغوري نقول له وعند صعودك إلي السموات جسديا, وقد شرحنا هذه النقطة من قبل.
* صعود المسيح إلي السماء, لم يكن مفارقة لكنيسته علي الأرض…
ما كان انفصالا عن الكنيسة, ولا تركا لها, ولا تخليا عنها, لأنه قال ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت 28: 20) وقال أيضا حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي, فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 20), إذن هو معنا في الكنيسة, وفي كل اجتماع روحي, وهو كائن معنا علي المائدة في كل قداس, هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23).
* كان صعوده رفعا لمستوي التلاميذ, ودليلا علي نضوجهم الروحي:
لقد رفعهم من مستوي الحواس إلي مستوي الإيمان, في بدء علاقتهم معه وهو علي الأرض, كانوا محتاجين أن يروا وأن يلمسوا وأن يحسوا وجوده بالجسد, فلما وصلوا إلي درجة من الإيمان, فارقهم بالجسد, لأنهم صاروا قادرين أن يروه بالروح, وأن يحسوا وجوده بالإيمان, ويقينا أنهم بعد صعوده, لم يشعروا في يوم من الأيام أنه فارقهم.
* معجزة صعوده لم تكن ضد قوانين الطبيعة بل سموا عليها.
بداءة نقول إن الرب لما وضع قوانين الطبيعة, وضعها لتخضع لها الطبيعة, لا ليخضع هو لها, بل تبقي هي خاضعة له, لواضعها.. ومع ذلك, فإنه في صعوده, صعد بالجسد الممجد, الجسد الروحاني السماوي, الذي سنقوم نحن بمثله (1 كو 15: 44 و49) علي شبه جسد مجده (في 3: 21).
إذن معجزة الصعود لم تكن في الانتصار علي قوانين الجاذبية الأرضية, إنما كانت المعجزة في هذا الجسد الروحاني السماوي, الذي يستطيع أن يصعد إلي فوق, إنه إذن سمو للطبيعة وليس تعارضا معها, إنه نوع من التجلي لطبيعة الجسد.
* معجزة الصعود تعطينا لونا من الرجاء من ناحيتين:
الأولي أن الذين أعثروا بصليب الرب وما صاحبته من إهانات ومن آلام, كان الرد عليها في مجد القيامة, ثم في مجد الصعود, وهكذا عاد الإيمان إلي الناس الذين ظنوا أن كل شيء قد انتهي بالصليب, وصار لنا رجاء أنه بعد كل صليب توجد قيامة وصعود, وهذا الرجاء صاحب الشهداء والمعترفين في كل جيل.
* الناحية الثانية من الرجاء أنه سيكون لنا المثل:
فكما صعد المسيح بجسد ممجد, سيكون لنا أيضا جسد ممجد (في 3: 21), وكما أخذته سحابة عن أعين التلاميذ في صعوده, هكذا في اليوم الأخير سنأتي معه علي السحاب, في مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه (1 تس 3: 13), متي جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة علي الجميع (يه 14, 15), حين يأتي علي السحاب وتنظره كل عين (رؤ 1: 7), ونحن الأحياء الباقين علي الأرض سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء, وهكذا نكون كل حين مع الرب (1 تس 4: 17).. حقا ما أعظم هذا الرجاء.
* وكان صعود الرب محفوفا بوعدين, بل بثلاثة:
أما الوعد الأول فهو إرسال الروح القدس ليكون معنا إلي الأبد. وهكذا سبق فقال لهم: الحق أنه خير لكم أن انطلق. لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت, أرسله إليكم (يو16: 7). وقد كان, وأرسل لهم الورح القدس بعد صعوده بعشرة أيام.
أما الوعد الثاني فهو قوله لهم لا أترككم يتامي, إني آتي إليكم (يو 14: 18), وقوله أيضا ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت 28: 20), وقد حقق هذا الوعد أيضا ولايزال يحققه, وقد رآه القديس يوحنا الحبيب وسط الكنائس السبع (رؤ 1: 13, 20) وقد أمسك ملائكة الكنائس السبع – أي رعاتهم – في يمينه (رؤ 2: 1).
أما الوعد الثالث, فهو قوله لتلاميذه:
* وأنا إن ارتفعت عن الأرض, أجذب إلي الجميع (يو 12: 32)
يجذبنا إليه لنرتفع معه إلي السماء كما قال أنا ماض لأعد لكم مكانا, وإن مضيت وأعددت لكم مكانا, آتي أيضا وآخذكم إلي, حتي حيث أكون أنا, تكونون أنتم أيضا (يو 14: 2, 3).
إذن هو وعد بأن يكون معنا, ونكون معه, علي الأرض وفي السماء, علي الأرض ها أنا معكم كل الأيام وحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي, هناك أكون في وسطهم (مت 18: 20), وفي السماء حيث أكون أنا, تكونون أنتم أيضا.. وكما قال بولس الرسول سنخطف جميعا معهم في السحب, لملاقاة الرب في الهواء, وهكذا نكون كل حين مع الرب (1 تس 4: 17)… ما أعظمه من مجد.
* إن صعود الرب كان خاتمة عبارة أخلي ذاته..
قيلت هذه العبارة في تسجده لأجل فدائنا أخلي ذاته, وأخذ صورة العبد, صائرا في شبه الناس, وإذ وجد في الهيئة كأنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت, موت الصليب في 2 : 8,7.
أما الآن, وقد قام بعمل الفداء, وقال قد أكمل, وداس الموت, وقام, ثم صعد إلي السماء وجلس علي يمين العظمة في الأعالي عب 1 : 3. فقد انتهت عبارة أخلي ذاته.
لذلك حينما يأتي في مجيئه الثاني سيأتي بمجده ومجد الآب لو 9 : 26. نعم سيأتي في مجد أبيه مع ملائكته مت 16 : 27 له المجد الدائم إلي الأبد, آمين.
This post is also available in:
English
Français
Italiano
Nederlands
Ελληνικα