يناير 22, 2025
رسالة جديدة
الرسالة البابوية
لعيد الميلاد المجيد
2025
قداسة البابا تواضروس الثاني
سؤال وجواب
مقالات
+الأمين مثقل بأشياء كثيرة جداً. نفّذ ما تقدر عليه و ما يسمح به وقتك بقدر إمكانك.
+يجب على كل أمين أن يراجع نفسه فى علاقاته مع الخدام، و لا يكون ثقيلا عليهم، و تكون علاقته طيبة بهم .
+إحساس طبيعى انه إن عدنا أطفال و فتيان نكون أفضل بحثاً عن النقاوة و صفاء و راحة البال و عدم تحمل المسئولية. كنيستنا عجيبة فهى عندما تحب شخص ما تعطيه مسئولية أكبر، فهذا نوع من النزوع للطفولة و لكن يجب ان نكبر فهذا وضع طبيعى .
+حياتنا و كنائسنا كلها فى يد ربنا – بس شوية حرص لا أكثر.
مقالات
تواضع الرب في المعمودية من كتاب عيد الغطاس والقديس المعمدان للمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث
معمودية يوحنا كانت معمودية التوبة، ولم يكن السيد المسيح محتاجاً الى التوبة، فلماذا تعمد؟
تعمد نائباً عن البشرية في الدخول الى معمودية التوبة، كما صام عنا وهو غير محتاج الى صوم، وكما مات عنا وهو غير مستحق للموت.
وكل ذلك ليقدم للآب صورة كاملة للبشرية، ويدفع ثمن خطاياها . كذلك هو أيضاً تقدم الى المعمودية “لكي يكمل كل بر” (متى 14:3)، لكى لا يبكته احد على خطية، لكي يكون أمام الكل خاضعاً للناموس مع انه فوق الناموس، وهكذا سار مع الشعب كواحد منهم متقدماً الى معمودية التوبة.
أي تواضع هذا الذي يقدمه الرب لنا؟ ولما اعتفى يوحنا وقال:”انا المحتاج ان اعتمد منك”، اجابه الرب: “اسمح الآن”.!
وبنفس التواضع سمح ان امه العذراء المثالية في طهرها، التي ولدته من الروح بغير دنس، تتقدم “لما تمت أيام تطهيرها” لتقدم محرقة (لوقا 22:2) ، وما كانت هي محتاجة اطلاقاً الى أيام تطهير!
ان السيد المسيح ما كان خاطئاً ليتقدم الى معمودية التوبة، لكنه كان (حامل خطايا)، حمل خطايا العالم كله، وبهذا شهد عنه يوحنا الذي عمده (يوحنا 19:1). لقد حمل المسيح خطايا العالم ونزل بها الى المعمودية. وكذلك حمل هذه الخطايا على الصليب ومحاها بدمه: “كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد الى طريقه، والرب وضع عليه اثم جميعنا” (إشعياء 6:53).
السيد المسيح مع انه بار بلا خطية، وقد تحدى اليهود فيما بعد قائلاً لهم: “من منكم يبكتني على خطية؟” (يوحنا 46:8)، لكنه تمم طقس معمودية التوبة ولم يشذ عن هذا العمل الروحي الذي تقدمت اليه الجماهير تائبة، فوجدناه يسير كما يسير باقي الشعب الخاطيء متقدماً نحو معمودية التوبة. كلهم تعمدوا معترفين بخطاياهم، اما هو فتعمد حاملاً خطايا الشعب كله، وفعل هذا لئلا تُمسك عليه غلطة، او يُحسب عليه نقص، وأيضاً ليكمل كل بر.
ومن تواضع الرب ايضاً انه نال المعمودية من يوحنا، رئيس الكهنة الأعظم ومانح الكهنوت نال المعمودية من أحد كهنته، احد اولاده، من انسان اعترف قائلاً له: “انا محتاج ان اعتمد منك، وانت تأتي اليّ!” (متى 14:3)، كما اعترف قائلاً: لست اهلاً ان انحني واحل سيور حذائه” (مرقس 7:1).
كهنوت السيد المسيح ملكي صادق، وكهنوت يوحنا هاروني، والمعروف ان كهنوت ملكي صادق أعظم من كهنوت هارون، كما شرح معلمنا القديس بولس الرسول في (عبرانيين 7)، كما ان ملكي صادق بارك أبانا ابراهيم، الذي كان هارون في صلبه (عبرانيين 7)، ومع ذلك وبكل تواضع، تقدم الذي هو كاهن الى الأبد على طقس ملكي صادق (مزمور 4:110) لينال المعمودية من احد اولاد هارون! وفي هذا ايضاً توقير منه للكهنوت في عصره.
ومن تواضع الرب أيضاً انه بعد كل الأمجاد التي ظهرت اثناء عماده في شهادة الآب، وحلول الروح القدس، وشهادة يوحنا، بعد كل هذا صعد الى الجبل ليجُرب من الشيطان! وسمح للشيطان ان يُجربه بكل جرأة، او على الأصح بكل كبرياء، ورد عليه الرب بكل هدوء وبتواضعه قهر كبرياء الشيطان.
ومن تواضع الرب انه خضع للناموس في السن كما في العماد، فقد انتظر حتى بلغ سن الثلاثين حسب الناموس، وما كان اسهل عليه ان يبدأ خدمته قبل ذلك بسنوات طويلة، وهو الذي في سن الثانية عشرة اذهل الشيوخ المعلمين، فبهتوا من فهمه واجوبته (لوقا 47:2)، ولكنه انتظر الى سن الثلاثين، وانتظر حتى تعمد، وحتى قضى فترة خلوة على الجبل، ثم بدأ العمل.
تواضع المسيح منذ بدء رسالته ليرد على خطية آدم الأول، آدم الأول استجاب للإغراء في ان يصير مثل الله (تكوين 5:3)، وهذا لون من الكبرياء بلا شك، فجاء السيد المسيح ابن الله، في شبه الناس في صورة عبد (فيليبي 7:2)، يسلك في اتضاع: في مولده في مذود يمثل الفقر (لوقا 7:2)، وفي عماده من عبده يوحنا المحتاج ان يعتمد منه.
ويوحنا الذي عمده كان ايضاً متواضعاً، وكان اعظم ما عمله هو عماده للسيد المسيح! وهنا نرى موقفين عظيمين في الاتضاع: الاول هو مجيء المسيح ليعتمد من عبده يوحنا، والثاني هو هذا النبي العظيم يقول للسيد “أنا محتاج ان اعتمد منك، وانت تأتي الي!” (متى 14:3)…
أنا ايضاً خاطيء محتاج الى معمودية التوبة …
أنا امام هؤلاء الناس معلم، أما امامك انت، فأنا تلميذ …
أمامهم انا نبي وملاك، واما امامك انا تراب ورماد …
انا امامهم كاهن، اما انت مصدر كهنوتي وكل كهنوت.
ان كل العظمة التي احاطت بيوحنا، وكل الشعبية الجبارة التي كانت له، لم تنسه ضآلة ذاته أمام المسيح .. لقد فعل كأمه اليصابات حينما قالت للعذراء: “من اين لي هذا ان تأتي ام ربي اليّ؟” (لوقا 43:1).
قال يوحنا للرب: “انا محتاج ان اعتمد منك” (متى 14:3)، ولم يقل له الرب انه غير محتاج، بل قال: “اسمح الآن” ، وهي عبارة عجيبة تخرج من فم الرب موجهة الى احد خدامه.
انه في رقة ولطف يقول له: لست آمرك، انما اطلب سماحك، اطلب موافقتك… لكي نكمل كل بر…
This page is also available in: English Français Italiano Nederlands Deutsch Ελληνικα