يمتلئ شهر يوليو من كل عام، ويقابله تقريباً شهر أبيب فى التقويم القبطى، بتذكارات القديسين والشهداء بنوعيات عديدة، تجعل باب القداسة مفتوحاً أمام الجميع. نحتفل فى 12 يوليو/5 أبيب بعيد إستشهاد الرسولين بطرس وبولس عام 67 م فى مدينة روما، الأول صُلب منكس الرأس، والثانى قطعت رأسه، وذلك من أجل الإيمان.
وشهر يوليو يبدأ بتذكار شهادة القديس موسى الأسود قديس التوبة الناسكة (24 بؤونة) وينتهى الشهر بتذكار شهادة القديس أبانوب النهيسى (31 يوليو/24 أبيب) وبين أول الشهر ونهايته تأتى تذكارات العديد من القديسين والنساك والرجال والنساء، ومن الأفراد والعائلات والجماعات… وكذلك من تلاميذ السيد المسيح والآباء البطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة وغيرهم.
من الأنبياء والرسل : يهوذا الرسول (2)، يشوع بن نون (3)، حنانيا الرسول (4)، تداوس الرسول (9) بطرس وبولس الرسولين (12)، أولمباس الرسول (13)، سمعان كلوبا الرسول (16)، يعقوب الرسول (25).
من الباباوات والأساقفة : البابا ثيؤدوسيس البطريرك 33 (5)، البابا كيرلس عمود الدين 24 (10)، البابا غبريال السابع 95 (17)، الأنبا بسنتاوس الأسقف (20).
من القسوس والشمامسة : يوحنا وسمعان (18) أباهور السرياقوسى (19)، أباكير ويوحنا (11).
من النساك والمتوحدين : شنودة رئيس المتوحدين (14)، أنبا بيشوى (15)، أنبا كاراس (15)، مكاريوس السكندرى (21)، مارإفرام السريانى (22).
من العائلات والقديسات : أباهور وأبا بشاى وأمهما (6)، أفرونيا الناسكة (8)، أوفمية القديسة (24)، مارينا الشهيدة (30).
من الشهداء : موسى الأسود (1)، مارجرجس (23) الأمير تادرس (27)، لاونديوس (29)، أبانوب النهيسى (31).
وتصير حياة القداسة طريقاً مفتوحاً أمام كل أحد مهما كان وضعه أو مكانته أو إختياره… ومهما كانت الضيقات أو الصعوبات التى يواجهها الإنسان فى مسيرة حياته… ولم يتوقف نهر القديسين فى الكنيسة الجامعة…..
نقول هذا وها نحن نشاهد ونسمع ما يحدث لأخوتنا المسيحيين على أرض العراق الشقيق، والتى سكنوها منذ القرون الأولى، وكنائسهم وأديرتهم ومعابدهم وآثارهم شاهدة على وجودهم وحضارتهم التى ساهمت فى التقدم الإنسانى لهذه البلاد التى لها تاريخ طويل…
وعاشت مسيحيتها بجوار إسلامها قروناً وقروناً فى العصور الوسطى والعصور الحديثة، فى تآخى وتواصل وعيش مشترك، وفى علاقات سلام ومحبة ولم يصدر من مسيحى العراق وبلاد ما بين النهرين أى أعتداء أو ما يعكر صفو علاقتهم مع أخوتهم فى بلادهم، ومارسوا حياة طيبة فى سلام وهدوء …
ثم نفاجأ فى الشهور الأخيرة بعنف وإجرام لتفريغ هذه البلاد من مسيحيها دون أدنة أساءة منهم، وبلا أى مبرر ولم نسمع أن لهم أى طموحات سياسية أو غير سياسية سوى العيش الآمن على أرض بلادهم، حتى وهم يشكلون أقلية عددية بين مجموع السكان.
كيف سيقف هؤلاء المعتدون أمام الله الديان العادل؟!!! ماذا ستقول هذه الجماعات الآثمة أمام ضمائرها؟!!! ماذا صنع هؤلاء المسيحيون حتى يواجهوا أفكاراً غير إنسانية ولا تتفق وأبسط حقوق الإنسان، بأن يغيروا دينهم أو يدفعوا جزية أو يقتلوا أو يرحلوا إلى المجهول؟!!!
كيف تسكت الدول المتحضرة والتى بيدها أمور العالم على هذه المهازل الشنيعة والتى تقوم باسم الدين؟!!! كيف لا تتحد الدول العربية فى صحوة قوية، مالاً وعتاداً وتخطيطاً وإرادة للقضاء على هذا الوباء الإجرامى الذى يستفحل على أرض منطقتنا؟!!!…
إننى أناشد أخوتى المسلمين والذين فى أيديهم مفاتيح القوة والسلطة والإرادة والرؤية: الحكام والجيوش ورجال الأمن وأهل الثقافة والإعلام، بأن يتحدوا جميعاً أمام هذا الخطر الداهم الذى قد يمسح الأخضر واليابس من على أرض أوطاننا -لا سمح الله.
إننا فى مصر يجب أن نعى هذه الدروس جيداً كمصريين، مسلمين ومسيحيين، ونحفظ وحدتنا ونحميها لقد إستشهد من جنودنا وضباطنا أعداداً، وهم يؤدون أعظم مهمة فى حماية تراب الوطن، وقدموا دماءهم غالية لكى نحيا جميعاً، وصاروا شهداء مصر بسبب الغدر والخسة والإجرام….
إن الوطن للإنسان
والدين للديان
والإيمان هو صنع السلام