الإيمان المسيحى هو مثلث مكون من ثلاثة أضلاع على رأسه الدم، وقاعدتاه الدموع والعرق.
أولاً : الدموع :
الدموع هى حياة الصلاة… أنت مدعو للصلاة فى كل حين “ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل” (لو18: 1)، تلك الصلاة التى تجعلك فى أرتباط دائم مع الله وذلك من خلال صلواتك الفردية والمحفوظة وصلوات الأسرار والمدائح والتسابيح….
نحن كنيسة تعشق الصلاة…. وصلوتنا مرتبطة بالشكر والفرح…. والصلاة إذا إختلطت بالدموع تكون صلاة رفيعة المستوى… فما أجمل دمعة إنسان تائب! حيث تصير هذه الدمعة وكأنها لؤلؤة فى عين الله.
عندما تقف فى الصلاة وترفع قلبك وتقدم دموعك، فكم يكون هذا المشهد مؤثراً فى قلب الله. الدموع تغلب الله… وكما يقول الكتاب “حولى عنى عينيك فإنهما قد غلبتانى” (نش6: 5).
صلوا كل حين ومن عمق القلب “من الأعماق صرخت إليك يارب، يارب أسمع صوتى” (مز130: 1-2)، هذه هى قاعدة الحياة الروحية….
ثانياً : العرق :
يعتبر العرق تعبيراً عن الجهد والتعب والخدمة وأعمال المحبة. والمسيحية مكان للجدية، وكما يقول الكتاب المقدس “ملعون من يعمل عمل الرب برخاء” (أر48: 10) لأن “الرخاوة لا تمسك صيداً، أما ثروة الإنسان الكريمة فهى الإجتهاد” (أم12: 27).
والجدية هى الإلتزام بالمبادئ الروحية والتوبة “توبوا لأنه قد أقترب ملكوت السماوات” (مت4: 17)، وكذلك ممارسة الأسرار بوعى، وإعتبار كل كلمة فى الإنجيل رسالة خاصة لك.
ثالثاً : الدم :
الشهداء فى كنيستنا القبطية لهم كرامة عظيمة، لذلك يطلق عليها -أم الشهداء جميلة- فكنيستنا تأسست بدم الشهيد مارمرقس الرسول، وإرتوت بدماء الشهداء، ونحن لدينا شهداء لا حصر لهم الضابط مثل مارجرجس والأمير تادرس. الفتاة مثل دميانة وفيرينا. الأسرة مثل الأم دولاجى وأولادها. الأطفال مثل أبانوب.
ونجد مثلاً القديس موريس، وهو أحد أجدادنا الأقباط والذى نحتفل به شهيداً، وقد جاء إلى سويسرا فى القرن الثالث الميلادى وشهد للمسيح هناك، وأيضاً القديسة فيرينا التى جاءت مع الكتيبة الطيبية وخدمت هذه البلاد، وعلمت أهلها الإستحمام وتمشيط الشعر، ونالت أكليل الشهادة… فهم صفحة مضيئة فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
هذه عينات من التاريخ وليست التاريخ كله….
أخيراً يا أحبائى… كنيستنا القبطية غنية وقوية من خلال الدموع والعرق والدم… فلا تنسوا أنكم أبناء الشهداء الذين قدموا العرق والخدمة والدموع فى الصلاة، والجبال والمغاير وشقوق الأرض…. لا تنس جذورك وحياتك وأمانتك، بل سلمها لأولادك من جيل إلى جيل.