بدايات العمل المسكونى بين الكنائس والطوائف كانت منذ حوالى ستين عاماً… حيث تأسس مجلس الكنائس العالمى فى جنيف بهدف التقارب والتحاور بين الكنائس الغربية والشرقية للعمل من أجل الوحدة المسيحية ونشر السلام والتعايش وقبول الآخر بين بلدان العالم، ولكن الكنيسة الكاثوليكية لم تشارك بعضوية كاملة فى هذا المجلس حتى الآن لأسباب تاريخية وسياسية معروفة.
أما كنيستنا القبطية -مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الشقيقة- فهى تشترك فى هذا المجلس العالمى مع بقية الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية ومع الكنائس الإنجيلية وفى تنسيق من حيث المواقف والقرارات والتوصيات التى تصدر عن المجلس فى جلساته ولجانه كما فى المؤتمر العام الذى يعقد كل سبع سنوات وكان آخرها فى بوسان (كوريا الجنوبية) فى فبراير 2013 حيث شاركت كنيستنا بوفد كنسى كبير.
وفى نفس السياق وأثناء زيارتى إلى كنيستنا فى جينيف بسويسرا فى أول ستمبر 2014 زرت مجلس الكنائس العالمى وتقابلت مع الأمين العام الدكتور أولاف حيث وجدنا ترحاباً ومحبة من إدارة المجلس، وألقينا خطاباً عن كنيستنا كما أجبنا على الأسئلة التى طرحها الحاضرون والذين يمثلون بعض الهيئات العاملة فى المجلس. وفى نهاية شهر أكتوبر 2014 قمنا بزيارة تاريخية مع وفد كنسى رفيع المستوى إلى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وتقابلنا مع صاحب القداسة البطريرك كيريل.
وإتفقنا على تشكيل لجنة تعاون مشترك بين الكنيستين لمزيد من التواصل، ليس فى الحوار اللاهوتى فقط وإنما فى المجالات التعليمية والإجتماعية والرهبانية ومزيد من الإنفتاح والتواصل بين كنائسنا.
وفى نفس السياق أحتفلت هيئة “بروأورينتا” باليوبيل الذهبى لتأسسها (1964-2014)، وهى الهيئة المعنية بالحوار بين الكنائس الأرثوذكسية فى الشرق والكنيسة الكاثوليكية فى الغرب.
وقد حضرنا هذا الإحتفال فى العاصمة النمساوية فيينا مع غبطة البطريرك المسكونى برثلماوس الأول وكاردينال النمسا شون بورن، والكاردينال كورت كوخ مندوب البابا فرنسيس بابا روما، مع أساقفة وكهنة ورهبان وأساتذة جامعات.
وقد إلتقينا مع الرئيس النمساوى د.هاينز فيشر على مائدة الغذاء بالقصر الرئاسى يوم الجمعة 7/11/2014 وكذلك فى الصلاة فى كنيسة فيينا، والكلمات العديدة التى ألقيت فى الإحتفال يوم السبت، مع مقطوعات من الموسيقى العالمية.
وفى هذا اللقاء طرحنا إقتراح توحيد عيد القيامة فى كل كنائسنا المسيحية فى العالم. هذه مجرد أمثلة عن الأنشطة المسكونية التى تشارك فيها كنيستنا بفاعلية وبحب ويُضاف إليها فى يناير 2014 مشاركتنا فى الحوار بين الكنائس الشرقية الأرثوذكسية القديمة والكنيسة الكاثوليكية والذى عقد بالهند.
ومثل كنيستنا نيافة الأنبا دانييل أسقف سيدنى بإستراليا وكذلك فى أكتوبر 2014 الحوار مع الكنائس الإنجيلكانية بالقاهرة ومثل كنيستنا نيافة الأنبا بيشوى ونيافة الأنبا أنجيلوس الأسقف العام بإنجلترا.
وأيضاً فى لقاء سان إيجيديو فى بلجيكا ومثل كنيستنا نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبى مقار، والأستاذ جرجس صالح الأمين العام الفخرى لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
إن التواصل بين الكنائس شرقاً وغرباً واجب كنسى هام لا يعنى فقط مجرد الحوارات اللاهوتية التى تصطدم بصعوبات تاريخية ولغوية وأحياناً عقائدية وإنما يعنى أيضاً التعاون فى آفاق واسعة من المحبة والمودة الأخوية فى المجالات التعليمية والإجتماعية والرهبانية لتمهيد المسيحيين فكراً وعملاً قبل أن نصل إلى “وحدة الإيمان” الهدف المنشود والذى نسعى إليه لعلنا ندركه قبل مجئ المسيح حيث ننتظر يوم الرب بشغف ولهفة.