ميلاد السيد المسيح ووجوده بيننا جسدياً، أضاف أبعاداً جديدة لمعنى القرب والأخوة والوحدة، دُعى السيد المسيح فى ميلاده “عمانوئيل- الله معنا” أى أن الله صار له وجود فى كل مراحل حياة الإنسان لأن الله خلص الإنسان ولم يتركه وإنما أعطاه وعداً “ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر” (مت28: 20)….
أجمل ما فى عيد الميلاد المجيد هو التعبير الجميل ويُدعى إسمه عمانوئيل “ويُدعى أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا” (مت1: 23).
الله معنا أى أنه قريب إلينا وقرب الله للإنسان يشجعه ويُفرحه، “الله معنا” تعنى وجوداً معيناً لله فى حياة الإنسان فى كل مراحل حياته وفى كل أعماله.
و”الله معنا” تعطى نوعاً من الشبع فى حياة الإنسان. الله خلص الإنسان ولم يتركه “ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر” (مت28: 20).
أحتفالنا بعيد الميلاد هو إحتفال لحظى، فى كل وقت نحتفل أن الله يراقب حياتى. “الله معنا” هو تعبير جمالى يتكلم عن الأخوة والمحبة فهو فى داخلة نداء إلى المحبة والأخوة للإنسانية بصفة عامة، إذا نعمل من أجل الوحدة بصفة عامة.
لنا أب واحد وأم واحدة…. وهذا يجعلنى أنظر إلى كل إنسان على أنه قريب لى فقد صار العالم كله عائله واحدة. فى عيد الميلاد فرحة لتأكيد الوعد الإلهى والحضور الإلهى والدعوة دائماً إلى الوحدة.
ومن المعانى الهامة فى عيد الميلاد معنى المصالحة فالبشر كانوا فى حالة خصام، وفى مجئ ربنا يسوع المسيح أول درس قدمه هو المصالحة، أى مدخل للبداية الجديدة فأية بداية تبدأ بالمصالحة، تفريغ القلب من كل شئ ردئ ونبدأ بدءاً حسناً.
العالم الآن يحتاج إلى المصالحة والمصالحة وصناعة السلام عمل صعب، فطوبى لصانعى السلام حينما يقول الكتاب “وعلى الأرض السلام” (لو2: 14)، معناه أن كل إنسان لابد أن يكون صانع السلام.
ضع أمامك كل يوم أن تصنع سلاماً “أصطلح مع نفسك تتصالح معك السماء والأرض” كما قال أحد الأباء، وحينما تصطلح مع نفسك تستطيع أن تصطلح مع أى إنسان.