كانت تهنئة رئيس الجمهورية/السيد عبد الفتاح السيسى ليلة عيد الميلاد وحضوره الكريم بالكاتدرائية المرقسية هذا العام بمثابة “مفاجأة سارة للغاية لكل المصريين”….
فنحن فى بداية كل عام نستبشر خيراً لعام جديد يمنحه الله لنا ونشكره قائلين “نشكرك يارب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة”، وهذه نصليها بصيغة الجمع معبرين عن عطايا الله الجماعية لنا جميعاً.
ونحن المصريين الأقباط نقدر ونعتز بكل مشاعر إخوتنا المسلمين عبر العام كله، والتى تتجلى فى تقديم التهنئة القلبية فى المناسبات الدينية والإجتماعية المتنوعة… ومناسبات الأعياد والأفراح هى التى تدخل السرور إلى قلوب الجميع.
وليس المقصود هو تقديم التهانى والمشاركة بأية وسيلة بل المقصود إظهار المشاعر الحقيقية التى تجمعنا على أرض واحدة فى وطن واحد، فالمشاعر القلبية هى التى تزيد إنسانيتنا سعادة.
لأن الإنسان كائن إجتماعى مرتبط وجوده وحضوره بالآخرين، والمشاعر الحقيقية هى ندى ووقود للحياة التى نحياها على أرض بلادنا. ومن دواعى سرورنا نمو هذه المشاعر الحقيقية، فبعد أن كانت التهانى بالبرقيات أو المكالمات أو بالعبارات المعتادة تطورت بالحضور لعدد كبير من رموز المجتمع المصرى فى كافة مجالات الحياة الدينية والتنفيذية والتشريعية والأمنية والشعبية وغيرها.
كما لا ننسى أنه منذ حوالى عشر سنوات أمر السيد رئيس الجمهورية الأسبق (السيد حسنى مبارك) بجعل يوم 7 يناير من كل عام أجازة رسمية لكل المصريين… ثم فى العام الماضى 2014 م زارنا السيد رئيس الجمهورية السابق (الرئيس المؤقت سيادة المستشار عدلى منصور) فى المقر البابوى لتهنئة الأقباط بالعام الجديد وعيد الميلاد المجيد.
وكان حدثاً قوياً وقتها لم يكن له مثيل من قبل، ومن فضلة وكرمه أن سيادته حضر هذا العام بعد أن ترك منصب الرئاسة، وهو فى مسئوليته كرئيس للمحكمة الدستورية العليا ليشاركنا الأفراح وذلك فى أصالة ووفاء ومشاعر وطنية نقدرها كثيراً.
وجاء العام الجديد 2015 وقد حمل لنا جميعاً هذه المفاجأة السارة واللفتة الكريمة لتهنئة الرئيس المحبوب عبد الفتاح السيسى بحضوره الكريم وكلماته الصافيه الحية إلى الحاضرين، وعبر شاشات التليفزيون مسطراً تقليداً يحمل كل المعانى السامية ورسالة صادقة بالحقيقة فى بناء مصرنا الجديدة، وهى تنقى حياتها من أى مظهر من مظاهر التمييز أو عدم المساواة…..
كان حضور سيادته المفرح وسط أبنائه يحادثهم من قلبه ويستقبلونه ليس فى الكاتدرائية بل فى قلوبهم فرحين ومتهللين بتهنئة يقدمها لأعياد العام كله رمزاً وإشارة نحو المستقبل الذى نحلم به ونبنيه كمصريين معاً من أجل أبنائنا وأجيالنا.
هذه هى المرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر وربما القديم أيضاً التى فيها يشارك المسؤل الأول فى مصر لتهنئة المصريين الأقباط فى كنيستهم ليلة عيدهم… ورغم أن التهنئة إستغرقت وقتاً قصيراً بحساب الزمن إلا أنها بحساب التاريخ تمتد فى أثرها إلى العام كله بل تُعتبر علامة مضيئة أرساها السيد الرئيس بأدائه الرفيع ومحبته الفياضة.
سيادة الرئيس…. باسم كل المصريين شكراً لهذا القلب الواسع الذى يشمل كل المصريين فى محبته، ونموذج يقتدى به الآخرون ونحن دائماً نصلى يومياً فى كنائسنا (أذكر يارب عبدك رئيس أرضنا) متعك الله بالصحة والسلامة والحكمة لقيادة شعب عظيم على أرض وطن عظيم.
شكراً سيادة الرئيس.