قداسة البابا تواضروس الثانى
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
وإذ أشير بسرور إلى الذكرى الثالثه للقائنا الأخوى فى روما فى 10 مايو 2013، أقدم أطيب تمنياتى القلبية بالسلام والصحة لقداستكم، وأعبر عن فرحى بالرابط الروحى العميق الذى يجمع كرسى بطرس وكرسى مرقس.
إنى أتذكر، وكلى امتنان للرب، الخطوات التى اتخذناها معا على طريق المصالحة والصداقة، بعد قرون من الصمت وسوء الفهم بل والعداء، الكاثوليك والأقباط يلاقون بعضهم البعض بشكل متزايد، ويدخلون فى حوار، وتعاون معا من أجل إعلان الإنجيل وخدمة الإنسانية، ويساعدنا الرب بهذه الروح المتجدد من الصداقة على أن الرابط الذى يوحدنا هو أنه ولد من نفس الدعوة والرسالة التى تلقيناها من الأب يوم معموديتنا، والواقع أنه من خلال المعمودية نصبح أعضاء فى جسد المسيح الواحد الذى هو الكنيسة (1كو 12:13)، شعب الله المختار، الذى يخبر بفضائله.
“1بط 9:2” فليوحدنا الروح القدس، المحرك الرئيسى وحامل كل المواهب، إلى الأبد فى رباط المحبة المسيحية وليرشدنا فى الحج المشترك بيننا، فى الحق والمحبة، نحو الشراكة الكاملة.
وأود أيضا أن أعرب لقداستكم عن تقديرى العميق للحفاوة وكرم الضيافة التى قدمتموها خلال الاجتماع الثالث عشر إلى اللجنة الدولية المشتركه للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، الذى عقد فى القاهرة بدعوة من بطريركية الكرازة المرقسية.
أنا ممتن لكم لاستقبال أعضاء اللجنة المشتركة فى دير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، وأثق بأننا نتقاسم الأمل المتوهج فى أن يستمر هذا الحوار فى التقدم وأن يحمل ثمارا وفيرة.
على الرغم من أننا لا نزال نسعى نحو اليوم الذى سنجتمع فيه كواحد على نفس مائدة القربان، فنحن قادرون الآن أن نبرز الشركة التى تجمعنا، فأقباط وكاثوليك يمكن أن نشهد معا للقيم المهمة مثل القداسة وكرامة كل حياة الإنسان، وقدسية الزواج والحياة الأسرية، واحترام الخليقة التى عهدها الله لنا، فى مواجهة العديد من التحديات المعاصرة، الأقباط و الكاثوليك مدعون لتقديم استجابة مشتركة وفقا للإنجيل ونحن نواصل حبنا الأرضى، علينا أن نتعلم أن نتحمل أعباء بعضنا البعض وتبادل التراث الغنى لتقاليد، وسوف نرى أكثر وضوحا أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا.
صاحب القداسة، أفكارى وصلواتى أرفعها يوميا مع الطوائف المسيحية فى مصر والشرق الأوسط، والكثير منهم يعانى من ضائقة كبيرة والأوضاع المأساوية، وأنا أدرك جيدا قلقك البالغ للوضع فى الشرق الأوسط، وخصوصًا فى العراق وسوريا، حيث يواجه إخواننا وأخواتنا المسيحيين والطوائف الدينية الأخرى التجارب اليومية، فليمنح الله الأب السلام والمواساة لجميع أولئك الذين يعانون، ويكون مصدر إلهام المجتمع الدولى للاستجابة بحكمة وعدالة لهذا العنف غير المسبوق.
فى هذه المناسبة التى أصبحت تعرف اليوم بجدارة وعن حق باسم يوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك، أود عن طيب خاطر أن ابتدأ قداستكم عناقًا أخويًا من السلام فى المسيح الرب القائم من الأموات.
This page is also available in: English