خال شهر مارس من كل عام نحتفل بيوم المر أ ة العالمي ( 8 مارس)، ويوم المر أ ة المصرية ( 16 مارس)، ويوم عيد الأم ( 21 مارس)، وهو ما نسميه أيضًا عيد الأسرة وعيد الربيع. والمر أ ة هي نصف البشر، كما أنها قمة الخليقة بعد آدم، وسواءً كانت ابنة أو أخت أو أم أو زوجة أو زميلة أو خادمة أو مكرسة أو ا رهبة أو جدة أو أرملة… فإنها شريكة وجود الرجل في كل شيء، سواءعلى الأرض أو في السماء. ويقولون إن هناك شخصين فقط يجب أن تتمسّك بهما كل حين وهما: من أعطاك الحياة (الله)، ومن يرعاك في هذه الحياة (الأم).
وتتشكل المعرفة الذاتية عن المر أ ة من خال الأمهات، ثم وسائل الإعلام، وأيضًا من خال معاملات الإنسان مع المر أ ة في مواقف عديدة عبر مسيرة حياة البشر. ونحن ندرك من خال الكتاب المقدس أن الم أ رة كائن مماثل للرجل، خلقها الله على صورته ومثاله. وقد كرّمها السيد المسيح ومات من أجلها، وأعدّ لها مكانًا في ملكوت السموات. والرجل والم أ رة معًا هما النسيج الاجتماعي الإنساني على الأرض، ولكلٍّ دور ومسئولية وأثر. واهتمام السيد المسيح بكرامة المر أ ة واضح في الإنجيل المقدس، رغم أن المجتمعات اليهودية كانت تحطّ من قيمة المر أ ة بشدة. وقبل ميلاد السيد المسيح اختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار ليكون حارسًا لسر التجسد الإلهي،ونرا ه وهو يقوم بحماية العذ ا رء مريم قبل أن يصبح حملها معروفًا للجميع، وكان من الممكن أن يشعر بمر ا رة من جر اّ ء هذا الحمل وهي في مكانة خطيبته، وكانت أعر ا ف المجتمع اليهودي وشريعة موسى تعطيه الحق في إن ا زل أقسى عقوبة عليها وهي الموت رجمًا، ولكن القديس يوسف كان يعرف قانونًا آخر اسمه قانون المحبة والذي بموجبه لم يشأ أن يشهرها (يفضحها)بل أ ا رد تخليتها سر اً (متى 1: 19 – 24 )،وهكذا صار القديس يوسف نموذجًا في الرجل الذي يقدّر قيمة المر أ ة.
نموذج آخر للرجل الذي يقدر ضعف المر أ ة وألمها متمثل في ألقانة رجل حنّة أم صموئيل (صموئيل الأول)، وكيف كانت تشعر بالمذلّة لعدم إنجابها البنين، وكانت ضرّتها تغيظها في هذا الأمر الذي جعلها باكية لا تأكل وتشعر باكتئاب القلب، فما كان من ألقانه إلّ أن ساندها في هذا الضعف وقال لها: «.. أما أنا خير لكِ من عشرة بنين؟ » محاولاً أن يخفّف ألمها وضيق نفسها.
هكذا فعل السيد المسيح مع المر أ ة السامرية، وتواصل مع ام أ رة خاطئة، لكي من خلالها يخلّص مدينة كاملة هي السامرة. وأيضًا قد وقفت الم أ رة الكنعانية متألمة وصارخة عن مرض ابنتها وهي في إيمان عميق، نالت عنه مديح السيد وشفاء ابنتها المجنونة. وكذلك عندما أتوا إليه بامر أ ة ساقطة في ذات الفعل لكي يرجموها، ولكنه بحكمة جعل المشتكين ينصرفون، ثم يوصيها بعدم العودة إلى الخطية، ويطلق سر ا حها إلى حياة جديدة.
عزيزي القارئ.. قر أ ت لك قصة زوج أهمل العناية بزوجته وكانت النتيجة قاسية.. من فضلك ارعَ زهرتك حتى لاتذبل، واقر أ معي هذه القصة المؤثرة..
«اعتنِ بزهرتك قبل أن تذبل »
اقبل الرجل من عمله.. فاستلقى على السرير، قالت له زوجته: ما أ ريك أن نخرج اليوم؟ فقال لها: أنا لم أنم البارحة دعيني أنام وأتركيني. تركته المر أ ة وقالت لنفسها: لا بأس.. لابد بأنه كان متعبًا. جاء اليوم الثاني أقبل الزوج واستلقى على السرير، فدخلت زوجته وقالت: لِمَ لا نخرج معًا؟ فاليوم يبدو مناسبًا لأخذ نزهة.. فردعليها الزوج: أنا لست في مز ا ج جيد دعيني وشأني. فتركته وقالت: لابد أن شيئًا ما عكّر مز ا جه في عمله. وظل الرجل كذلك طوال الأسبوع، وزوجته تختلق له الأعذار يومًا بعد يوم. إلى أن جاء اليوم الذي لم يرَ الزوج فيها زوجته، فتعجب لذلك.. ولكنه افترض بأنها ستأتي بعد برهة. تركها الرجل ولم يهتم.. استيقظ الرجل في اليوم التالي وزوجتهلم تكن موجودة. نظر إلى الطاولة في غرفة المعيشة، كانت عليها ورقة مكتوب فيها: «زوجي العزيز.. لقد جفّ نهر الأعذار،وتصحّرت واحة الصبر، كان هذا الأسبوع الذي مررنا به حصل وقد وُلِدت أنت فيه. وفي هذا الأسبوع بالذات رغبت بأن أجعلك أسعد رجال العالم.. ولكن في هذا الأسبوع أيضًا جعلتني أتمنى أنك لم تولد، وأطفأت شموع المحبة، وقطعت كعكة السعادة، ومزقت قلبي الذي رغبت أن أهديه لك.. كل عام وأنا لست معك، زوجتك.. » هرع الزوج إلى بيت أهل زوجته وطلب أن يتفاهم معها، فقالت له: لست بمز ا ج جيد.. دعني واذهب. انتبه الزوج بأن زوجته تعيد عليه ما كان يقوله لها فصمت، فقالت له: إذ كنت لا تعلم كيف تعتني بالزهور.. فا تقطفها، فإذا قطفتها وتركتها دون عناية تذبل تلك الزهرة وتموت. وأنا زهرة أنت قطفتها وذبلت وهي تحاول إسعادك..
اعتنِ بزهرتك قبل أن تذبل..
فالإنسان لا يعرف قيمة الشخص حتى يفقده…. إلى كل امر أ ة.. كل سنة وأنتِ بخير