تعتبـــر الصحـــــــــــــة أحـــد النعـــم الإلهيـــة العظمـــى للإنســـان والتـــي بدونها لا تســـتقيم حياتـــه ونشـــاطاته، فعندمـــا يكـــون إلانســـان صحيحا وقويــا وقـــادراً من الناحية الصحية يســـتطيع أن يمـــارس حياتـــه ونشـــاطاته ويحقـــق أهدافـــه وطموحاتـــه بنجـــاح يجلب له الســـعادة والاســـتمتاع بهذه النعمـــة الإلهية.
أمـــا إذا كان عليــلاً ومريضـــا وضعيفاً ، فإنـــه لا يســـتطيع أن يحقـــق الهـــدف مـــن وجـــوده ويكـــون عبئاً علـــى نفســـه وأســـرته ومجتمعـــه. والتعريـــف البســـيط للصحـــة أنهـــا التوافـــق الكامـــل بيـــن أجهزة الجســـم البشـــري ووظائفه وهـــذا ينطبق على الصحـــة الجســـدية أو النفســـية أو العقليـــة.
ومـــا ينطبـــق علـــى اإلنســـان بمفـــرده، ينطبـــق علـــى الوطـــن بأكملـــه.
ومن هنا كان الاهتمام بالصحة على رأس الأولويات الإنسانية ومفتاحا لكل مناحي الحياة المتعددة.
وخـــلال الســـنوات الأخيـــرة وجدنـــا اهتماماً واضحاً وشـــاملاً بهـــذا الموضـــوع والـــذي توليه القيادة السياســـية والحكومـــة المصريـــة أهمية كبرى ســـواء على المســـتوى الفـــردي أي المواطـــن، وكذلك على المســـتوى الجماعي أي الوطن تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة والوصول إلـــى عـــام 2030م الذي حددتـــه الهيئات الدولية لخطط التنميـــة على مســـتوى العالم.
وفـــي بلادنـــا الحبيبـــة وجدنـــا مظاهـــر هـــذا الاهتمام الشـــامل ســـواء على مســـتوى المواطن أو على مســـتوى الوطـــن ويطيـــب لنـــا أن نســـتعرض الخطـــوط العريضـــة لهـــذا الاهتمـــام الـــذي يهمنـــا جميعاً
أولا : على مستــــوى المواطـــــن:
صحـــة الإنســـان المصـــري فـــي كل مراحـــل العمر باتـــت واضحة وشـــاملة وفاعلة جداً فـــي المجهودات الصحيـــة التـــي تقدمها الدولـــة ومنها:
1 -المبـــادرات الرئاســـية فـــي الكشـــف المبكـــر على الأمــراض المزمنـــة والأكثر انتشـــاراً.
2 -إنهـــاء قوائـــم الانتظـــار للعمليـــات الكبـــرى فـــي ســـائر المستشـــفيات بمنظومـــة عمـــل قويـــة.
3 -القضـــاء علـــى المـــرض الكبـــدي المعـــروف بفيـــروس ســـي والـــذي كان يصيـــب نســـبة تتعـــدى 30 % مـــن الســـكان ويســـتنزف المـــوارد بصـــورة مزعجـــة.
4 -صحـــة تلاميـــذ المـــدارس ومحاولـــة تحجيـــم أمـــراض العيـــون والتقـــزم والســـمنة المبكـــرة وغيرهـــا.
5 -الاهتمـــام بالصناعـــات الدوائيـــة وافتتـــاح المصانـــع التـــي توفـــر العـــلاج ومســـتلزماته العديـــدة.
6 -بنـــاء منظومـــة التأمين الصحي الشـــامل والذي بـــدأ تطبيقـــه فـــي عـــدد مـــن المحافظـــات ضمـــن خطـــة علمية مدروســـة.
7 -إبعـــاد كافـــة أنـــواع الاســـتغلال أو الفســـاد والتي تؤثـــر علـــى توفيـــر احتياجـــات الإنســـان العلاجية وذلك بإنشـــاء هيئة الشـــراء الطبي الموحد والتي أثبتت فاعلية لصالـــح المريـــض كيفما يكـــون مرضه.
8 -الاهتمـــام بالتدريـــب الطبـــي المســـتمر والشـــراكة مع الجامعات الأجنبية لنقل الخبرات والمهارات اللازمة فـــي مجـــال خدمة المريـــض ورعايته الصحيـــة الواجبة.
9 -إنشاء العديد من المراكز الطبية والمستشفيات التخصصيـــة والمســـتوصفات والعيـــادات التـــي توفـــر ما يحتاجـــه المريض أينما كان.
10 -فـــي جائحـــة كورونـــا – كوفيـــد 19 – ظهـــر الاهتمـــام البالـــغ فـــي توعيـــة الإنســـان وإرشـــاده وتوفيـــر العلاجـــات اللازمـــة وكذلـــك الأمصـــال الواقيـــة والأجهزة الطبيـــة الهامة.
11 -تقديـــم المســـاعدات الإنســـانية لشـــعوب الدول المحتاجـــة والتـــي تأثـــرت بشـــدة فـــي هـــذه الجائحـــة التي راح ضحيتهـــا حوالـــي أربعـــة ملاييـــن مـــن البشـــر كمـــا أصيـــب بهـــا أكثـــر مـــن مائـــة وخمســـين مليـــون علـــى مســـتوى العالـــم حتـــى الآن.
12 -إصـــدار القوانيـــن والتشـــريعات التي تصاحب الرعايـــة الصحيـــة للإنســـان مثـــل مناهضـــة العنـــف ضد الأطفـــال وضـــد المـــرأة وكذلـــك إنقـــاذ أطفـــال الشـــوارع وتحجيـــم هـــذه الظواهـــر اللا إنســـانية.
ثانياً: على مستــــوى الوطـــن:
«صحـــة الوطـــن» تعبيـــر قـــوي فـــي حياة الشـــعوب، لأن الوطـــن الضعيـــف يصيـــر مطمعاً للقـــوة الخارجيـــة والداخليـــة والتـــي تعمل من أجـــل مصالحها الذاتية، وقد عانـــت مصـــر فـــي مرحلـــة ســـابقة مـــن ضعـــف الدولـــة ورخـــاوة قيادتهـــا ودخولهـــا فـــي فوضـــى عارمـــة إلـــى أن جاءت ثورة يوليو 2013 والتي اســـتطاع فيها الشـــعب المصـــري الواحـــد بقواته المســـلحة وشـــرطته الوطنية في إنقـــاذ صحـــة الوطـــن العليـــل، وبفضل القيادة السياســـية الواعيـــة والحكيمـــة والملهمـــة والتي قامـــت بتثبيت أركان الدولـــة بعـــد أن كادت تكـــون مهلهلـــة، ونجحت في إنقاذ صحـــة الوطن واســـترجاع عافيتـــه وضبط أداؤه رغم كل التحديـــات الصعبـــة التـــي تواجهـــه، وتحققـــت إنجـــازات هـــذا عددهـــا وإن كان الســـيد رئيـــس الجمهوريـــة يـــردد دائماً أنهـــا خطـــوة فـــي طريـــق طويـــل مـــن أجـــل رفعـــة الوطـــن والدولـــة المصرية.
أننـــي أريـــد فـــي عجالـــة أن نذكـــر بعـــض ملامح صحـــة الوطـــن التـــي نشـــاهدها كل يوم:
1 -فتـــح شـــرايين الخيـــر فـــي إنشـــاء وإضافـــة أكبر شـــبكة مـــن الطـــرق والشـــوارع والكبـــاري والجســـور التـــي هـــي الخطـــوة الأولـــى لنجـــاح كل مشـــروعات التنميـــة.
2 -العشـــوائيات وأماكـــن الســـكن غير المخططـــة وغيـــر الآمنـــة يتـــم إزالتهـــا مـــع توفيـــر البديـــل فـــي مســـاكن راقيـــة ومجهـــزة ومتكاملـــة الخدمـــات.
3 -إنجـــاز مشـــروعات الطاقـــة التـــي هـــي عمـــاد صحـــة الوطـــن وحيويتـــه ســـواء الطاقـــة التقليديـــة أو المتحـــددة مثـــل الطاقـــة الشمســـية أو طاقـــة الريـــاح أو الغـــاز الطبيعـــي وغيرهـــا.
4 -توفيـــر الغـــذاء الآمـــن والتوســـع في اســـتصلاح الأراضـــي الصحراويـــة وإنشـــاء آلاف مـــن الصـــوب الزراعيـــة والمزروعـــات الطبيعيـــة بـــلا كيماويـــات والتـــي بــلـا شـــك تفيـــد صحـــة المواطـــن.
5 -إنشـــاء المـــدن الجديـــدة وعلـــى رأســـها العاصمة الإداريـــة الجديـــدة والتـــي هـــي فخـــر كل مصـــري بتخطيطهـــا المتميـــز والنقلة الحضاريـــة للدولة المصرية فـــي إنجازهـــا بالتكنولوجيـــا المتقدمـــة.
6 -الاهتمام الروحي بقلب الوطن وظهر جلياً فى إنشـــاء مســـجد الفتـــاح العليـــم وكاتدرائيـــة ميلاد المســـيح وافتتاحهـــا فـــي يـــوم واحـــد كبدايـــة ناجحـــة لمشـــروعات العاصمـــة الجديدة.
7 -الثـــورة الرقميـــة التـــي بـــدأت تنتشـــر وتتزايـــد في كل مناحـــي الحيـــاة المصريـــة كتعبيـــر عـــن اســـتيعاب مصـــر والمصرييـــن لأهميـــة هـــذا التحـــول العصـــري والـــذي يرفـــع مـــن قيمـــة مصـــر بيـــن مصـــاف الـــدول.
8 -قوة مصر العســـكرية وتطوير القوات المســـلحة بـــكل فروعهـــا فـــي مجـــالات التســـليح والتنويـــع وإنشـــاء القواعـــد العســـكرية المصريـــة الحاميـــة لصحـــة مصـــر أرضـــاً وبحـــراً وجواً.
9 -مشـــروعات الإنتـــاج الصناعـــي العديـــدة والتـــي تقلـــل من الاســـتيراد وتفتح فـــرص العمل أمام آلاف من شـــباب مصـــر فـــي كل المجالات.
10 -تعديـــل مســـار الاقتصـــاد الوطني بتشـــريعات وقوانيـــن جديـــدة وضبـــط الأداء ومحاربـــة الفســـاد ممـــا انعكـــس على نســـب النمـــو الاقتصادي وإشـــادة الهيئات الدوليـــة بذلك.
11 -مشـــروعات الحمايـــة الاجتماعيـــة والتـــي تصـــون الفئـــات الأقـــل نصيباً فـــي الرعاية مثل مشـــروع تـــكافل وكرامة، ومشـــروع حياة كريمـــة لترقية حياة أكثر مـــن نصـــف ســـكان مصر.
12 -الاهتمـــام بالمعرفـــة والتعليـــم والثقافـــة والفنون بصـــورة غيـــر مســـبوقة مثلمـــا شـــاهدنا فـــي موكـــب الموميـــات الملكيـــة فـــي إبريـــل الماضـــي والـــذي أبهـــر العالـــم كـــله بعظمـــة تاريخنـــا وحضارتنـــا وأننـــا بحـــق أحفـــاد الفراعنـــة العظـــام.
كل هـــذه الإنجـــازات وغيرهـــا والتـــي تصـــب فـــي صالـــح صحـــة الوطـــن ليكـــون وطناً قوياً شـــاهداً على عظمـــة المصرييـــن ووحدتهم وهكـــذا تتقدم صحة الوطن انطلاقاً مـــن صحـــة المواطن لتعيـــش بلادنا في نهضة حقيقيـــة ملموســـة مـــن كل إنســـان لأنهـــا تخـــدم كل الإنســـان وتحيـــا مصـــر.