تأتى احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 18 نوفمبر، بالذكرى التاسعة لتجليس البابا تواضروس الثاني بطريركا على كرسى القديس مار مرقس ليصبح البابا رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية بعد ما يقرب من أسبوع على احتفال بيت العائلة المصرية بعشر سنوات على تأسيسها، عشر سنوات من المحبة والتعاون والعمل المجتمعي الجاد في سبيل الوصول إلى كلمة سواء وتقديم خطاب دینی مستنير يراعى متطلبات العصر دون انسلاخ عن التراث.
ومنذ أن جلس قداسة البابا تواضروس الثاني على السدة المرقسية وهو يعمل بكل جهد ونشاط لخدمة مصر وأهلها، والمتتبع لمواقف البابا تواضروس الثاني يجد أنه عاشق لمصر وترابها، فهو صاحب المقولة الشهيرة “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”، وذلك عقب تفجيرات الكنائس التي حدثت في مصر.
وللبابا مواقف وطنية في العديد من الأزمات، فعقب تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر 2016 أعلن بكل وضوح وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، مؤكدا أن الشعب المصرى معروفا عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبا إلى جنب، مؤكدا أن هذه الأحداث، رغم فداحتها، لن تؤثر على وحدة أبناء الوطن ولن تمس النسيج الواحد للمصريين، وقد قامت الدولة المصرية بإصلاح الكنائس التي أحرقت ودمرت وأعادتها كما كانت وذلك تعبيرا عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز، وذلك تحت شعار أننا جميعا مصريون.
وحين أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، نذكر وبكل اعتزاز موقف البابا تواضروس الثاني حين أصدرت الكنيسة القبطية بيانا تعبر فيه عن رفضها لهذا القرار وتضامنها الكامل مع القضية الفلسطينية ومشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار، مؤكدة أنه يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.
تحية تقدير وإعزاز واحترام لقداسة البابا تواضروس الثاني، صاحب المواقف الوطنية المشرفة في عيد جلوسه.