كوبتك اورفانز ترعى الأطفال بالحب والخدمة
عرفت مصر كوبتك أورفانز منذ بداية تأسيسها على يد المهندسة نيرمين رياض عام 1988 كمبادرة خيرية من بعض المصريين بالخارج لدعم تعليم الأطفال الأيتام بمصر. ولكن بالتدرج في تنفيذ الأنشطة مع الأطفال والتوسع في تنفيذ البرامج، اكتسبت الهيئة العديد من الخبرات التي غيرت طريقتها في العمل. فتعلمت الهيئة أنه لا ينجح الأطفال بمجرد منحهم المال وتركهم وشأنهم، ولكنهم ينمون و يزدهرون عندما يتلقون المرافقة والاهتمام المناسبين والتوجيهات التي تنساب احتياجاتهم الفردية ومنحهم بيئة داعمة تحفز نموهم الشخصي والمجتمعي لمساندتهم في مسيرة الحياة. لذا تغيرت فلسفة العمل من مجرد إرسال المال لتغطية نفقات التعليم إلى تصميم برامج وتدخلات منظمة ومتكاملة تعمل على بناء الطفل ليصبح قادر على رؤية قدراته الشخصية لمواجهة ضغوط الحياة بل وقادر على تغيير حياته للأفضل وخدمة الآخرين. اليوم، تُعرف كوبتك أورفانز بأنها هيئة مسيحية تنموية دولية قائمة على جهود والتبرعات الشخصية للأقباط بالخارج لخدمة المصريين في البلد الأم مصر.
تعمل كوبتك أورفانز من خلال فريق عمل يتواجد في الولايات المتحدة الأمريكية حيث المقر الرئيسي، وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة ومصر، حيث ينفذ الأخير البرامج والمشروعات التنموية في 800 قرية في مصر. كما حصدت الهيئة العديد من الجوائز آخرها الحصول على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هيئة الأمم المتحدة (UN-ECOSOC) والذي يمكن الهيئة من الاشتراك في بعض الجلسات المُخصصة بمشاركة نتائج المشروعات المنفذة في مصر.
تُنفذ الهيئة برامج ومشروعات تركز على التعليم كأداة رئيسية في التمكين الشخصي وتغيير المجتمع للأفضل وتعزيز التعايش السلمي. فتعتقد الهيئة انه عندما يُصحح المرء أفكاره عن نفسه والأخرين يتسامح مع المجتمع ويسعى إلى المشاركة في بناءة. وفي هذا الإطار تقدم كوبتك أورفانز إلى مصر:
برنامج لست وحدك
وهو يُعد نواة تأسيس كوبتك أورفانز. يُنفذ البرنامج في حوالي 60 إيبارشية وذلك بالشراكة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يعمل البرنامج مع الأطفال فاقدي العائل بغرض تقديم التواجد الإنساني والوجداني والمادي الذي قد يتأثر في أغلب الأوقات بغياب الأب. لذا يُقدم برنامج لست وحدك إلى المشاركين مجموعة من الأنشطة التكوينية والترفيهية التي تستهدف بناء شخصية متكاملة والشعور بالتمكين الذاتي وبلوغ أعلى الدرجات العلمية الممكنة التي ترضي طموحهم الشخصي بل والخروج من الذات إلى خدمة المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، يُقدم البرنامج الدعم المالي للمساهمة في تغطية بعض نفقات التعليم وأيضاً بعض المنح الدراسية لتشجيع المشاركين بالبرنامج لاستكمال دراساتهم الجامعية. فيقدم منحة قادة المستقبل إلى المتفوقين والمتميزين من طلبة الثانوية العامة، ومنحة الأنبا صموئيل إلى المشاركين ممن تخرجوا من التعليم الفني ويلتحقون بالتعليم الجامعي. تهدف المنح إلى تقديم برنامج تدريبي خاص بالفائزين لتشجيع وصقل مهاراتهم القيادية وخدمة المجتمع.
يُقدم البرنامج أنشطته عن طريق مجموعة من الخدام والخادمات الذين ترشحهم الكنيسة للتطوع في البرنامج. يقوم المتطوع بدور الموجه والمرشد لمجموعة من المشاركين. فمن خلال العلاقة بين المتطوع والمشارك يسير برنامج لست وحدك مع المشاركين رحلة حياة ونمو تتجدد فيها النظرة إلى الذات والآخر والمجتمع. لذا يتلقى المتطوعون العديد من التدريبات التي تؤهلهم لتقديم الدعم والتوجيه الذي يناسب شخصية المشارك المتفردة. قد تمتد رحلة اشتراك الأطفال في البرنامج إلى مدة تتراوح من خمسة أعوام إلى عشرون عام.
يفخر البرنامج بأنه عمل مع أكثر من 45 ألف طفل في كافة أنحاء مصر بل وأهل البعض للحصول على منح تعليمية متميزة للدراسة في جامعات دولية مختلفة في مصر. (لمشاهده بعض قصص نجاح مشاركين برنامج لست وحدك الذين وافقوا على نشر قصة نجاحهم، يرجى مشاهدة: قصة د. ناشد).
مشروع ابنتي الغالية
وهو من المشاريع المتميزة في مجال تمكين وتعليم الفتيات المعرضات للتسرب من التعليم او الزواج المبكر نظراً لضعف الوضع الاقتصادي للأسرة. يُركز المشروع على الفتيات والشابات لدورهن الحيوي في نشر الوعي في المجتمع وتعليم الأطفال. ويتبنى المشروع مع الفتيات نموذج “المرافقة- Mentorship” والذي يدور حول علاقة بين فتاة في التعليم الجامعي تُسمى بالأخت الكبرى وفتاة في التعليم الابتدائي تسمى بالأخت الصغرى. تعمل علاقة المرافقة بين الأختين على اظهار عمق العلاقات الإنسانية من قرب وقبول وتفهم والتي تختلف عن رهبة العلاقة مع الوالدين او المعلمين. ومن خلال رحلة مرافقة الأخت الكبرى للأخت الصغرى تكتسب الأخيرة العديد من المهارات منها تطور تحصيلها الدراسي واكتساب مهارات التعلم الأمر الذي ينعكس إيجابياً وتلقائياً على تطور سلوك الأخت الصغرى، فتتحول من “غبية” كما يطلق عليها البعض بتنمر، إلى “شاطرة” مما يُشجعها على اكتساب العديد من السلوكيات الإيجابية.
وعلى مستوى آخر يعمل مشروع ابنتي الغالية على التقريب بين الفتيات المسيحيات والمسلمات باشتراكهن في أنشطة تعزز من التأخي والقبول الإنساني بينهن. في البداية يبدأ الطرفان بالتخوف من الآخر وتصدير الصور السلبية عن بعضهما البعض، ولكن بالقرب والمعايشة تتولد نظرة جديدة يعلوها الاحترام والتسامح وقبول الاختلاف. بل وتتعمق مشاعر القبول بين الأختين باشتراكهن في تنظيم مبادرات مجتمعية لعلاج بعض المشكلات المجتمعية في أماكن تنفيذ المشروع.
يُنفذ مشروع ابنتي الغالية بالشراكة مع الجمعيات الأهلية المحلية تحت أشراف وزارة التضامن الاجتماعي. وعلى مدار عامين يُنفذ فيها المشروع، يتلقى فريق العمل والأخوات الكبريات والصغريات العديد من التدريبات التي تعمل على رفع التحصيل الدراسي وتطوير صورتهن الذاتية، ونشر التعايش السلمي، وصقل مهارات القيادة والمبادرة. حتى الآن نفذ المشروع مع أكثر من 17 ألف فتاة في أكثر من 188 موقع على مستوى 15 محافظة في مصر. للاطلاع على بعض قصص نجاح مشروع ابنتي الغالية، يرجى مشاهدة ملخص عن المشروع، وقراءة قصة فاطمة ودميانة.
برنامج ربط أقباط الخارج بمصر
تعتز كوبتك أورفانز بحرصها على تقديم برامج تحث على ربط شباب الأقباط من الجيل الثاني والثالث بالوطن الأم مصر والكنيسة القبطية. يهدف البرنامج إلى تشجيع الشباب للسفر إلى مصر في رحلات خدمية للتطوع لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وبعض المهارات الحياتية. وليس هذا وحسب، بل وتعليم المتطوعين الزائرين عن العادات الاجتماعية والتاريخ والقيم المصرية الأمر الذي يساهم في ابراز جانب الهوية القبطية في شخصية الشباب المهاجر. نجح البرامج في تكوين خبرات مختلفة لدي المتطوعين الزائرين مثل الشعور بالمسئولية تجاه الوطن الأم مصر والكنيسة وتكوين الاستعداد لتقديم الخبرات المختلفة لبناء مجتمعنا المصري.
فأن ما يشغل كوبتك أورفانز هو الاهتمام بالطفل وتهيئة البيئة الداعمة لنموه حتى يُصبح مواطناً فعلاً مخلصاً لبلده وكنيسته. لذا يلتف فريق عمل كوبتك أورفانز ومؤسسين ومتبرعين ومتطوعين من أجل تمكين الأطفال بالتعليم حتى يستطيعوا تغيير حياتهم للأفضل والمشاركة في بناء المجتمع ولتعزيز التعايش السلمي.