يوسف الابن المحبوب
(1) يوسف صاحب الأحلام (ع1-11):
1وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ غُرْبَةِ أَبِيهِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. 2هَذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً كَانَ يَرْعَى مَعَ إِخْوَتِهِ الْغَنَمَ وَهُوَ غُلاَمٌ عِنْدَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ امْرَأَتَيْ أَبِيهِ. وَأَتَى يُوسُفُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ إِلَى أَبِيهِمْ. 3وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصاً مُلَوَّناً. 4فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. 5وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْماً وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ فَازْدَادُوا أَيْضاً بُغْضاً لَهُ. 6فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ. 7فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَماً فِي الْحَقْلِ وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي». 8فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكاً أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطاً؟» وَازْدَادُوا أَيْضاً بُغْضاً لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ. 9ثُمَّ حَلُمَ أَيْضاً حُلْماً آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْماً أَيْضاً وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». 10وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هَذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» 11فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ.
ع1، 2: يحدثنا موسى النبى عن الجزء الباقى من حياة يعقوب، وأهم شخصية تظهر هى ابنه يوسف. ويذكر هنا أن عمره كان 17 سنة وكان يساعد إخوته من نسل بلهة وزلفة فى الرعى، ولعل بلهة جارية أمه صارت بمثابة أم له بعد وفاة راحيل.
وكان يوسف أفضل إخوته فى حياته وسلوكه الروحى ومحبته وخضوعه لأبيه، أما إخوته فكانوا أشرارًا ويتكلمون كلامًا رديًا على أبيهم وعلى الكثيرين، فنقل يوسف هذا الكلام الردئ إلى أبيه ليرعاهم ويؤدبهم وأيضًا ليحترس من شرورهم. وهو ليس متكبرًا أو يقصد أى منفعة شخصية لكنه يريد أن يرجعوا عن أخطائهم بدليل كل الأحداث المقبلة التى ستظهر مشاعره الطيبة نحوهم.
ع3، 4: لتميز يوسف فى محبته وروحانيته، أحبه أبوه وأهدى له قميصًا ملونًا، وهو رداء يلبس فوق الثياب كعباءة يلبسه الوجهاء ويعطى مظاهر العظمة. وقد كان القميص تعبيرًا عن محبة يعقوب ولكنه فى نفس الوقت أثار غيرة إخوته بدلاً من أن يدفعهم للتمثل به ومن ضيق إخوته من محبة أبيهم له عاملوه بقسوة وكلموه كلامًا رديًا يظهر كراهيتهم له.
ويرمز يوسف للمسيح والقميص للكنيسة التى يلبسها على جسده، أما الألوان فترمز لتنوع مواهب أعضاء الكنيسة.
? إن رأيت إنسانًا متميزًا فحاول أن تتعلم منه فضيلة، وابعد عن الغيرة والحسد اللذان يخربان نفسك ويفسدان علاقتك بالآخرين.
ع5-8: حلمًا : الأحلام إما ناتجة من المخزون فى العقل الباطن أى الأحداث التى مرت بالإنسان، وهى معظم أحلام الناس، وإما تكون من الله ولها معانٍ روحية كما فى حالة يوسف.
سند الله يوسف بأحلام حتى يحتمل إساءات إخوته له. وكان حلمه الأول أنه كان مع إخوته يحصدون المحصول وحزم كل واحد ما جمعه فى حزمة، فوجد أن حزمته التى وضعها على الأرض قد قامت وانتصبت، أما باقى حزم إخوته فتجمعت حولها عند قدميها كأنها تسجد لها. وعندما سمع إخوته الحلم الإلهى، فبدلاً من أن يكفوا عن كراهيتهم له ويكرموه ما دام الله يمجده، إزدادوا ضيقًا منه لأنه سيتسلط عليهم.
ع9-11: أمك : يقصد بلهة وزلفة وليئة اللاتى فى مقام أمه.
رأى يوسف حلمًا ثانيًا وهو أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا ساجدة له، فازداد إخوته غيظًا منه وانتهره أيضًا أبوه، ولكنه آمن فى داخله بمكانة ابنه والمجد الذى ينتظره وحفظ هذا الأمر باهتمام داخله.
? ليتك تتفهم وتتعلم من الأحداث المحيطة بما ينميك روحيًا ويربطك بالله، أى استنتج رسالة الله لك من خلال كل ما تسمعه لتنمو فى حياتك الروحية.
(2) يعقوب يرسل يوسف إلى إخوته (ع12-17):
12وَمَضَى إِخْوَتُهُ لِيَرْعُوا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ. 13فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَلَيْسَ إِخْوَتُكَ يَرْعُونَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ فَأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 14فَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ انْظُرْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَسَلاَمَةَ الْغَنَمِ وَرُدَّ لِي خَبَراً». فَأَرْسَلَهُ مِنْ وَطَاءِ حَبْرُونَ فَأَتَى إِلَى شَكِيمَ. 15فَوَجَدَهُ رَجُلٌ وَإِذَا هُوَ ضَالٌّ فِي الْحَقْلِ. فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» 16فَقَالَ: «أَنَا طَالِبٌ إِخْوَتِي. أَخْبِرْنِي أَيْنَ يَرْعُونَ». 17فَقَالَ الرَّجُلُ: «قَدِ ارْتَحَلُوا مِنْ هُنَا لأَنِّي سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَان»َ. فَذَهَبَ يُوسُفُ وَرَاءَ إِخْوَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فِي دُوثَانَ.
ع12: خرج إخوة يوسف العشرة الكبار يرعون الغنم واتجهوا شمالاً إلى منطقة شكيم التى كانوا يسكنون فيها، أما يوسف وبنيامين الصغار فاحتفظا بهما أبوهما معه فى البيت لصغر سنهم.
ع13: قلق يعقوب على أولاده لتأخرهم فى شكيم، ولعله خاف عليهم من القبائل المحيطة بالمكان لئلا ينتقموا منهم لأجل ما فعلوه منذ مدة عندما قتلوا قبيلة شكيم (ص34). فطلب من يوسف أن يذهب لافتقاد إخوته والسؤال عن أحوالهم، فأطاع فى الحال.
? كن سريعًا فى طاعتك لله ولمن حولك حتى لو كان الطلب صعبًا أو متعجلاً، لأنك بطاعتك تظهر حبك للآخرين وتتنازل عن راحتك فتزداد مكانتك ليس فقط عندهم بل عند الله أيضًا.
ع14: وطاء حبرون : المنطقة المنخفضة بجوار مدينة حبرون فى جنوب كنعان.
أرسل يعقوب ابنه يوسف للسؤال عن أحوال إخوته وأغنامهم التى يرعونها.
ع15-17: دوثان : معناها بئران وتبعد 9 أميال شمال شرق السامرة و12 ميلاً عن شكيم.
وصل يوسف ومعه بعض الأطعمة للسؤال عن إخوته فى شكيم فلم يجدهم، وأخذ يبحث عنهم يمينًا ويسارًا فوجده رجل من أهل المكان وهو محتار فسأله عن مقصده فأخبره أنه يبحث عن إخوته العشرة الذين كانوا يرعون فى هذا المكان فأخبره أنه رآهم فعلاً وأعلمه أنهم ذهبوا إلى دوثان، فسافر يوسف حتى وصل إلى دوثان ووجدهم هناك.
? كن مثابرًا فى خدمتك حتى تكملها مهما تعبت، ولا تلتمس الأعذار لنفسك وتترك النفوس التى تخدمها تضيع. إهتم بمن حولك حتى لو كانوا مسيئين وابحث عن خلاص نفوسهم وراحتهم فتكسبهم فى النهاية.
(3) إلقاء يوسف فى البئر (ع18-30):
18فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ قَبْلَمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِمِ احْتَالُوا لَهُ لِيُمِيتُوهُ. 19فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هُوَذَا هَذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. 20فَالْآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الْآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلاَمُهُ». 21فَسَمِعَ رَأُوبَيْنُ وَأَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَقَالَ: «لاَ نَقْتُلُهُ». 22وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبَيْنُ: «لاَ تَسْفِكُوا دَماً. اطْرَحُوهُ فِي هَذِهِ الْبِئْرِ الَّتِي فِي الْبَرِّيَّةِ وَلاَ تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَداً» – لِكَيْ يُنْقِذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ لِيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. 23فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ 24وَأَخَذُوهُ وَطَرَحُوهُ فِي الْبِئْرِ. وَأَمَّا الْبِئْرُ فَكَانَتْ فَارِغَةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ. 25ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَاماً. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَاناً وَلاَذَناً ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. 26فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ 27تَعَالُوا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ. 28وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتُوا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ. 29وَرَجَعَ رَأُوبَيْنُ إِلَى الْبِئْرِ وَإِذَا يُوسُفُ لَيْسَ فِي الْبِئْرِ فَمَزَّقَ ثِيَابَهُ. 30ثُمَّ رَجَعَ إِلَى إِخْوَتِهِ وَقَالَ: «الْوَلَدُ لَيْسَ مَوْجُوداً وَأَنَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ؟»
ع18-20: احتالوا له : تآمروا عليه.
كانت مشاعر يوسف هى الحب والسؤال عن إخوته، أما هم فلما رأوه من بعيد فكروا فيما بينهم كيف يقتلونه ليتخلصوا من أحلامه وبركة الله له بدلاً من أن يخضعوا لله ويكرموا أخاهم ويقتدوا بسلوكه الحسن. فاتفقوا على قتله وإلقائه فى أحد الآبار ثم يكذبوا على أبيهم ويدّعوا أن وحشًا قد أكله فى البرية.
? الخطية تقود إلى خطية أخرى بعدها. فالغيرة قادت إلى الكراهية وهذه إلى الحقد والإنتقام والأخيرة إلى الإصرار على القتل ثم الكذب. لا تتهاون مع أصغر خطية حتى لا تقودك إلى شرور شنيعة وأسرع إلى التوبة ومحاسبة نفسك أولاً بأول.
ع21، 22: تدخل رأوبين البكر لينقذ يوسف من القتل، لعله شعر بالمسئولية أمام أبيه حينما سيطالبه بأخيه ولماذا لم يحافظ عليه، فاقترح على إخوته أن يلقوه فى أحد الآبار الجافة حتى إذا انصرفوا عن البئر يخرجه ويعيده إلى أبيه.
ع23، 24: وصل يوسف إلى إخوته فهجموا عليه بدلاً من أن يرحبوا به وخطفوا منه الأطعمة التى معه ونزعوا عنه بغيظ قميصه الملون ثم ألقوه فى بئر جافة كانت قريبة منهم.
ع25: إسماعيليين : أى من نسل إسماعيل ابن إبراهيم ولكن فى (ع28) يقول عنهم أنهم مديانيون أى أنهم من نسل مديان ابن إبراهيم أيضًا من قطورة. وقد تزاوجت القبيلتان فنتج هؤلاء التجار المسافرون أى أن أصلهم من إسماعيل ومديان.
جلعاد : تقع شرق الأردن حيث اتفق لابان ويعقوب على عدم إساءة أحدهما للآخر وأقاموا رجمة الشهادة (ص31: 48).
كثيراء : نوع من الصمغ ينتج من شجرة شوكة الماعز ويستخدم أيضًا فى الطب.
بلسانًا : دهن طيب الرائحة ينتج من نبات البلسم ويستخدم فى الطب والتحنيط.
اللاذن : نوع من الصمغ ويستخدم فى الطب أيضًا.
بعدما أُلقِىَ يوسف فى البئر، جلس إخوته يأكلون من الأطعمة التى حملها إليهم من أبيهم فى قساوة قلب عجيبة. وفيما هم يأكلون نظروا من بعيد قافلة تجارية آتية من جلعاد وذاهبة إلى مصر تحمل مواد صمغية وأدهان طيبة لبيعها هناك.
ع26، 27: عندما رأى يهوذا القافلة التجارية، تحنن على يوسف واقترح على إخوته أن يبيعوه للقافلة فيتخلصوا منه ولا يحتاجون أن يقتلوه لأنه أخوهم، وهكذا حنَّن قلبهم عليه فوافقوا على اقتراحه.
ع28: سحبوا يوسف من البئر وباعوه للتجار بعشرين من الفضة.
عشرين من الفضة : أى عشرين شاقل والشاقل 15 جم تقريبًا.
ع29، 30: كان رأوبين قد ذهب بعيدًا لعمل ما أثناء أكلهم الطعام وبيعهم أخيهم للتجار. فلما وصل بحث عنه فى البئر فلم يجده، فاضطرب وسألهم عنه فأخبروه بما فعلوا، فحزن جدًا وقال لهم ماذا أقول لأبى أى ليس لى جواب وتفسير لاختفاء يوسف.
(4) القميص الملطخ بالدم (ع31-36):
31فَأَخَذُوا قَمِيصَ يُوسُفَ وَذَبَحُوا تَيْساً مِنَ الْمِعْزَى وَغَمَسُوا الْقَمِيصَ فِي الدَّمِ 32وَأَرْسَلُوا الْقَمِيصَ الْمُلَوَّنَ وَأَحْضَرُوهُ إِلَى أَبِيهِمْ وَقَالُوا: «وَجَدْنَا هَذَا. حَقِّقْ أَقَمِيصُ ابْنِكَ هُوَ أَمْ لاَ؟» 33فَتَحَقَّقَهُ وَقَالَ: «قَمِيصُ ابْنِي. وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ! افْتُرِسَ يُوسُفُ افْتِرَاساً!» 34فَمَزَّقَ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ وَوَضَعَ مِسْحاً عَلَى حَقَوَيْهِ وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أَيَّاماً كَثِيرَةً. 35فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ. فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحاً إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ. 36وَأَمَّا الْمِدْيَانِيُّونَ فَبَاعُوهُ فِي مِصْرَ لِفُوطِيفَارَ خَصِيِّ فِرْعَوْنَ رَئِيسِ الشُّرَطِ.
ع31، 32: تيس : ذكر الماعز.
أخفى إخوة يوسف جريمتهم بأن ذبحوا تيسًا ولطخوا بدمه قميص يوسف وأرسلوه إلى أحد العبيد أو واحد منهم إلى أبيهم مخبرين إياه أنهم قد وجدوا هذا القميص فى الصحراء، طالبين منه أن يتحقق هل هو قميص يوسف أم لا، قاصدين أن يوهموا أباهم بموت يوسف.
? إن اخطأت فتب عن خطيتك حتى يغفرها لك الله، ولا تتمادى فيها وتحاول إخفاءها بخطايا أخرى مثل الكذب حتى لا تغضب الله وتثير الناس ضدك.
ع33-35: مسحًا : قماش أسود خشن من شعر الماعز.
حقويه : جوانب فخذيه. والمقصود لبس المسوح من الوسط وتدليه على جوانب الفخذين.
عندما فحص يعقوب القميص، تأكد أنه ليوسف وفهم من الدم أن وحشًا قد افترسه فى البرية، فبكى كثيرًا عليه وشقّ ثيابه، وهى علامة قديمة معروفة عن الحزن الشديد،ولبس قماشًا خشنًا وهو المسوح دليلاً على التذلل، وحاول بنوه وبناته تهدئة حزنه فلم يستطيعوا، بل قال إنى سأظل أبكى حتى أموت وألتقى بابنى. وكان الجحيم أو الهاوية مكان إلتقاء كل المنتقلين لأن المسيح لم يكن قد تمم الفداء.
ع36: فوطيفار : اسم منتسب إلى رع إله الشمس.
خصى : إما أن يكون أحد الخصيان بالفعل، وهناك رأى آخر أنه أصبح لقبًا يعطى لذوى المراتب العالية فى خدمة ملك مصر. فهو إما مخصيًا وله زوجة تعيش معه كأخت أو متزوجًا عاديًا وهذا مجرد لقب له.
فرعون : غالبًا أحد ملوك الأسرة الخامسة عشر أو السادسة عشر وهو غالبًا من الهكسوس الذين احتلوا بعض الأماكن فى مصر ويسموا الملوك الرعاة.
رئيس الشرط : هو المسئول عن الأمن فى مصر وهو بمثابة وزير الداخلية ومسئول أيضًا عن السجون.
وصل التجار إلى مصر وباعوا بضائعهم والعبيد الذين معهم، فاشترى فوطيفار يوسف ليكون عبدًا عنده.
ونلاحظ فى هذا الإصحاح أن يوسف يرمز للمسيح فى أمور كثيرة سيأتى تجميعها فى نهاية الإصحاح الخمسين.