نزول يعقوب إلى مصر
(1) أمر الله ليعقوب بالنزول (ع1-7):
1فَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعَ وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لإِلَهِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. 2فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ يَعْقُوبُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 3فَقَالَ: «أَنَا اللهُ إِلَهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. 4أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضاً. وَيَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ». 5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنُوا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. 7بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ وَكُلُّ نَسْلِهِ جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ.
ع1: رغم فرحة يعقوب واشتياقه لرؤية ابنه يوسف، لكنه لا يمكنه التحرك والإنتقال من أرض كنعان إلا بأمر الله الذى طلب منه هو وآبائه أن يسكنوا فيها ويرثوها. لذا انتقل من مكان يدعى مجدل عدر (ص35: 21) بجوار بيت لحم إلى بئر سبع جنوبًا حيث ظهر له الله قبلاً وقدَّم ذبائح لله طالبًا إرشاده وشاكرًا له على المحافظة على ابنه يوسف.
? ليتك تترك الله يقود حياتك وتحرص أن تسمع صوته وإرشاده فى كل خطواتك، فلا تحركك شهواتك الشريرة ولا رغباتك المادية أو آراء المحيطين بك، بل الله الذى يحبك ويدبر أمور خلاصك … أطلبه مرات كثيرة حتى تسمع صوته وثق أنه يفرح بصلواتك وسيرشدك دائمًا.
ع2-4: ظهر الله ليعقوب لآخر مرة فى حياته ولم يظهر بعد هذا إلا لموسى فى العليقة (خر3). وطمأن الله يعقوب وأمره بالنزول إلى مصر ووعده بما يلى :
- أن يصحبه فى النزول إلى مصر ثم يعود به ثانية إلى أرض كنعان ويقصد عودة نسله.
- يباركه ويجعله أمة وشعبًا عظيمًا فى الكثرة.
- يهتم به ويرعاه طوال حياته حتى موته وهذا هو المقصود بأن يضع يوسف يديه على عينى يعقوب، أى عند الوفاة كما هو معتاد أن يغمض المقربون أجفان الميت بعد موته.
ع5-7: قام حينئذ يعقوب بفرح مستندًا على يد الله وركب هو وبنوه وأحفاده المركبات التى أرسلها يوسف له، وأخذوا معهم ممتلكاتهم من الماشية وانطلقوا فى طريقهم إلى مصر.
(2) بنو يعقوب النازلون إلى مصر (ع8-27):
8وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبَيْنُ. 9وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. 10وَبَنُو شَمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. 11وَبَنُو لاَوِي: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. 12وَبَنُو يَهُوذَا عِيرٌ وَأُونَانُ وَشِيلَةُ وَفَارَصُ وَزَارَحُ. وَأَمَّا عِيرٌ وَأُونَانُ فَمَاتَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ ابْنَا فَارَصَ حَصْرُونَ وَحَامُولَ. 13وَبَنُو يَسَّاكَرَ: تُولاَعُ وَفَوَّةُ وَيُوبُ وَشِمْرُونُ. 14وَبَنُو زَبُولُونَ: سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَاحَلْئِيلُ. 15هَؤُلاَءِ بَنُو لَيْئَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي فَدَّانَ أَرَامَ مَعَ دِينَةَ ابْنَتِهِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ. 16وَبَنُو جَادَ: صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونُ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي. 17وَبَنُو أَشِيرَ: يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِي وَبَرِيعَةُ وَسَارَحُ هِيَ أُخْتُهُمْ. وَابْنَا بَرِيعَةَ حَابِرُ وَمَلْكِيئِيلُ. 18هَؤُلاَءِ بَنُو زِلْفَةَ الَّتِي أَعْطَاهَا لاَبَانُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ فَوَلَدَتْ هَؤُلاَءِ لِيَعْقُوبَ سِتَّ عَشَرَةَ نَفْساً. 19اِبْنَا رَاحِيلَ امْرَأَةِ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. 20وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ اللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ. 21وَبَنُو بِنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ. 22هَؤُلاَءِ بَنُو رَاحِيلَ الَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ. جَمِيعُ النُّفُوسِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ. 23وَابْنُ دَانَ حُوشِيمُ. 24وَبَنُو نَفْتَالِي: يَاحَصْئِيلُ وَجُونِي وَيِصْرُ وَشِلِّيمُ. 25هَؤُلاَءِ بَنُو بِلْهَةَ الَّتِي أَعْطَاهَا لاَبَانُ لِرَاحِيلَ ابْنَتِهِ. فَوَلَدَتْ هَؤُلاَءِ لِيَعْقُوبَ. جَمِيعُ الأَنْفُسِ سَبْعٌ. 26جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْساً. 27وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.
ذكر هنا قائمة بأسماء أولاد يعقوب وأحفاده الذين نزلوا إلى مصر ويلاحظ فيها الآتى :
- عددهم 66 نفسًا ويعلن ذلك حتى نشعر ببركة الله التى ستظهر لهم فى مصر فيزدادون تناسلاً حتى يصلوا إلى حوالى 2 مليون من الرجال والنساء عند رجوعهم من مصر.
- عددهم 70 نفسًا بإضافة يعقوب ويوسف وابنيه منسى وأفرايم.
- تذكر قوائم مشابهة لبنى يعقوب فى (عد26، 1 أى4-8) وإن وجدت بعض الإختلافات فهى لأن بعض الأشخاص يكون لهم أكثر من اسم.
- يذكر استفانوس فى كلمته فى (أع7: 14) أن بنى يعقوب 75 وذلك لأنه أضاف خمسة أحفاد ليعقوب أتوا من يوسف فى مصر.
? لا تتشكك بسبب ضعفك أو قلة إمكانياتك لأن الله قادر أن يباركك فوق كل تخيل ويعطيك نعمة وقوة مهما كانت ظروفك صعبة ويتمم وعوده لك لأنه أبوك السماوى.
(3) لقاء إسرائيل بيوسف (ع28-34):
28فَأَرْسَلَ يَهُوذَا أَمَامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيُرِيَ الطَّرِيقَ أَمَامَهُ إِلَى جَاسَانَ ثُمَّ جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَاسَانَ. 29فَشَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لِاسْتِقْبَالِ إِسْرَائِيلَ أَبِيهِ إِلَى جَاسَانَ. وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً. 30فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَمُوتُ الْآنَ بَعْدَ مَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ». 31ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ وَلِبَيْتِ أَبِيهِ: «أَصْعَدُ وَأُخْبِرُ فِرْعَوْنَ وَأَقُولُ لَهُ: إِخْوَتِي وَبَيْتُ أَبِي الَّذِينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ جَاءُوا إِلَيَّ 32وَالرِّجَالُ رُعَاةُ غَنَمٍ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ مَوَاشٍ وَقَدْ جَاءُوا بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَكُلِّ مَا لَهُمْ. 33فَيَكُونُ إِذَا دَعَاكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَالَ: مَا صِنَاعَتُكُمْ؟ 34أَنْ تَقُولُوا: عَبِيدُكَ أَهْلُ مَوَاشٍ مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الْآنَ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعاً. لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ. لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ رِجْسٌ لِلْمِصْرِيِّينَ».
ع28: أرسل إسرائيل ابنه يهوذا ليسبقه إلى أرض جاسان ويعلم يوسف بوصولهم ليعد المكان لسكناهم، ثم وصل إسرائيل وكل من معه إلى جاسان.
ع29، 30: عندما علم يوسف بوصول أبيه أسرع بمركبته لاستقباله فى جاسان، فعانقه واحتضنه وأخذ الاثنان يبكيان مدة طويلة وذلك لمحبتهما الشديدة لبعضهما البعض، وبعدها عبَّر يعقوب عن فرحه بقوله يكفينى الآن يا ابنى أنى رأيتك، فإن سمح الله أن أموت الآن فأنا فى فرح عظيم.
ع31، 32: بعدما رحَّب يوسف بأبيه وإخوته وأضافهم قال لهم أذهب الآن إلى فرعون وأخبره بوصولكم أنتم وأغنامكم وأخبره أن صناعتكم هى رعى الغنم.
ع33، 34: رجس للمصريين : أى نجس لا يريدون الإختلاط به وذلك لأن بعض المصريين كان يعبد الماشية وكان الكهنة يحرِّمون أكل الضأن بينما الرعاة يذبحون الأغنام ويأكلونها، بالإضافة لكراهيتهم لأعدائهم الرعاة الذين هجموا عليهم، وهم الهكسوس، بل تملكوا أرضًا واحتلوا بعض المناطق فى مصر لمدة من الزمن.
أوصى يوسف إخوته أن يعلنوا عند مقابلتهم لفرعون أنهم رعاة طوال حياتهم وذلك ليسكنهم فى أرض جاسان. ويقصد يوسف بهذا :
- أن يكونوا على الحدود الشرقية لمصر ليسهل عودتهم إلى كنعان كما أمر الله.
- لإبعادهم عن الإختلاط بأوثان المصريين وعباداتهم الغريبة عن الله.
- حتى لا يتعرضوا لاحتقار المصريين أو معاملتهم السيئة إذا اختلطوا بهم وعلموا أنهم رعاة لأنهم يحتقرون الرعاة.
? كن حريصًا فى الإعتزال عن الشر لأجل هدفك الوحيد وهو ملكوت السموات. فإن كنت تعيش فى العالم، لا تختلط بالشر ولا تزيد علاقاتك مع الأشرار بل اكتفِ فقط بمعاملات العمل والجيرة وتعاملات الحياة المختلفة حتى لا تتعطل أو ينجذب قلبك إلى شرورهم.