يعقـوب وفـرعـون
(1) لقاء اخوة يوسف بفرعون (ع1-6):
1فَأَتَى يُوسُفُ وَقَالَ لِفِرْعَوْنَ: «أَبِي وَإِخْوَتِي وَغَنَمُهُمْ وَبَقَرُهُمْ وَكُلُّ مَا لَهُمْ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. وَهُوَذَا هُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». 2وَأَخَذَ مِنْ جُمْلَةِ إِخْوَتِهِ خَمْسَةَ رِجَالٍ وَأَوْقَفَهُمْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. 3فَقَالَ فِرْعَوْنُ لإِخْوَتِهِ: «مَا صِنَاعَتُكُمْ؟» فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «عَبِيدُكَ رُعَاةُ غَنَمٍ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعاً». 4وَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «جِئْنَا لِنَتَغَرَّبَ فِي الأَرْضِ إِذْ لَيْسَ لِغَنَمِ عَبِيدِكَ مَرْعًى لأَنَّ الْجُوعَ شَدِيدٌ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. فَالْآنَ لِيَسْكُنْ عَبِيدُكَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ». 5فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَبُوكَ وَإِخْوَتُكَ جَاءُوا إِلَيْكَ. 6أَرْضُ مِصْرَ قُدَّامَكَ. فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ أَسْكِنْ أَبَاكَ وَإِخْوَتَكَ. لِيَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ. وَإِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ يُوجَدُ بَيْنَهُمْ ذَوُو قُدْرَةٍ فَاجْعَلْهُمْ رُؤَسَاءَ مَوَاشٍ عَلَى الَّتِي لِي»
ع1، 2: أخبر يوسف فرعون بوصول أبيه وإخوته وماشيتهم إلى أرض جاسان، ثم اختار خمسة من إخوته مندوبين عن الباقين ليقابلوا فرعون.
ع3، 4: أعلن إخوة يوسف لفرعون أنهم رعاة غنم والتمسوا منه أن يسكنوا فى أرض جاسان. ولم يخجل يوسف من أبيه وإخوته العاملين فى الرعى مع أن هذا محتقر عند المصريين.
? لا تخجل من والديك أو إخوتك أو أقاربك إن كان لأحدهم عمل من الأعمال الوضيعة فى نظر المجتمع أو فيه نقص بأى شكل، ولكن على العكس كن واثقًا فى نعمة الله التى معك وإذ تتشرف بأقاربك وتكرمهم يكرمك الله فى أعين جميع الناس.
ع5، 6: أظهر فرعون ليوسف ترحيبه بأبيه وإخوته فيما يلى :
- أن يسكنهم فى أفضل مكان فى مصر كما يختار يوسف وإن كانوا يريدون كما طلبوا فليسكنوا فى أرض جاسان الخصبة.
- إن كان لبعضهم القدرة على القيادة والرعاية لقطعان كبيرة من الأغنام، فيمكن تعيينهم مسئولين عن القطعان الخاصة بفرعون.
وقد اهتم فرعون بيعقوب وأبنائه إكرامًا ليوسف. وكان فرعون هذا هو أحد ملوك الهكسوس الذين احتلوا مصر فى هذه الفترة ودٌعيوا بالملوك الرعاة لأن حرفتهم كانت الرعى مما سهل اهتمامه بإخوة يوسف الرعاة، مع أن المصريين يحتقرون هذه الحرفة وكان للملك نفسه أغنام يمكن أن يشترك إخوة يوسف فى رعايتها.
(2) لقاء يعقوب بفرعون (ع7-10):
7ثُمَّ أَدْخَلَ يُوسُفُ يَعْقُوبَ أَبَاهُ وَأَوْقَفَهُ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ. 8فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ: «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟» 9فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي وَلَمْ تَبْلُغْ إِلَى أَيَّامِ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ». 10وَبَارَكَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ وَخَرَجَ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ.
ع7: عندما دخل يعقوب على فرعون، شعر فرعون بمهابته ونعمة الله التى فيه فطلب بركته، وغالبًا إنحنى فرعون ليضع يعقوب يده على رأسه ويباركه.
? إن سرت مع الله وأرضيته، يعطيك نعمة ومهابة فى أعين الكل حتى أعظم الناس فيلتمسون بركة الله التى فيك ويكون لهم استعداد أن يسمعوا صوته على لسانك. فاطلب الله وردّد المزامير قبل مقابلتك لأى شخص عظيم فيعطيك مهابة فى عينيه وتؤثر فيه.
ع8-10: إذ رأى فرعون شيخوخة يعقوب سأله عن عمره فأعلن أنه 130 عام، وعلَّق على عمره بما يلى :
- أيامه على الأرض عاشها كغريب عن العالم لأنه متعلق بالسماء.
- إمتلأ عمره بالضيقات مثل اضطراره للهرب من عنف عيسو أخيه، واستغلال لابان له، وعنف ابنيه شمعون ولاوى فى قتل قبيلة شكيم ومضاجعة رأوبين لسّريته وخداع أولاده له فى بيعهم ليوسف.
- أن عمره قليل بالقياس بآبائه، إذ عاش جده إبراهيم 175 عام أما أبوه إسحق فعاش 180 عام.
وفى نهاية اللقاء بارك يعقوب فرعون مرة ثانية.
(3) عائلة يوسف فى رعمسيس (ع11، 12):
11فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكاً فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي أَفْضَلِ الأَرْضِ فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. 12وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ.
ع11، 12: رعمسيس : مكان خصب داخل أرض جاسان وهو الآن صان الحجر وقد بنيت فيه فيما بعد مدينة رعمسيس (خر1: 11)، ومعنى رعمسيس ابن الشمس.
على حسب الأولاد : حسب عدد كل أسرة من أسر إخوته، فالعدد الأكبر أعطاهم طعامًا أكثر.
أسكن يوسف أباه وإخوته فى منطقة رعمسيس داخل أرض جاسان، وهى من أفضل الأراضى فى مصر لخصوبتها. واهتم بطعامهم واحتياجاتهم، فكل عائلة من عائلات إخوته أعطاهم احتياجاتهم بالقدر الكافى حسب عدد الأشخاص داخل كل أسرة.
? إهتم بأسرتك واحتياجاتهم الروحية والمادية بل وأيضًا بمشاعرهم النفسية وراحتهم، فهذه هى الخدمة الأولى التى ينتظرها منك الله واعطهم أفضل ما عندك فيباركك الله فوق ما تفتكر.
(4) المصريون عبيد لفرعون (ع13-26):
13وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيداً جِدّاً. فَخَوَّرَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنْ أَجْلِ الْجُوعِ. 14فَجَمَعَ يُوسُفُ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِالْقَمْحِ الَّذِي اشْتَرُوا. وَجَاءَ يُوسُفُ بِالْفِضَّةِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. 15فَلَمَّا فَرَغَتِ الْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَتَى جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزاً فَلِمَاذَا نَمُوتُ قُدَّامَكَ؟ لأَنْ لَيْسَ فِضَّةٌ أَيْضاً». 16فَقَالَ يُوسُفُ: «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيَكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِضَّةٌ أَيْضاً». 17فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزاً بِالْخَيْلِ وَبِمَوَاشِي الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَبِالْحَمِيرِ. فَقَاتَهُمْ بِالْخُبْزِ تِلْكَ السَّنَةَ بَدَلَ جَمِيعِ مَوَاشِيهِمْ. 18وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ السَّنَةُ أَتُوا إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَقَالُوا لَهُ: «لاَ نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّهُ إِذْ قَدْ فَرَغَتِ الْفِضَّةُ وَمَوَاشِي الْبَهَائِمِ عَِنْدَ سَيِّدِي لَمْ يَبْقَ قُدَّامَ سَيِّدِي إِلَّا أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا. 19لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعاً؟ اشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِالْخُبْزِ فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ. وَأَعْطِ بِذَاراً لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ وَلاَ تَصِيرَ أَرْضُنَا قَفْراً». 20فَاشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ لِفِرْعَوْنَ إِذْ بَاعَ الْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَقْلَهُ لأَنَّ الْجُوعَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. فَصَارَتِ الأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ. 21وَأَمَّا الشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى الْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حَدِّ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهُ. 22إِلَّا إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا إِذْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ فَرِيضَةٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ. فَأَكَلُوا فَرِيضَتَهُمُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ فِرْعَوْنُ. لِذَلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. 23فَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ الأَرْضَ. 24وَيَكُونُ عَِنْدَ الْغَلَّةِ أَنَّكُمْ تُعْطُونَ خُمْساً لِفِرْعَوْنَ وَالأَرْبَعَةُ الأَجْزَاءُ تَكُونُ لَكُمْ بِذَاراً لِلْحَقْلِ وَطَعَاماً لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُِيُوتِكُمْ وَطَعَاماً لأَوْلاَدِكُمْ». 25فَقَالُوا: «أَحْيَيْتَنَا. لَيْتَنَا نَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي فَنَكُونَ عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ». 26فَجَعَلَهَا يُوسُفُ فَرْضاً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ: لِفِرْعَوْنَ الْخُمْسُ. إِلَّا إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ وَحْدَهُمْ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ.
ع13: خورت أرض مصر : أجهد الناس والبهائم من شدة الجوع وخربت الأرض.
استمرت المجاعة فى مصر والبلاد المحيطة مثل أرض كنعان ولم تكن هناك زراعة.
ع14: دفع الناس كل ما عندهم من فضة أو ذهب واشتروا بها قمحًا ونفذ الطعام من عندهم فأصبحوا فقراء وجياع فى كل أرض مصر.
ع15-17: أتى المصريون إلى يوسف معلنين أنهم معرضون للموت جوعًا وليس لهم فضة ليشتروا بها، فاقترح عليهم أن يعطوه مواشيهم ويشتروا بثمنها قمحًا، ففعلوا هكذا وعاشوا هذه السنة.
ع18-21: أتى المصريون إلى يوسف فى السنة التالية وقالوا له ليس لنا الآن أى شئ نملكه إلا أجسادنا وأرضنا، فاشترنا نحن وأرضنا واعطنا قمحًا لنأكل فتصير الأرض ملكًا لفرعون ونحن عبيد له. فوافق يوسف ونقلهم من القرى إلى المدن لأن الأرض أصبحت لا تزرع وليسهل عليهم أن يأخذوا قمحًا من مخازن المدن، فأحياهم بذلك وشكروه.
ع22: استٌثنِى الكهنة من العبودية وبيع أراضيهم، لأن قانون مصر كان ينص على إعطاء نصيب من القمح للكهنة كل سنة.
ع23-26: أصبح المصريون كلهم عبيدًا لفرعون وأراضيهم ملكًا له، واتفق يوسف معهم أنه بعد انتهاء سنى الجوع سيزرعون الأرض ويعطون خمس غلتها لفرعون أما الباقى فيكون لهم طعامًا هم وبهائمهم وكذلك يأخذون منها بذارًا يزرعونها فى السنة التالية، فشكروا يوسف جدًا لأنه أحياهم ودبَّر أمورهم. ومن هذا يظهر الآتى :
- حكمة يوسف وقدرته المتميزة إدارياً، فقد أصبح يدير كل أرض مصر لتزرع على أحسن وجه حسبما يرى، وأكل كل الشعب وازدادت حصيلة وأموال فرعون.
- رحمة يوسف، فهو لم يثقل عليهم فى الضرائب وأخذ الخمس فقط ليعيشوا حياة مريحة ويأكلوا ويفضل عنهم الخبز.
? أطلب من الله حكمة حتى تدير أعمالك بإتقان وتنجح العمل الذى تعمل فيه فيفرح رؤساؤك، ولكن فى نفس الوقت كن رحيمًا بمرؤوسيك واهتم بشئونهم فيحيا الكل بسلام وتكون أمينًا لله فى كل أعمالك.
(5) وصية يعقوب ليوسف (ع27-31):
27وَسَكَنَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي أَرْضِ جَاسَانَ وَتَمَلَّكُوا فِيهَا وَأَثْمَرُوا وَكَثُرُوا جِدّاً. 28وَعَاشَ يَعْقُوبُ فِي أَرْضِ مِصْرَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً. فَكَانَتْ أَيَّامُ يَعْقُوبَ سِنُو حَيَاتِهِ مِئَةً وَسَبْعاً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. 29وَلَمَّا قَرُبَتْ أَيَّامُ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَمُوتَ دَعَا ابْنَهُ يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي وَاصْنَعْ مَعِي مَعْرُوفاً وَأَمَانَةً. لاَ تَدْفِنِّي فِي مِصْرَ. 30بَلْ أَضْطَجِعُ مَعَ آبَائِي. فَتَحْمِلُنِي مِنْ مِصْرَ وَتَدْفِنُنِي فِي مَقْبَرَتِهِمْ». فَقَالَ: «أَنَا أَفْعَلُ بِحَسَبِ قَوْلِكَ». 31فَقَالَ: «احْلِفْ لِي». فَحَلَفَ لَهُ. فَسَجَدَ إِسْرَائِيلُ عَلَى رَأْسِ السَّرِيرِ.
ع27: استقر بنو إسرائيل فى أرض جاسان وبنوا بيوتًا وتناسلوا فزاد عددهم.
ع28: عاش يعقوب 17 عامًا فى أرض جاسان فبلغ عمره 147 عام وهو أقل أعمار الآباء البطاركة إذ عاش أبوه إسحق وجده إبراهيم أكثر منه.
ع29، 30: ضع يدك تحت فخذى : طريقة القسم إذ يضع يده قريبًا من صلب الإنسان الذى يعنى الوفاء بالوعد فى حياة الإنسان ونسله الذى هو المسيح، وقد سبق شرح هذا فى (ص24: 2).
شعر يعقوب بقرب انتقاله من العالم، فدعا ابنه يوسف لأن سلطانه وقوته أكثر من باقى إخوته، وأوصاه أنه بعد موته يدفنه فى مقبرة المكفيلة التى دفن فيها آباؤه ولا يدفنه فى مصر. وهذا يظهر تمسك يعقوب بوعد الله بميراث أرض كنعان التى ترمز إلى ملكوت السموات، فقد عاش غريبًا عن الأرض ولكن قلبه متعلق بالسماء.
ع31: حلف يوسف لأبيه أن يدفنه فى أرض كنعان فى مقبرة آبائه، ففرح يعقوب وأمسك برأس سريره، وفى الترجمة السبعينية رأس عصاه كما ذكر بولس الرسول فى (عب11: 21) وهذا معناه :
- إما أن يعقوب قد أمسك بعصاه وانحنى أمامها شكرًا لله.
- أو أنه أمسك بعصا يوسف وانحنى أمامه شكرًا له على وعده بدفنه فى مقبرة آبائه وهذا تحقيق لأحلام يوسف أن يسجد له أبوه وإخوته (ص37: 10).
? يعيش المؤمن كل أيامه وعيناه وفكره وقلبه فى السماء، فمهما استقر فى الأرض فهو غريب وينتظر نصيبه الأبدى. ليتنا ننشغل بهذا النصيب فكرًا وموضوعًا.