مباركة يعقوب لأولاده
(1) رأوبين وشمعون ولاوى (ع1-7):
1وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لِأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. 2اِجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ وَاصْغُوا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ. 3رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4فَائِراً كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ. 5شَمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ. آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. 6فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَاناً وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْراً. 7مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.
ع1، 2: فى آخر الأيام : أى المستقبل.
دعا يعقوب بنيه الإثنى عشر ليوصيهم وصاياه الوداعية قبل أن يموت ويباركهم ويتنبأ لهم بمستقبلهم.
ع3: قوتى وأول قدرتى : البكر يمثل القوة والبركة.
فضل : أفضل.
فضل الرفعة وفضل العز : المتوقع من البكر أن يرفع رأس أبيه بسلوكه الحسن وتميزه.
يمتدح يعقوب ابنه رأوبين ومعناه ابن الرؤية بأنه كان المتوقع منه أن يكون ممثلاً لعظمة وسمو أبيه وفيه كمال البركة والقوة، فهو عتاب داخل أسلوب مديح.
? كن رقيقًا فى عتابك للآخرين وامتدحهم بكلمات طيبة لتوصل إليهم المعنى الذى تريده وهو أن يتركوا خطاياهم ويسلكوا حسنًا دون أن تجرح مشاعرهم.
ع4: فائرًا كالماء : متقلب ترتفع مثل الماء الذى يغلى بفقاقيعه ثم تبرد وتنخفض.
لا تتفضل : ليس لك الأفضيلة على إخوتك.
شمعون ولاوى أخوان : شمعون جد الكتبة ولاوى جد الكهنة.
واصل يعقوب عتابه لرأوبين ولكن بكلام مباشر أكثر إذ لامه على تقلبه كالماء الذى يفور ثم يبرد، وذلك لفقدانه الأفضلية على إخوته بسبب سقوطه فى خطية شنيعة وهى اضطجاعه مع سرية أبيه بلهة.
ع5، 6: آلات ظلم سيوفهما : ظلمها لقبيلة شكيم التى قتلوا كل رجالها بسبب خطية شخص واحد هو شكيم.
لا تدخل نفسى : لا أستطيع الجلوس بينهما لغضبهما وشرهما.
لا تتحد كرامتى : تذل نفسى وأكون بلا كرامة إن جلست بينهما لكثرة شرهما.
قتلا إنسانًا : شكيم وقبيلته.
فى رضاهما : عند تظاهرهما بالوداعة والتفاهم مع حمور وشكيم، خدعاهما.
عرقبا ثورًا : ضرباه فى أسفل رجله بالقرب من قدمه فسقط وقتلاه. ويرمز الثور للرجل القوى أى شكيم ورجال قبيلته.
اتحد الأخوان شمعون ولاوى فى الغضب والانتقام الذى ظهر فى قتلهما رجال قبيلة شكيم (ص34)، لذا يعلن يعقوب رجل الله أنه لا يستريح فى مخالطتهما لأجل شرهم الفظيع وثورتهما التى لا تقف عند حد.
ع7: يستنكر يعقوب غضبهما وانتقامهما لأنه شديد وقاسٍ وعقوبة الله لهما أن يتفرقا فى ميراثهما بين أسباط إسرائيل ولا يكون لهما منطقة متكاملة، فسبط شمعون تضاءل تدريجيًا كما يظهر من الإحصاءين اللذين عملهما موسى (عد1، 26)، وعندما دخلوا أرض الميعاد على يد يشوع لم يكن لهم نصيب خاص بل تملكوا بعض أجزاء من أرض يهوذا (يش19). أما سبط لاوى فلم يكن له نصيب فى منطقة معينة فى أرض الميعاد بل بعض المدن المتفرقة لأنه تكرس للخدمة (عد18: 20، 35: 1-8).
(2) يهوذا (ع8-12):
8يَهُوذَا إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ. يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ. يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ. مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي. جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. 11رَابِطاً بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ. غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. 12مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ.
ع8: يهوذا : معناه حمد. فيتنبأ له أبوه بأن إخوته يمجدونه ويشكرونه، ويكون قويًا فيضرب أعداءه على قفاهم أى يهربوا من أمامه، ويسجد له إخوته لأنه منه يخرج داود النبى ونسله ملوك مملكة يهوذا ثم يأتى من نسله أيضًا المسيح ملك الملوك الذى يسجد له العالم كله.
ع9: جرو أسد : شبل أى ابن الأسد الصغير.
من فريسة صعدت : قوى كالأسد يفترس أعداءه ويصعد منتصرًا فى الحروب.
جثاوربض : استقر بعد انتصاره.
من ينهضه : لا يستطيع أحد أن يقلقه أو يزحزح استقراره.
يشبهه بالأسد ملك الحيوانات فى قوته وانتصاره على كل أعدائه، ثم يستقر فيخاف منه الجميع ويبتعدون من أمامه. ومن نسل يهوذا يأتى المسيح الذى ينتصر على الشيطان ويقيده عندما يجثو ويربض على الصليب ولا يستطيع أحد أن يوقف فداءه وموته وقيامته، ولا يستطيع أحد أن ينهض المسيح بل هو الذى يقيم نفسه فى اليوم الثالث.
ع10: قضيب : هو عصا ذهبية يمسكها الملوك إعلانًا لتملكهم.
مشترع : الذى يقرر الشرائع والوصايا.
من بين رجليه : من نسله.
شيلون : تعنى الذى له الكل أو صانع السلام أو المخلص.
شعوب : كل العالم.
يعلن أن من سبط يهوذا سيأتى داود الملك الذى يأتى من نسله الملوك على أورشليم حتى نصل إلى المسيح المخلص، الذى هو شيلون، ويملك على قلوب المؤمنين به من كل شعوب العالم وليس فقط المؤمنين من اليهود.
ع11، 12: الجفنة : أى الكرمة أو شجرة العنب.
دم العنب : عصير العنب الذى يصير خمرًا.
مسود العينين من الخمر : كناية عن كثرة شرب الخمر حتى تلمع العينان فتقدران على حدة النظر.
مبيض الأسنان من اللبن : كناية عن كثرة اللبن والمواشى التى تدّره والذى يرمز إلى كلام المسيح، الآتى من نسله، والمغذى كاللبن.
يتنبأ له بالخيرات الكثيرة التى يرمز إليها بكثرة الكروم وعصير العنب الخارج منها والمواشى الكثيرة التى تدرّ اللبن، فالأرض تكون خصبة ويقتنى مواشى كثيرة. وهذا يرمز إلى دم المسيح الفادى والذى نناله فى الكنيسة فى سر التناول.
? عندما يعطيك الله خيرات مادية، إنتبه حتى تشكره وترفع عينيك إلى الخيرات الروحية الأعظم فى ملكوت السموات حتى لا تنهمك فى الماديات بل تصعدك إلى محبة الله والإلتصاق به.
(3) زبولون ويساكر ودان (ع13-18):
13زَبُولُونُ عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ. 14يَسَّاكَرُ حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. 15فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْداً. 16دَانُ يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 17يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ أُفْعُواناً عَلَى السَّبِيلِ يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. 18لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ.
ع13: ساحل البحر : ساحل البحر الأبيض المتوسط غرب نهر الأردن.
ساحل السفن : أى الموانئ.
جانبه عند صيدون : يصل إلى مدينة صيدا الواقعة على البحر الأبيض جنوب بيروت الحالية بحوالى 25 ميلاً.
تنبأ يعقوب لزبولون أن يسكن على ساحل البحر المتوسط فيعمل بالتجارة ويختلط بالأمم وهذا يعرضه لعبادة الأوثان والتمثل بمفاسدهم ولكنه عندما يؤمن بالمسيح الذى بشَّر هذه المنطقة يصير نورًا للعالم وكارزًا بالمسيح (مت4: 15، 16).
ع14، 15: جسيم : ضخم وقوى.
بين الحظائر : مستقر بين حظائر الماشية منشغل بالزراعة.
أحنى كتفه للحمل : احتمل التعب والعمل الكثير.
رأى المحل حسن .. والأرض نزهة : الأرض خصبة فانشغل بالزراعة.
صار للجزية عبدًا : دفع الضرائب للحكومة أو للغزاة.
شبهه بالحمار فى احتمال التعب، إذ عمل بالزراعة واحتمل أتعابها وابتعد عن السياسة وكان مسالمًا فدفع كل الضرائب المطلوبة منه.
ع16: يدين شعبه : يحكم نفسه.
دان هو أول ابن لجارية فهو ابن بلهة الجارية، ولكنه حسب كسبط مثل باقى الأسباط يحكم نفسه.
ع17: أفعوانًا : ذكر الثعبان.
على الطريق .. على السبيل : يتابع أعداءه بمكر وينتصر عليهم.
يلسع عقبى الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء : بدهاء يجرِّد العدو من أسلحته وقوته فينتصر عليه.
شبَّه دان بالحية لأنه اتصف بالمكر والدهاء، فلم يتميز بكثرة الجنود والقوة العسكرية ولكنه كان ينتصر بالدهاء مع الشجاعة.
ع18: إذ شبهه بالحية تذكر الشيطان الحية الأولى واشتاق إلى المسيا المخلص.
? عندما تمر بك ضيقات أو تسقط فى خطايا مختلفة، لا تيأس بل قم واطلب معونة الله، وإن طالت الضيقة انتظر خلاص الله فهو لن يتركك أبدًا.
(4) جاد وأشير ونفتالى (ع19-21):
19جَادُ يَزْحَمُهُ جَيْشٌ وَلَكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ. 20أَشِيرُ خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ. 21نَفْتَالِي أَيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعْطِي أَقْوَالاً حَسَنَةً.
ع19: يزحمه جيش : يهجم عليه الأعداء.
يزحم مؤخره : يتتبع أعداءه بعد انصرافهم عنه وينتصر عليهم فى النهاية.
سكن سبط جاد شرق الأردن، فتعرض لهجمات كثيرة من العمونيين والأموريين وكانوا ينتصرون عليه ولكنه كان يعود فيتابعهم وينتصر عليهم ويأخذ منهم غنائم كثيرة.
ع20: خبزه سمين : خيراته كثيرة.
لذَّات ملوك : البضائع النفيسة التى يطلبها الملوك والعظماء.
سكن أشير فى أرض خصبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد كثرت فيها أشجار الزيتون فحصل على محاصيل كثيرة كان يصدر منها لباقى الأسباط. ولأنه سكن بجوار البحر اشتغل بالتجارة وكان يصدر ويتاجر بالبضائع النفيسة التى يطلبها العظماء فى العالم كله. وقدتنبأ عنه موسى النبى أنه يغمس فى الزيت رجله لكثرة أشجار الزيتون (تث33: 24).
ع21: أيلة : أنثى الأيل وهو نوع من الغزلان سريع الحركة جدًا.
مسيبة : حرة وطليقة.
أقوالاً حسنة : معاملاته طيبة ومتفاهم.
يشبهه بأنثى الغزال السريع الحركة المنطلق لأن أرضه كانت خصبة وانطلق فى حرية يعمل فيها ويتمتع بالرخاء ولكن عند الخطر كان يسارع للقتال مع الأعداء، وكانت معاملاته حسنة مع باقى الأسباط المحيطة به.
? إهتم بالتعبير الحسن واللطف فى التعامل مع من حولك حتى تصنع علاقات طيبة معهم وتحيا فى سلام وتستطيع أن تؤثر فيهم وتجذبهم للمسيح.
(5) يوسف وبنيامين (ع22-27):
22يُوسُفُ غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. 23فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. 24وَلَكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ مِنْ هُنَاكَ مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ 25مِنْ إِلَهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ. 26بَرَكَاتُ أَبِيكَ فَاقَتْ عَلَى بَرَكَاتِ أَبَوَيَّ. إِلَى مُنْيَةِ الْآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ. 27بِنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْباً».
ع22: يصف يوسف ابنه المحبوب بأنه غصن مثمر من شجرة أبيه، فإن كان أبوه كثير النسل فهو أيضًا يكون مثمرًا، فهو دائم الإخضرار والحيوية لأنه على عين ماء أى تستمر له البركات الروحية والمادية، وكذلك الإرتفاع والسمو إذ صار رئيسًا على مصر.
ع23: مرّرته : اضطهدوه وأصابوه بمرارة أى ضيق.
أرباب السهام : من عادوه مثل إخوته أو امرأة فوطيفارأو فوطيفار نفسه الذى ألقاه فى السجن.
تعرض يوسف لاضطهادات كثيرة ممن حوله.
ع24: عزيز يعقوب : الإله الحبيب القوى.
من هناك : من السماء.
الراعى : المرشد والقائد.
صخر إسرائيل : معين إسرائيل القوى.
استطاع يوسف أن يثبت بمعونة الله القدير الذى يسنده من السماء ويرعاه وينجحه فثبت فى حياة نقية مع الله وتشدد فلم يخضع للخطية بل مر بنجاح فى كل الضيقات وصار رئيسًا على مصر كلها بل ودبَّر أمورها بحكمة وإتقان.
ع25: بركات السماء : الأمطار والندى.
بركات الغمر الرابض تحت : الأنهار التى تروى أرضه.
الثديين والرحم : كثرة النسل وقوته لأنه يتغذى كثيرًا من الثديين أى البركات المادية.
تنبأ وطلب له بركات الله من السماء بالأمطار ومن الأرض من الأنهار وكثرة النسل وقوته. وقد ظهرت قوة سبطى أفرايم ومنسى فى (تث33: 13-17، يش17: 17، 18).
ع26: منية : قمة ما يبتغيه الإنسان ويتمناه.
الآكام : الأماكن المرتفعة.
الدهرية : القائمة منذ الدهر أى منذ زمن طويل. والمقصود ينال بركات إلى أقصى ما يتمناه.
نذير إخوته : المفرز والمتميز عن إخوته بصلاحه.
قال له أن البركات التى ستحلّ عليه أكثر من البركات التى نالها أبوه وجده وأنها ستكون إلى أقصى ما يمكن لأجل تميزه وبره.
? تمسك بإيمانك حتى لو أساء إليك البعض وتحملت ضيقات دون ذنب منك، أثبت فى مبادئك والله سيسندك وتنال فى النهاية بركات لا يُعبَّر عنها تشبعك على الأرض ثم تتمتع بها إلى الأبد.
ع27: يصفه بالشجاعة مثل الذئب الذى يفترس الغنائم فى الصباح ثم يأكل هو وأولاده من الفرائس، عندما يستقر فى المساء، إذ يقسَّمها عليهم. ويقال عن أبطاله وعن إتقانهم الحرب أنهم “يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون” (قض20: 16).
وهكذا تنبأ يعقوب لأولاده مظهرًا صفاتهم المتنوعة ومنبهًا لهم حتى يتوبوا عن خطاياهم ويسلكوا حسنًا، وهى نبوات وتعاليم لكل المؤمنين حتى يحترسوا من حيل إبليس ويتمسكوا بالفضائل. ويمكن تلخيص تعاليمه وإرشاداته بما يلى :
- رأوبين : الاحتراس من الكبرياء والشهوة.
- شمعون ولاوى : الإحتراس من المؤامرات والغضب والإنتقام.
- زبولون : الإحتراس من الإختلاط بالأشرار والتحول للكرازة لهم.
- يساكر : يدعوه للإحتمال والمثابرة.
- دان : يحذّره من المكر والدهاء.
- جاد : يدعوه للرجاء فى الجهاد وعدم اليأس.
- أشير : يتمنى له البركات الكثيرة.
- نفتالى : يمتدحه بعلاقاته الطيبة وتفاهمه مع الآخرين.
- يوسف : يتمنى له النمو المستمر.
- بنيامين : يمتدح شجاعته.
(6) الوصية الوداعية (ع28-33):
28جَمِيعُ هَؤُلاَءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ الِاثْنَا عَشَرَ. وَهَذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ. كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُمْ. 29وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. ادْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. 30فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. 31هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ. وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. 32شِرَاءُ الْحَقْلِ وَالْمَغَارَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ مِنْ بَنِي حِثَّ». 33وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.
ع28: أسباط : قبائل.
البركات السابقة هى التى بارك بها يعقوب أولاده الذين صاروا رؤساء أسباط بنى إسرائيل.
ع29-32: طلب من كل أولاده كما طلب من يوسف من قبل فى (ص47: 29-31) أن يدفنوه فى كنعان فى مغارة المكفيلة التى توجد بحقل عفرون الحثى حيث دفن إبراهيم وسارة وإسحق ورفقة وليئة.
ع23: مات يعقوب أخيرًا عن عمر 147 عام ورغم أنه مات فى أرض غريبة ولكن انضمت روحه إلى قومه أى آبائه المؤمنين المنتظرين رجاء فداء المسيح وقيامته ليرتفعوا إلى الفردوس.
? أنظر إلى نهاية حياتك وهى الموت حتى لا تقبل الخطية أو تتهاون معها. وتذكرك للموت فى كل صباح يرفعك للإستعداد السماوى فتسلك بكل ما يرضى الله وتعطى محبة لكل من تقابله.
ونلاحظ أن يعقوب يرمز للمسيح فيما يلى :
- شهد الكتاب المقدس عن يعقوب أنه كان إنسانًا كاملاً (ص 25 : 27) والمسيح كان كاملاً وقال “من منكم يبكتنى على خطية” (يو8: 26).
- عاش يعقوب متغربًا ساكنًا الخيام وتغرب عند خاله ثم فىمصر وعبَّر عن حياته بأنها أيام غربته، والمسيح عاش متجردًا طوال حياته.
- نال يعقوب البكورية والبركة، والمسيح هو بكر بين إخوة كثيرين وهو أقنوم الحكمة والبركة.
- يعقوب استغله لابان خاله ولكن أنقذه الله من يديه، والمسيح أساء إليه اليهود واضطهدوه وصلبوه ولكن الله أقامه أى قام بلاهوته.
- يعقوب خدعه أولاده فى قتل قبيلة شكيم وفى بيع يوسف، والمسيح جٌرِحَ من أحبائه وتخلى عنه كل المقربين إليه عند الصليب.
ونقدم هنا ملخصًا لحياة يعقوب وهى :
- يعقوب الجنين فى بطن أمه (ص25).
- يعقوب يشترى البكورية من عيسو (ص25).
- يعقوب يغتصب بركة أبيه (ص27).
- حلم يعقوب والسلم (ص28).
- يعقوب يتزوج ويلد بنينًا ويعمل عند خاله (ص29، 30).
- الله ينجى يعقوب من مطاردة لابان خاله (ص31).
- مصارعة يعقوب للملاك (ص32).
- مقابلة يعقوب وصلحه مع عيسو (ص33).
- إعتداء شكيم على دينة ابنة يعقوب وانتقام أولاده منهم (ص34).
- إرتحال يعقوب إلى بيت إيل (ص35).
- يعقوب وابنه المحبوب يوسف (ص37-48).
- بركات يعقوب لبنيه وموته. (ص49)