This page is also available in: English
This page is also available in: English
موقع الدير: يقع الدير داخل مبنى البطريركية الحالى على امتداد صخرة الجلجثة
تاريخ النشأة:
بنظــرة ســريعة إلــى الــوراء حــول تطــور المــكان الحالــى للبطريركيــة نجــد أن مــكان البطريركيــة فــى القــرن الســابع قبــل الميــلاد كان مكانًــا للدفــن (مقبــرة) ثــم إلــى محجــر فــي عهــد هيــرودس الكبيــر ثــم إلــى مــكان الصلــب فــي أعلــى القمــه ( الجلجثــة ) وأيضًـا كان جــزءًا مــن معبــد (أفروديتــس) فــي القــرن الثانــي و الثالــث الميــلادى
وعندمــا أتــت الملكــهً هيلانه لتدشــين كنيســة القيامــه أعطــت قطعــت الأرض للبابــا
أثناســيوس الرســولي ( البابــا الـــ 20 مــن بابــاوات الكرســي الإســكندرى ) وقــام القديــس أثناســيوس الرســولى ببنــاء كنيســه ملاصقة لجــدران القيامــه التــي يمكــن أن نراهــا حتــى اليــوم
ثــم تــم إعمــار المــكان ثانيــة فــي العهــد العباســي ، ولكــن هُــدم المــكان فــي القــرن الحــادي عشــر الميــلادى ، ثــم أُعيــد إعمــاره فــي زمــن العزيــز ابــن الحاكــم و مــع دخــول الصليبيــن إســتولى الآبــاء الاوغســطينيون علــى المــكان و أضافــوا بابًــا لكنيســة القيامــة و المدخــل الحالــى و كنيســة ماريعقــوب.
إلــى أن جــاء الســلطان صــلاح الديــن الأيوبــى وأعــاد المــكان للأقبــاط، وقــام بتأكيــد ملكيــة الكنيســة القبطيــة لديــر الســلطان القبطـى
فــي عهــد الأنبــا باســليوس الكبيــر تمــت إضافــة المبنــى البطريركــي الحالــي وكنيســة الأنبــا أنطونيــوس و منــارة الأجــراس
حاليًــا تضمــن بطريركيــة الأقبــاط الأرثوذكــس بالقــدس داخلهــا ديــر القديــس العظيــم الأنبــا أنطونيــوس العامــر ، أيضًــا بهــا مقــر إقامــة رئيــس الأســاقفة والآبــاء الرهبــان و الشمامســة ، كمــا تضــم مدرســة الكليــة الأنطونيــة ( التــى تــم إضافتهــا فــى عهــد الأنبــا ياكوبــس فــى أوائــل الخمســينات مــن القــرن المنصــرم )
كنائس الدير:
يضــم ديــر القديــس العظيــم الأنبــا أنطونيــوس (داخــل بطريركيــة الأقبــاط الأرثوذكــس ) العديــد مــن الكنائــس وهــم :
١-كنيسة القديس العظيم مار يعقوب الأثرية
عنــد دخولــك لبطريركيــة الأقبــاط الأرثوذكــس تجــد ناحيــة اليميــن مدخــلا إلــى البطريركيــة الأصليــة القديمــة وهــى كنيســة القديــس مــار يعقــوب والتــى تُعــد جــزءًا مــن كنيســة القيامــة التــى دُشــنت عــام 335 م بحضــور قداســة البابــا أثناســيوس الرســولى – البطريــرك العشــرين مــن بطاركــة الكرســي الإســكندرى
الكنيســة مُقامــة علــى امتــداد صخــرة الجلجثــة التــى صلــب عليهــا الســيد المســيح – لــه كل المجــد وهــى أرض صخريــة كانــت مــكان الهيــكل الوثنــى الــذى بنــاه الإمبراطــور “هادريــان ” علــى اســم الإلــه فينــوس وحتــى الأن يوجــد بعــض الأحجــار مــن هــذا الهيــكل المســتخدمة فــى أعمــدة مبانــى كنيســة ماريعقــوب الأثريــة منــذ القــرن الرابــع الميــلادى
يوجــد بالمدخــل المــؤدى للكنيســة أعمــدة رخاميــة وحجريــة وتيجــان صليبيــة ومنــاور ، وعلــى اليســار ســاحة غيــر مغطــاة تــؤدى إلــى حجــرة كبيــرة علــى اليســار تقــع فــوق هيــكل حبــس المســيح الموجــود فــى كنيســة القيامــة
وعنــد دخولنــا للكنيســة نجــد خزانيــن قديميــن لميــاة المطــر منحوتيــن فــى صخــر أرضيــة الكنيســة وأيضًــا يوجــد مدفــن قديــم منحــوت فــى الصخــر لكــن لا نعــرف مكانــه حتــى الآن .
كمــا كان هنــاك ممــران خلــف الكنيســة تصــل بيــن المرحلــة الثامنــة و التاســعة لدخــول وخــروج المقدســين وحاليــا همــا مغلقــان منــذ عهــد صــلاح الديــن. كمــا نجــد معموديــة قديمــة جــدا والــذى يقــال إنهــا كانــت معموديــة كنيســة القيامــة كمــا ذكــر ” فريدريــك هايــر ” إذ قــال كان المؤمنــون يعتمــدون فــى الأســبوع الثانــى مــن الصــوم الكبيــر حيــث كان يقــف القديــس كيرلــس الأورشــليمي لوعظهــم قبــل العِمــاد وكانــت تلــك المعموديــة تقــع فــى الجهــة الشــمالية مــن القبــر المقــدس
وفــى الناحيــة الغربيــة الجنوبيــة مــن الكنيســة نجــد حائطًــا يفصلهــا عــن كنيســة القيامــة مــن جهــة حبــس المســيح والجــزء الســفلى للحائــط مبنــى بحجــارة ضخمــة هــي نفــس حجــارة جــدران كنيســة القيامــة الأصليــة أى منــذ العصــر البيزنطــى
تقــام الكنيســة علــى أربعــة أعمــدة مربعــة بتيجــان ضخمــة مربعــة علــى الطــراز الصليبــى تحمــل ســقف الكنيســة ثــم أضيــف إليهــا ثلاثة أعمــدة كبيــرة لكــى تســتطيع تحمــل الأبنيــة التــى بنيــت فوقهــا . كان هيــكل الكنيســة قديمــا مغطــى بالفسيفســاء الأبيــض والأســود الــذى كان يســتخدم فــى العصــر البيزنطــى ، وكان لهــذا الهيــكل حامــل أيقونــات قديــم مطعــم بالعــاج علــى التــراث القبطــى القديــم . ولكــن تهدمــت الكنيســة أيــام الحاكــم بأمــر اللــة وقــد تــم إعــادة بنائهــا فــى العصــر الصليبــى
بيــن عامــى 1995م – 1996م بــدأ ترميــم الكنيســة وإزالــة الأتربــة ومخلفــات البنــاء وترميــم المدخــل والكنيســة والأعمــدة وقــد تــم افتتــاح الكنيســة فــى ليلــة رأس الســنة الميلاديــة بســهرة روحيــة كيهكيــة مســاء يــوم 1999/12/31م والتــى انتهــت بالقــداس الإلهــى صبيحــة يــوم 2000/1/1م
وفــى الوقــت الحالــى تقــوم البطريركيــة بترميــم الكنيســة وإزالــة الأتربــة ومعالجــة الحوائــط مــن الرطوبة و إزالــة كافــة الأتربــة مــن الجــزء الغربــى الجنوبــى الــذى يــؤدى لهيــكل حبــس المســيح
٢-كنيسة ظهور السيدة العذراء مريم
كنيســة صغيــرة داخــل ســكن الآبــاء الرهبــان ، وفــي هــذا المــكان ظهــرت الســيدة العــذراء مريــم عـام 1954م وقــد شــاهدها المدرســون اللذيــن كانــوا فــى مدرســة الكليــة الأنطونيــة ، حينمــا شــاهدوا نــورًا ســاطعًا شــديدًا وشــاهدوا الســيدة العــذراء مريــم ، والنــور انتقــل مــن هــذا المــكان إلــى كنيســة الأنبــا أنطونيــوس ( ســوف نتحــدث عنهــا لاحقًــا ) و هذه كانــت بركــة كبيــرة للديــر ولجميــع الحاضريــن تــم تحويــل المــكان لكنيســة فــى عهــد نيافــة الأنبــا ياكوبــوس
٣-كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان
كنيســة كبيــرة تــم إنشــاؤها فــى عهــد نيافــة الأنبــا باســيليوس الكبيــر الملقــب ب ” المفضــال ” ، ولكــن تــم ترميمهــا مــن قِبــل الأبــاء المطارنــة اللذيــن أتــوا بعــدة وهــم : نيافــة الأنبــا تيموثــاؤس والأنبــا ياكوبــس ثــم الأنبــا باســليوس الرابــع و أخيــرًا الأنبــا أبرآهــام
الكنيســة بهــا مذبــح واحــد علــى اســم القديــس الأنبــا أنطونيــوس ، تزخــر جــدران الكنيســة بالعديــد مــن الرســومات و الأيقونــات الكبيــرة و التــى تشــرح مراحــل حيــاة الســيد المســيح لــه كل المجــد ، ونــرى أيضــا حامــل الأيقونــات ذا الطابــع البيزنطــي والــذى يزيــد الكنيســة روحانيــة
وفــى الكنيســة أيضًــا فــى الجهــة الخلفيــة نجــد مــزارًا صغيــرًا ” للســيدة العــذراء ” حيــث ظهــرت فــى هــذا المــكان عــام 1954م أيضًــا يقــوم نيافــة المطــران والآبــاء الرهبــان بعمــل التســبحة اليوميــة ورفــع بخــور العشــيات و القداســات بالكنيســة
٤-كنيسة القديس الأنبا بيشوى
وهــى كنيســة صغيــرة موجــودة بالديــر ، بهــا مذبــح واحــد علــى اســم القديــس العظيــم الأنبــا بيشــوى حبيــب مخلصنــا الصالــح ، وهــى كانــت فــى الأصــل مــن ضمــن فصــول الكليــة الأنطونيــة بالديــر
ولكــن فــى عهــد نيافــة » الأنبــا أبراهــام « تــم تحــول هــذا المــكان لكنيســة علــى اســم الأنبــا بيشــوى
والجديــر بالذكــر أن الكنيســة تضــم مقصــورة فــى الجهــة الخلفيــة تضمــن الكســوة الخاصــة التــى كانــت تكســو رفــات القديــس الأنبــا بيشــوى ممــا يعطــى للكنيســة طابعًــا روحانيًــا فريــدًا
٥-كنيسة وبئر الملكة هيلانه
علــى يميــن بــاب بطريركيــة الأقبــاط الأرثوذكــس وأمــام بــاب ديــر الســلطان القبطــى نــرى كنيســة القديســة هيلانه وتقــع كنيســة الملكــة هيلانه للأقبــاط الأرثوذكــس بجــوار ديــر الأنبــا أنطونيــوس
بــاب كنيســة الملكــة هيلانه هــو مقابــل ديــر الســلطان القبطــى الملاصــق للبطريركيــة ( الــذى اســتولى عليــه الأحبــاش فــى عــام 1970م وجــارى الآن محــاولات مــن الكنيســة القبطيــة لاسترجاعه ) وأهميــة هــذه الكنيســة ترجــع إلــى أن الملكــة هيلانه قــد اســتخدمت بئــر الميــاه الــذى بداخــل الكنيســة فــى بنــاء كنيســة القيامــة فــى القــرن الرابــع الميــادى
ويشــير نيوفيتــوس فــي كتابــه The Annals of Palestine “حوليــات فلســطين أو أحــوال فلســطين ” إلــى هــذا البئــر فــى معــرض حديثــه فــى مخطوطــه عــن أحــداث ســنة 1835م فيقــول :
” إن الأقبــاط أثنــاء عمليــة الحفــر فــوق مغــارة الصليــب لبنــاء مســاكن وغــرف للأقبــاط
مــن زوار المدينــة المقدســة عثــروا علــى بقايــا كنيســة كبيــرة أحجارهــا منحوتــة جيــدًا ، وتحــت مذبــح هــذه الكنيســة اكتشــفوا مســتودعًا للميــاه نصفــه منحــوت فــى الصخــر ونصفــه الآخــر مبنــى بالحجــر فرفعــوا منــه تــلا مــن الأتربــة والأحجــار التــى كان مطمــورا بهــا وقــد كلفهــم هــذا مصاريــف باهظــة “
ولهــذه الكنيســة هيــكل واحــد ولقــد قــام نيافــة الأنبــا باســيليوس الرابــع ، بتوســيع هــذه الكنيســة وذلــك بضــم الأماكــن التــى خلفهــا إليهــا ، كمــا قــام بتجديدهــا تجديــدا شــاملً ، وتــم اســتبدال مذبحهــا بمذبــح رخامــى جديــد وعمــل لهيكلهــا حامــل أيقونــات علــى الطــراز القبطــى ، وزُينــت الكنيســة بأيقونــات قبطيــة جميلــة وأُقيــم فــى الكنيســة مقصــورة جديــدة بهــا أيقونــة الملكــة هيلانه وابنهــا الملــك قســطنطين
كمــا تــم إعــداد الطريــق المــؤدى إلــى البئــر لتســهيل زيــارة المــكان ، وتقــام القداســات فــى هــذه الكنيســة علــى مــدار الســنة
بئر الملكة هيلانة داخل الكنيسة
بئــر الملكــة هيلانة يُعــد أحــد أهــم وأقــدم وأروع الأماكــن فــى مدينــة أورشــليم والموجــدود أســفل بطريركيــة الأقبــاط الأرثوذكــس عنــد المرحلــة التاســعة مــن طريــق الآلام ، وقــد إكتشــفته الملكــة هيلانه فــى القــرن الرابــع الميـلادى محفــورًا فــى صخــرة كبيــرة جــدًا حيــث كان ممتلئًــا مــن ميــاه الأمطــار النقيــة
وكان ترتيــب اللــه أن يصبــح هــذا البئــر المصــدر الوحيــد للميــاه اللازمــة لبنــاء كنيســة القيامــة ” كنيســة القبــرالمقــدس ” ، هــذا وقــد كانــت مياهــه تســتخدم للشــرب مــن قِبــل العمــال و الجنــود فــى ذالــك الوقــت وحتــى وقــت قريــب
فــى أســفل البئــر ســتجد مكانًــا فريــدًا مــن نوعــه تســتطيع أن تتمتــع فيــه بتجربــة غيــر مســبوقة لصــدى الصــوت المتميــز ممــا يعطــى بُعــدًا روحيًــا عميــق الأثــر أثنــاء ترتيــل الألحــان والترانيــم الروحيــة