من العجيب أن تجتمع هذه الثلاث فى آية واحدة فى رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية “فرحين فى الرجاء صابرين فى الضيق مواظبين على الصلاة” (رو12: 12)، والقديس بولس الرسول يقدم لنا خلاصة إختباراته فى الحياة مع المسيح من خلال كنيسته المقدسة فى حياتنا اليومية بآحداثها وآلامها، ولا حظوا معى أنه يبدأ بالفرح ثم بالصبر ويربط بينهما بالصلاة الدائمة، هذه هى مسيحيتنا الحقيقية.
أولاً: الفرح بسبب الرجاء الذى فينا :
الفرح من ثمر الروح القدس (غلا5: 22) كما أنه علامة الصحة الروحية فى كل يوم (فى4: 4)، والوعود الكتابية الكثيرة هى التى تمنحنا فرحاً مجيداً “لا تخف أيها القطيع الصغير فإن آباكم قد سُر أن يعطيكم الملكوت” (لو12: 32).
وفى وسط أمواج بحر هذا العالم “لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يو14: 27)، وكذلك لأن مسيحنا المصلوب قام وأنتصر على موت الخطية (1كو15) “قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين” (1كو15: 20)، ثم الأبدية المدعوين لها “لأن خفة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً” (2كو4: 17)،”لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً” (2كو1: 5).
ثانياً : الصبر فى الضيق :
أفضل مواجهة لضيقات الزمان هى بالصبر، لأنه سبق وأخبرنا بأنه “فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم” (يو16: 33)، وفى الكتاب المقدس الكثير والكثير من الشخصيات التى عاشت هذه الإختبارات أمثال يوسف الصديق، إبراهيم وتقديم إسحق ابنه، إستير وهامان الشرير، أيوب البار، وغيرها، وبالحقيقة “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو8: 28).
ثالثاً : الصلاة بمواظبة :
هى صمام الأمان فى الفرح والضيق، وهى أقوى معين فى أوقات الأزمات والألم، وهى التى تجلب التعزية والهدوء كما أنها تحرك يد الله العظيمة، وهى التى حولت نار الآتون إلى ندى بارد فى قصة الثلاث فتية.
وهى التى سدت أفواه الأسود أمام دانيال النبى، وهى التى حركت جبل المقطم ونقلته من موضعه، وهى التى حفظت المسيحية على أرض مصر منذ القرن الأول الميلادى، فى كنيسة قوية مزدهرة لا تقوى عليها أبواب الجحيم أبداً، واظبوا على الصلاة دائماً.