مقتطفات من كلمة قداسته بمناسبة تدشين كنيسة مارمينا بفيينا/النمسا. السؤال الذى يطرح نفسه الآن ونحن ندشن الكنيسة هل دشنت أنت المذبح الخاص بك؟ هذا القلب هو مذبحك الخاص بك، هل مذبحك مُدشن للمسيح؟
أنت مُدشن بالميرون نعم، ولكن هل يصلح أن نُدشن مذبحاً ولا نصلى عليه ليلاً ونهاراً؟! ونقدم الذبائح عليه ونرفع الطلبات؟!. مذبحك الخاص قلبك يحتاج إلى ثلاثة لكى يصير مُدشناً وحياً، الصلوات المرفوعة، ثم القراءات المفتوحة، ثم الأسرار المقدسة.
أولاً : أن تكون لك صلوات دائمة بإستمرار :
ما بين قصيرة وطويلة مثل كيرياليسون وهللويا وقطع الأجبية والمزامير والطلبات الخاصة التى ترفعها عنك وعن أسرتك والذين طلبوا منك، وكذلك التسبيح بالأبصلمودية والترانيم والألحان والمطانيات الكثيرة، كل هذه ذبائح ترفعها لله على مذبح قلبك الذى دُشن بالميرون.
ثانياً : أن يكون مذبحاً حياً بالكلمة المقدسة إنجيلك :
وكيف ونحن لا نقرأ الإنجيل نتعرف على السماء؟! وفى المزمور الأول نقول “طوبى للرجل الذى فى طريق الخطاة لم يقف وفى مجلس المستهزئين لم يجلس، لكن فى ناموس الرب يلهج نهاراً وليلاً وفى ناموس الرب مسرته” وناموس الرب هو الإنجيل نلهج فيه نهاراً وليلاً.
تُرى هل بيتك فيه كلمة الله أم كلام العالم؟ تُرى هل بيتك مقدس وكلامك فى البيت مملح بالروح القدس وبالوصية، أم كلامك أصبح كلام العالم، ولساننا ينزلق بكلمات العالم؟ دشن مذبحك بالكلمة المقدسة، بإنجيلك كل يوم، والكتاب يقول لنا “من له أذنان للسمع فليسمع” كما ورد فى سفر الرؤيا، وهو السفر الذى يطلق عليه سفر “الأعداد للأبدية أو الخروج للأبدية”.
ثالثاً: المذبح نقيم عليه سر التناول :
لكى نستعد له نمارس سر التوبة والأعتراف، فهل قلبك يمارس التوبة والأعتراف، هل تجتهد أن تجعل قلبك نقياً؟ “طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله” (مت5: 8)، هكذا ترى الله وأنت على مذبحك وتشعر بحضوره، هل يأتى المسيح ويسكن فيه ويستريح فيه؟
نحن نسمى المذبح مسكن الله، وهكذا يصير قلبك مسكناً لله، وأنت عندما تمارس سر التناول، تأخذ جسد ودم المسيح ويختلط بك وبحياتك ويحيا فيك “من يأكل جسدى ويشرب دمى يثنت فى وأنا فيه” (يو6: 56).
قل له يارب أنا سعيد بتدشين هذه الكنيسة ولكن أقبل طلبتى بأن تجعل قلبى هذا هو أيضاً مذبحاً سرياً لك… لا يراه أحد، أنا يارب أحافظ عليه وأرفع من خلاله صلوات وأقرأ من خلاله قراءات فى الإنجيل والكتب المقدسة، ومن خلاله أجعل قلبى نقياً، ومن خلاله أتقدم إلى الذبيحة المقدسة وأتناول منها “ياربى يسوع المسيح أجعل من قلبى هيكلاً لروحك القدوس” (من صلوات تدشين الكنائس).