ونحن فى غمرة الأحداث التى تمر بها بلادنا العزيزة مصر، وشعبها العظيم صاحب تراث وحضارة آلاف السنين وهذه الفترة الحرجة والتضارب الموجود بخصوص مستقبل مصر.
ولكن لنا كل الثقة فى الله الذى حافظ على بلادنا فى الماضى، وسيحفظها فى الحاضر والمستقبل وكيف أنه -تبارك اسمه- يتسع قلبه لكل البشر مهما تعاظمت أخطائهم وخطاياهم. ولنا فى الكتاب المقدس أمثلة كثيرة:
إنه إله الفرصة الثانية :
دائماً يمنح الإنسان الخاطئ أو المقاوم أو المعاند فرصة ثانية للتوبة وللنجاة. كان بطرس الرسول تلميذاً من تلاميذ السيد المسيح، ولكنه سقط فى خطية إنكار سيده قبيل الصليب بساعات… وبعد القيامة ظهر له السيد المسيح وتوبه (يو21).
وكذلك المرأة الخاطئة التى ضُبطت فى ذات الفعل وأراد اليهود تطبيق الناموس عليها ورجمها وقتلها، وهم فى فهم خاطئ للشريعة اليهودية. أما السيد المسيح فقد عالج الموقف بإتساع قلب وربح أثنين : اليهود الذين كانوا يريدون قتلها والمرأة التى سقطت.
إنه أيضاً إله الأبوة المتدفقة :
فالله الخالق العظيم يشمل بأبوته كل أحد من البشر وأبوته تتدفق نحو كل الخليقة، ولذا ندعوه فى صلواتنا “يا أبانا الذى فى السموات…”.
فى مثل الإبن الضال الذى أستمر فى عناده وترك منزله وأسرته وحياته، وخرج بعيداً وصار شريداً. إلا أن أباه ظل ينتظر عودته بفارغ الصبر وبأبوة حانية… وعندما عاد كرمه وفرح به (لو15)، ولم يتحدث معه عن ماضيه المخزى، بل فتح صفحة جديدة فى الحياة التى يجب أن تستمر بإيجابية.
إنه أيضاً إله اللحظات الأخيرة :
فالحياة الإنسانية ما هى إلا ساعات ولحظات… والله هو صاحب الزمن فيها وصاحب التدبير لحياة الإنسان، كان التلاميذ مع السيد المسيح فى مركب يعبر بحر الجليل (بحيرة طبرية فى شمال فلسطين).
وتعمد السيد المسيح أن ينام، وهاج البحر وإشتدت الرياح، وكادت المركب تغرق… وصرخ الجميع طلباً للنجاة (مر4)، “فقام وأنتهر الريح”، وقال للبحر “أسكت!أبكم!”. فسكنت الريح وصار “هدوء عظيم”.
إنه إله المغفرة الشاملة :
مهما تعاظمت خطايا الإنسان ومهما تراكمت وتعمقت يوجد إله محب يغفر ويمنح حياة جديدة… كان شاول الطرسوسى اليهودى مفترياً يضطهد كنيسة الله بإفراط فى أواسط القرن الأول الميلادى… وفى منتصف حياته (عاش حوالى 62 سنة، قضى نصفها بعيداً عن المسيح) ظهر له السيد المسيح وغفر له كل ما صنع، وبدأ معه صفحة جديدة وصار رسولاً وكارزاً فى قارة أوربا كلها….
هذا هو إتساع قلب الله نحونا جميعاً.