قال الشيخ الروحانى “عندما تتحدث عن المحبة إخلع نعليك أنك تتحدث عن الله” فالمحبة كلمة من الكلمات واسعة المعنى وشاملة للحياة، فالمحبة هى هبة من الله للإنسان لكى ما يستطيع أن يقوم بفعل الحب، هى سر داخل الإنسان به يستطيع أن يحب الآخر، والمعنى المختصر للمحبة هى شخص الله ذاته، وحيث توجد المحبة يوجد الله.
المحبة الأخوية هى الوصية الجديدة كل يوم :
ومن يدقق فى حياة السيد المسيح يجد أن المحبة كانت محور تعاليمه أو معجزاته، (نجد ذلك فى قصة السامرى الصالح والمفلوج المحمول من الأربعة) يقول القديس يوحنا “من لا يحب أخاه يبق فى الموت” (1يو3: 14)، وكل إنسان فى البشرية هو أخى، إنك تستطيع أن ترى الله فى كل إنسان تقابله فى الحياه.
المحبة الأخوية دليل علاقة قوية بينك وبين ربنا :
والدليل على ذلك إنك تحب الآخر مهما فعل هذا الآخر فالمحبة تمتد حتى “أحبوا أعدائكم” وليس فقط أن أحب من يحبنى أو يتعامل معى بلطف، من أقوال القديس أغسطينوس “أن المحبة هى العلامة الوحيدة التى تميز أولاد الله”.
والمحبة الأخوية هى مقياس لشكل عبادتنا :
ففى الموعظة على الجبل يتكلم المسيح عن أساسيات العبادة وهى الصوم والصلاة والصدقة، فهى تعبير عن المحبة الأخوية والشعور بالآخر، والصدقة ليست عن طريق الأموال فقط، ولكن أى شئ يُقدم بصدق فى المشاعر.
وهى معيار للدينونة :
فعندما نقف أمام الله سيسألنا كيف عاملنا أخوتنا فى البشرية، “بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم” (مت25: 4)، المحبة الأخوية هى يد تمسك بالمنشفة والآخرى تمسح الأقدام.
وهى قيامة مستمرة وحقيقية :
يجب أن نعرف أن محبة المسيح للبشر هى التى جعلتنا نستطيع أن نحب البشر وهذه المحبة ظهرت خلال الصليب والقيامة، فالإنسان المسيحى يرى فى كل إنسان أخ له مات المسيح من أجله “هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم” (يو15: 12).
وتظهر المحبة الأخوية فى خدمتنا للمتألمين مثل العمل التطوعى (أولاد الشوارع والأيتام والمعاقين وغيرهم) “نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة” (1يو3: 14).
وأثناء الإضطهاد الشيوعى فى روسيا، أثر المسيحيون فى مضطهديهم بسبب المحبة والتى جعلتهم متعجبين من أين تأتى هذه المحبة، وفى مصر أصبح الشاب باخوميوس مسيحياً وراهباً وأب الشركة، بسبب المحبة التى قدمها أهل أسنا له وللجنود الذين معه عند مرورهم من هناك.
المحبة الأخوية هى الإحتمال بطول أناة ولطف :
ففى كل مرة نحتمل الصليب، يجلب لنا إكليلاً، فقد أحتمل المسيح بولس الرسول حوالى نصف عمره، كذلك إحتملت القديسة مونيكا زوجها حتى آمن وهو على فراش الموت، ثم إبنها أغسطينوس حتى تاب، وفى العهد القديم نقرأ عن أبشالوم وأخطاؤه الكثيرة، ولكن داود النبى وهو والده كان يقول “ترفقوا لى بالفتى أبشالوم” (2صم18: 5).
وهى إمتصاص الأخطاء :
مثلما فعل الرب مع القديس بطرس، حيث رده إلى رتبته برغم إنكاره، بينما يوجد من لا ينسى أخطاء الآخرين بل يجمعها لهم “محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة” (أف4: 2).
وفى المحبة الأخوية يكون الإنسان بشوشاً :
مثلما تعامل المسيح مع الشاب الغنى (مر10) مبتسماً وبشوشاً “فنظر إليه يسوع وأحبه” (مر10: 21)، كذلك عندما قابل المسيح زكا (لو19) وهو معلق على الشجرة وكان هذا هو السبب الذى أرجعه للمسيح (روح الفرح).
المحبة الأخوية مقياس للسماء :
يقول ذهبى الفم “لا تنتظر أن يحبك الآخر بل أقفز بمحبتك نحو الآخر” ليس شئ يخلق منا أصدقاء للسماء مثل السعى بغيرة لإكرام الأخر، فالمحبة الأخوية هى جواز المرور للسماء. ليعطينا الرب أن نحب الكل من قلب نقى. ألقيت يوم 15-3-2009 م.