صلى قداسة البابا تواضروس الثاني قداس عيد خميس العهد صباح اليوم بكاتدرائية دير الشهيد العظيم مارمينا.
هذا ومن المنتظر أن يصلي قداسة البابا صلوات الجمعة العظيمة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم صلوات لقان وقداس خميس العهد بدير الشهيد مارمينا العجايبي بمريوط.
وتحتفل الكنيسة اليوم في خميس العهد أو الخميس الكبير، بذكرى تسليم السيد المسيح تلاميذه سر الإفخارستيا وهو سر من أسرار الكنيسة.
كما يصلى فيه صلوات اللقان والتي تنتهي بقيام الكاهن بغسل أرجل الشعب تنفيذًا لوصية السيد المسيح التي أوصى التلاميذ بهذا بعد أن غسل أرجلهم.
“فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ:”أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.”
(إنجيل يوحنا ١٣ : ١٢ – ١٥).
عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس خميس العهد من دير الشهيد مارمينا العجائبي.
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.
في هذا اليوم خميس العهد وهو عيد سيدي نحتفل بكل طقوسه وأحداثه في أسبوع الآلام من البصخة المقدسة.
وأحداث هذا اليوم صنع السيد المسيح الفصح الآخير وغسل أرجل تلاميذه ثم تم تأسيس سر التناول وكان هناك حديث العليا نجده في إنجيل معلمنا مار يوحنا إصحاحات (١٣/١٤/١٥/١٦) ونجدها في قراءات البصخة المسائية كآخر حديث قبل الصليب ثم صلاة البستان حيث رفع السيد المسيح صلاة شفاعية وداعية في يو ١٧ وكما تعلمون يوحنا الحبيب كان القريب لذلك هو الوحيد الذي سجل هذه الصلاة بكل عبارتها فهي تعتبر صورة عميقة للصلاة وكيف أن يرفع الإنسان قلبه إلى الله.
في البصخة اليوم هناك طقس فريد هو طقس خيانة يهوذا وفي هذا اللحن يذكر إسم يهوذا ٦ مرات ورقم ٦ يرمز للنقصان فكان سلوك يهوذا ناقصا خائنا.
ونتذكر ان حياة التلاميذ مع السيد المسيح لها ثلاثة مراحل وهي:
١ – مستمعين : استمعوا لعظات السيد المسيح مثل العظة على الجبل والأمثال التي كان يقدمها
٢- مشاهدين : يروا بأعينهم معجزات عديدة مع الطبيعة، المرضى، البعيدين، أقام موتى
٣- مشاركين : عند القرب من الصليب شاركوا بدور فعال وفي خميس العهد الجديد اليوم السابق للصليب شاركوا السيد المسيح في مشهدين :
الأول : غسل الأرجل : محبة أظهرت في صورة إتضاع. فغسل السيد المسيح أرجل تلاميذه وهذا منافي للعرف فالتلميذ هو الذي يغسل أرجل معلمه لذلك اعترض بطرس الرسول لكن عندما أدرك أراد أن يغسله السيد المسيح بالكلية. ودرس الاتضاع ليس بصورة استثنائيه لكنه آخر درس قبل الصليب لكي يثبت أمام التلاميذ أن المحبة إتضاع ولها صور عديدة منها غسل الأرجل. ولماذا هذا الفعل “غسل الأقدام” بالذات؟
لثلاثة أسباب :
١) الأقدام تحمل الإنسان : محتملين بعضكم بعضا كما نصلي في قطعة بولس التي في صلاة باكر. فخدمتكم هي الإحتمال فعندما تحتمل الآخرين وكأنك غسلت أقدامهم.
٢) تسند الإنسان : إسندوا الضعفاء : والضعفاء هم صغيري السن، المرضى، من كانت إمكانيتهم ضعيفة، ذوي الاحتياجات الخاصة من كان ضعيف في العلم او صحته او حتى إيمانه إسندهم بتغسل أقدامهم
٣) سبب للتقدم : كما في مسابقات الجري والتسلق والمشي : شجعوا صغار النفوس : فتشجيعك للآخرين يساعدهم في تقدمهم.. شجع بإبتسامة بمكالمة بزيارة.
غسل الأرجل فعل صنعه السيد المسيح فالمحبة تحولت إتضاعا ونحن ان أردنا أن نغسل أرجل الآخرين فلنا: نحتمل الآخرين، نسند الضعفاء، نشجع صغار النفوس.
المشهد الثاني : سر الافخارستيا : فعل المحبة يؤول للوحدانية.
فهذا هو تذكار أول مرة يعلمنا فيها السيد المسيح سر التناول فهذا هو أساس القداس وبذرته. بعد إتمام الفصح أي العهد القديم بدأنا العهد الجديد “خذوا كلوا هذا هو جسدي” “خذوا اشربوا هذا هو دمى” فأصبح طقس أن نتناول الجسد والدم فيصير فينا ونحمله في داخلنا… إي إمتياز وكرامة. السيد المسيح صنع هذا السر لكي ما نثبت فيه ويثبت فينا كأغصانا في الكرمة.
لكن لما إختار حبات القمح (يصنع منها الخبز) وحبات العنب (يصنع منها الخمر)؟
– في تحولها لتصير خبزا أو خمرا ١) تتعرض للنار الذي هو شكل من أشكال الآلم.
٢) تطحن شكل آخر من أشكال الألم.
٣) تتجمع لتصير واحد سواء كان الخبز أو كأس الخمر
ففي غسل الارجل علمنا السيد المسيح ان المحبة تتخذ شكل الاتضاع وفي سر الافخارستيا المحبة تؤول إلى الوحدانية
وعند التناول يتقدم الرجال من جهة والسيدات من جهة ويخرج الجميع من باب واحد لأننا توحدنا في سر التناول. المحبة الحقيقة هي التي توحد فإذا كان هناك بيتا او خدمة منقسمة فذلك لنقصان المحبة.
هذا هما الدرسان المحبة تظهر في صورة إتضاع ووحدانية.
أرفع قلبك واطلب ان يكمل المسيح المحبة في قلبك ويعلمك الاتضاع في بيتك وخدمتك وتكون سببا للوحدانية وليس الانقسام.
نحن نصلي اليوم في دير القديس مارمينا العجايبي العامر ببرية مريوط ببركة الآباء الأحباء ونيافة الأنبا كيرلس أسقف الدير. نأخد بركة الصلاة بقديسي الدير والبابا كيرلس السادس ونفرح إننا في هذه المناسبات الطيبة نأخذ بركة مواضع القديسين مثل القديس مارمينا العجايبي.
يعطينا مسيحنا القدوس أن تكون حياتنا مرضية أمامه إلى النفس الأخير يعطينا أن نمجده وأن تمتلئ قلوبنا بكل محبة متضعة و بالمحبة التي تصنع الوحدانية لألهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.