ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت، دون حضور شعبي.
واستكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة “الاتحاد الزيجي” كأساس لبناء أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول الأصحاح الثالث من رسالة القديس يعقوب الرسول، وأشار إلى “مفردات التفاهم الحسن” في الزواج، وأوضح أن الاختلاف في حياة الأسرة أمرًا مفيدًا وفرصة قوية جدًّا لكي يكتشف الطرفين بعضهما أكثر فأكثر، وأشار إلى أشكال التواصل والتفاهم :
لفظيًّا : بالكلام عن الأفكار والمشاعر بملامح الوجه، وبنبرة الصوت.
غير لفظيًّا : بدون كلام، لكن بالعين، بالغضب وبالفرح وبالترحيب.
وأوضح قداسة البابا عيوب التواصل (الإرسال) :
١- قلة الكلام أو عدم الكلام.
٢- عدم وضوح الكلام والمقصود.
٣- عدم القدرة على التعبير وعدم احترام مشاعر الآخر.
٤- استخدام الألفاظ القاسية.
كما أوضح قداسته عيوب استقبال الكلام :
١- عدم الاستماع الجيد، “لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ” (يع ١: ١٩).
٢- تأويل الكلام بحساسية شديدة.
٣- عدم القدرة على فهم مشاعر الآخر.
٤- التمادي في عمق المشكلة وافتراض مفاهيم خاطئة في المواقف.
وأشار قداسة البابا إلى أسباب الخلافات التي قد تنشأ داخل البيت (أخطاء التفاهم) :
عدم الإنصات الجيد.
التركيز على الذات.
مجال التوتر داخل البيت ربما بسبب اختلاف القيم واختلاف تحديد الأدوار، أو تدخل طرف ثالث بينهما.
واستكمل قداسته عن كيف نجعل رحلة الزواج رحلة رائعة من خلال :
الزواج يحتاج عناية ومهارة وصيانة واهتمام.
الزواج فن عطاء: بين الطرفين، وما بين الطرفين وبين أولادهم، وما بين الأسرة والمجتمع.
الزواج يحتاج إلى مشاركة الطرفين في بعض الأنشطة.
تجديد الحياة وكسر الجمود.
ووضع قداسة البابا مفردات التفاهم من خلال :
١- أنصت للآخر جيدًا.
٢- اقبل الآخر جيدًا.
٣- افهم الآخر جيدًا.
تأتي هذه السلسلة التعليمية اتساقًا مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة” الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة التي عقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في الحلقة الأولى من السلسلة يوم ١٥ يونيو الماضي.
طالب قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم كافة إيبارشيات وكنائس الكرازة المرقسية في مصر بضرورة مراعاة ترشيد استهلاك الطاقة بسبب زيادة الأعباء على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية.
جاء ذلك خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعي والذي عقد مساء اليوم في المقر البابوي بالقاهرة.
وقال قداسة البابا:
“أريد أن ألفت نظر حضراتكم لتصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أمس واليوم عن أمر هام جدًّا، أنه يوجد أزمة في العالم لكل دول العالم بما فيها دولتنا، وبما أن مصر دولة نامية ودولة كبيرة السكان عددًا، وبما أن مصر مواردها محدودة ويوجد تحديات حولها من كل ناحية، لذلك لا بد أن نشعر بهذه الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم ومؤثرة تأثير شديد جدًّا على بلادنا، الدولة والحكومة والقيادة السياسية يبذلون أقصى ما عندهم بحيث أن نعبر هذه الأزمة بأقل المتاعب، ولكننا مرتبطين بدول العالم كله، لذلك المناشدة التي قدمها السيد رئيس مجلس الوزراء بتقليل وتخفيض استهلاكات الطاقة بصفة عامة أمر هام لكل بيت ولكل أسرة ولكل كنيسة، ولهذا أناشد جميع الكنائس والإيبارشيات بتقليل استخدامات واستهلاكات الطاقة والإنارة والتكييفات .. ، لأن إنارة لمبة واحدة سيحدث فارقًا كبيرًا، والدولة في احتياج لكل عملة صعبة بسبب ارتفاع الأسعار الشديد جدًّا في العالم، لذلك يجب أن نشترك جميعًا في تنفيذ ذلك، وأناشد الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة في الكنائس وبيوت الخدمة وبيوت الخلوة وفي الخدمات المتنوعة، تقليل الإضاءة وتقليل الاستخدام للطاقة بكل صورة ممكنة، ويجب أن نشارك جميعًا وباهتمام شديد لكي الله يعبر بنا هذه الأزمة التي قد تمتد إلى مارس القادم، هي أزمة كبيرة مع دخول الشتاء ومع استخدامات الغاز، بالحقيقة ربنا أعطانا حقول عديدة كمصدر للغاز ولكن في نفس الوقت يوجد دور ومسؤولية كل واحد فينا، لذلك أحب أن الجميع يلتفت ونبدأ من اليوم في كل المباني الملحقة بالكنائس وكذلك مباني الكنائس، فلا داعي لإضاءة صحن الكنيسة بإضاءات كبيرة، ولا ننسى أن عشنا زمانًا طويلًا على الشموع والقناديل، ويصير اليوم الإحساس بهذه المشكلة وهذه الأزمة الكبيرة كواجب وطني من الضروري أن نشارك فيه، على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، حتى أن الدولة والحكومة أجلوا زيادات فواتير الكهرباء لأول السنة الجديدة لتخفيف الأعباء على كل إنسان، لذلك دورنا أيضًا أن ننتبه لذلك، أرجو السلامة للجميع وأرجو أن نحتمل الأزمة جميعًا إلى أن تعبر بسلام وتعود حياتنا إلى طبيعتها الجديدة”
This page is also available in: English