ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية بالعباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
بدأ قداسته سلسلة تعليمية جديدة بعنوان “قاموس الزيجة”، وتناول أوّل حلقاتها عن “الاحتواء” كأحد كلمات النجاح الزيجي، من خلال المزمور ٩١، وتحدث عن الاحتواء من خلال ثلاث صور:
السيد المسيح على الصليب يحتوي المسكونة كلها.
آدم كان يحتوي حواء كأحد ضلوعه.
حواء تحتوي كل إنسان يولد.
وأشار إلى أن صور “الاحتواء” في الأسرة من خلال:
١- الستر:
في التعامل مع الآخر حتى وإن كان به ضعفات أو عدم قبول لشخصك، كما فعل السيد المسيح مع المرأة السامرية، “حَسَنًا قُلْتِ… هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ” (يو ٤: ١٧، ١٨)، وبهذه الرقة معها صارت كارزة في بلدها، فإذا شعر الإنسان بستر الله له ستتدفق الرحمة من القلب.
٢- الاحتمال:
في احتمال الآخر واحتمال الأبناء في مختلف مراحل عمرهم، كما فعل السيد المسيح مع بطرس الرسول، “فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا” (لو ٢٢: ٦٢)، “«يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ارْعَ غَنَمِي” (يو ٢١: ١٧)، والتغاضي عن الهفوات.
٣- طول الأناة:
في النضوج وتحمل المسؤولية، “مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ” (مت ١٩: ٥)، كما فعل السيد المسيح مع شاول الطرسوسي الذي صار بولس الرسول تلميذًا للسيد المسيح، “«يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»” (أع ٩: ٦)، طول الأناة على الأبناء بالممارسة والحياة.
٤- الرحمة:
الرحمة في وقت الأزمة، “«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!» … أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ … «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»” (يو ٨: ٧، ١٠، ١١)، بالإنسانية بدأت هذه المرأة حياة جديدة، التعامل مع الأزمة بحكمة ورحمة تستطيع كسب الكل.
٥- الطمأنينة :
عدم جرح الآخر وبث روح الطمأنينة في المحيطين، والتغاضي عن الماضي، “وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ” (لو ١٥: ٢٠)، هذه الصورة يحتاجها الجميع، بكلمة حلوة أو ابتسامة، أو باقتراح لحل مشكلة معينة، بالصلاة معًا.
وتعد هذه السلسلة هي ثاني السلاسل التعليمية الخاصة بالأسرة المسيحية، وذلك بالتزامن مع إطلاق عام “أسرتي مقدسة”، الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة، التي عُقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية.
قداسة البابا عن أسقفية الخدمات: كيان كبير يخدم ويقدم نموذجًا رائعًا للخدمة المنظمة والناجحة المنتشرة في كل ربوع مصر
أكد قداسة البابا أن أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية هي كيان كبير يخدم ويقدم نموذجًا رائعًا للخدمة المنظمة والناجحة المنتشرة في كل ربوع مصر، وأنه توالى على مسؤولية الإشراف عليها العديد من أحبار الكنيسة. ولفت إلى أنه من الأشياء الجميلة أن يوجد تعاون مع أسقفية الخدمات وجهات كثيرة في الدولة.
جاء ذلك خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعي الذي عقده قداسته في كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم. وقال قداسة البابا:
“غدًا وبعد غد مناسبة هامة جدًّا، وهي مناسبة احتفال الكنيسة بأسقفية الخدمات ومرور ٦٠ سنة على إنشائها. أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية وهذه الأسقفية أنشأها قداسة البابا كيرلس السادس، وسام لها أول أسقف هو الأنبا صموئيل الذي استشهد في حادث المنصة عام ١٩٨١، والذي ظل ما يقرب ٢٠ سنة يقود هذه الأسقفية باقتدار بالغ جدًّا، وقام بأعمال عظيمة جدَّا، والحقيقة كان محبوبًا في مصر ومن البابا كيرلس وأيضًا محبوبًا من كل الهيئات الخارجية والتعاون مع الكنائس الموجودة في العالم، وعبْر تاريخ الأسقفية مرَّ عليها عدد من الآباء الأساقفة والمطارنة، المتنيح الأنبا أثناسيوس والذي كان مطرانًا لبني سويف، وقاد الأسقفية لشهور معدودة، وأيضًا الأنبا سيرابيون ظل مسؤولًا عن الأسقفية لمدة ١٠ سنوات، ثم الأنبا يوأنس والذي ظل حوالي ٢٠ سنة، وحاليًا المسؤول عن الأسقفية الأنبا يوليوس منذ ٧ سنوات، ومعه فريق عمل كبير. الاحتفال بمرور ٦٠ سنة على كيان كبير يخدم ويقدم نموذج رائع للخدمة المنظمة، والخدمة الناجحة والخدمة المنتشرة في كل ربوع مصر. ومن الأشياء الجميلة أنه يوجد تعاون مع أسقفية الخدمات وجهات عديدة في الدولة، وهذا تعاون مشترك جميل، وكما شاهدنا من عدة أيام احتفالية “بنت الملك”، وهو أحد مشروعات الرعاية الاجتماعية، وهذا المشروع تحت مظلة أسقفية الخدمات، وهذه مناسبات طيبة نعيش بها ونتمتع بها، ونشكر ربنا عليها”
قداسة البابا: فك رموز حجر رشيد هو بداية معرفة علوم الآثار المصرية
أشار قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال العظة باجتماع الأربعاء الأسبوعي، مساء اليوم إلى الاحتفالية التي أقيمت بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس بمناسبة مرور مئتي عام على حل رموز حجر رشيد.
وجاء نص ما قاله قداسة البابا كما يلي:
“احتفلنا أمس بمرور ٢٠٠ سنة على فك رموز حجر رشيد، وهذا حدث هام جدًّا في تاريخ مصر وفي تاريخ الآثار المصرية، بل ويُعتبر بداية معرفة علوم الآثار المصرية. هذا الاكتشاف تم من ٢٠٠ سنة، وتم من خلال عالم فرنسي “شامبليون” وله تاريخ جميل، وهذا العالم من صغره عرف اللغات، وظل متحيرًا أمام الحجر الذي اُكتشف من ٢٠ سنة، وطوال هذه الفترة ظل يدرس اللغات، حتى عرف أن مفتاح هذه اللغات المصرية القديمة مع اللغة اليونانية هو اللغة القبطية، وكان يوجد كاهن قبطي مع الناس التي عادت بعد الحملة الفرنسية، وذهب إلى فرنسا، وبدأ في البحث عن أحد يعرف لغات هذا الحجر، وكان هذا الكاهن، وكان اسمه أبونا “يوحنا الشفتشي” ويبدو أن الشفتشي نسبة إلى بلد، وهناك بدأ يُعرفهم اللغة القبطية، ومن خلال اللغة القبطية ومقارناتها بكلماتها، بدأ يفك رموز هذا الحجر، ومن فك الرموز استطعنا معرفة كل المكتوب على جدران الآثار المصرية الكثيرة جدًّا، والموجودة على الحجر أو في مخطوطات أو في مقابر، إلى آخره.. بالأمس كانت توجد احتفالية بهذا الحدث الذي يهم الكنيسة جدًّا، لأن اللغة القبطية ليست لغة نصلي بها فقط، ولكنها لغة حياة لأناس كانوا يعيشون بها ويتكلمون بها، ويبيعون ويشترون بها، ويلقون التحية بها على بعضهم البعض، ويعملون بها في الدواوين، ويتعاملون بها في القضايا، وكانت هي اللغة السائدة في مصر، ومع دخول اللغة العربية بدأوا يكتبون كلمات اللغة العربية بحروف قبطية، نحن نفعل العكس هذه الأيام، نكتب القبطي بالعربي، ويوجد كتب عُرفت في التاريخ باسم كتب السلالم، وحتى القرن العاشر الميلادي كانت مصر تتحدث القبطية، وفي القرن العاشر الميلادي بدأ يوجد الإثنان معًا، القبطي والعربي، وبدأت اللغة القبطية تنكمش قليلًا إلى داخل الكنائس، والآن نصلي ونسبح ونرنم بها، فاللغة القبطية هي لغة حياة، ولغة حضارة، ولكن أصبحت اليوم صفتها أنها لغة عبادة نستخدمها، وحتى كنائسنا بالخارج تستخدم مقاطع كثيرة باللغة القبطية فيها معاني الشعر، والأوزان موزونة على اللغة القبطية، وهكذا في مجالات كثيرة.. بالأمس قدمت مطرانية ملوي مع نيافة الأنبا ديمتريوس مع أبنائه الكهنة والشعب والخدام، عرضًا مسرحيًّا في دراما تاريخية فائقة الجمال، وأحييهم جميعًا وأحيي ما قدموه، قدموا الأناشيد باللغات الهيروغليفية والقبطية والعربية، والنشيد الوطني المصري، وقدموا ترانيم، وقدموا تعريف للغة وتعريف للحروف، وأنها لغة موسيقية نتعلمها كلنا، قدموا أمس آداءً جميلًا جدًّا، وكانت مناسبة جميلة للكنيسة مع معهد الدراسات القبطية مع معهد الآثار الفرنسي في مصر، يشتركون في إحياء هذه المهمة الجميلة والمناسبة العظيمة، مناسبة مرور ٢٠٠ سنة على فك رموز حجر رشيد، وطبعًا رشيد هي المدينة الموجودة في محافظة البحيرة، وعلى اسمها فرع رشيد”.