ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالمقر البابوي بالكاتدرائية العباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
استكمل قداسته سلسلة “محطات رحلة الصوم الكبير وربطها بحياة الأسرة”، وتناول جزءًا من الأصحاح الرابع في إنجيل معلمنا متى (الأعداد من ١ إلى ١١)، وأشار قداسته إلى موضوع الأحد القادم وهو “أحد التجربة”، وحروب عدو الخير التي واجهها السيد المسيح بعد صيامه وأشكالها في حياة الأسرة، من خلال:
١- شهوات الجسد “فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا” :
شهوة الطعام والسمنة “«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا»” (مت ٤: ٣).
المتعة الحسية وحب التملك والقنية، كما في مَثَل الغني الغبي “إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُهُ، … وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَتِي وَخَيْرَاتِي، … فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟” (لو ١٢: ١٦ – ٢٠)، والشهوة الأخلاقية كما فعل أمنون مع ثامار “ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدًّا، حَتَّى إِنَّ الْبُغْضَةَ الَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: «قُومِي انْطَلِقِي».” (٢صم ١٣: ١٥).
٢- شهوة العظمة والغرور “فَاطْرَحْ نَفْسَكَ”:
التعالي في المظهرية والوجاهة الاجتماعية، وكيف يكون الإنسان مشهورًا.
“الأنا” في التعامل مع أفراد الأسرة، والعنف الأسري والتنمر.
الغرور والكبرياء مثلما يحدث عندما يستحوذ الزوج على الحديث، أو أن تستحوذ الزوجة على الكلام في الشكوى، “مَكْرَهَةُ الرَّبِّ كُلُّ مُتَشَامِخِ الْقَلْبِ” (أم ١٦: ٥)، بينما روح الاتضاع تغلب، كما يقول القديس بولس الرسول “لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ” (في ٢: ٣)، ويقول القديس بطرس الرسول “«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»” (١بط ٥: ٥).
٣- عبادة ممالك الدنيا “وَسَجَدْتَ لِي”:
الإلحاد وعبادة الذات.
عبادة الميديا، وزمن الشاشة، ونشر الأفكار المنحرفة.
“مجتمع الميم” والذي يضم المثلية الجنسية، والمتحولين جنسيًّا، ومزدوجي الميل.
عبادة العلم، والذكاء الاصطناعي، والاستغناء عن ربنا “لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ” (رو ١٢: ٢)، “فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ” (كو ٣: ٥).
ثم طرح قداسة البابا تساؤلًا : كيف نواجه الأزمات في رحلة الحياة؟
١- اِقْتَنِ عين الإيمان بالرجاء، والإيمان يُروى بالإنجيل والصلوات الدائمة للحماية، “«لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي.” (مز ٩١: ١٤)، “بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، … وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رو ٥: ٣ – ٥).
٢- اِقْتَنِ عين الرضا، لأن التذمر والعناد هي مدخل للتجارب، “لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ” (في ٤: ٦).
٣- اِقْتَنِ عين الخدمة بفرح، واِخدم بفرح كما قدّمت الأرملة لإيليا النبي وحصلت على وعد “إِنَّ كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُعْطِي الرَّبُّ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ” (١مل ١٧: ١٤).
نص العظة
بسم الآب والابن والروح القدس
فى حدثياً عن آحاد الصوم الكبير والأسابيع المقدسة ومحطات رحلة هذا الصوم وربطها بحياتنا الأسرية بداية من شهر يونيه الماضى من خلال اجتماع المجمع المقدس سنة كاملة تخص حياة الأسرة المسيحية
الأسبوع الماضى تحدثاً عن أحد الكنوز….وكيف أسرتى كنزلحياة الإنسان ومودة وأمان ودفء؟
اليوم نتأمل فى أحد التجربة زز والتجربة التى تصادف حياة الأسرة؟
نقرأ إنجيل متى الإصحاح 4 عدد 1-10
“ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس” فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا. فتقدم إليه المجرب وقال له: إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً. فأجاب وقال: مكتوب : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على جناح الهيكل. وقال له: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب: أنه يوصي ملائكته بك ، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. قال له يسوع: مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك. ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي حينئذ قال له يسوع: اذهب يا شيطان لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد” (مت 1:4-10)
حياة الإنسان بصفة عامة تتعرض إلى أزمات، وهناك أزمات حياتية يشترك بها الجميع. مثال أزمة الولادة – ـ أزمة الفطام – أزمة المراهقة – أزمة الزواج
اليوم نركز على “تجربة الأسرة” أى بيت وأسرة تتعرض لتجارب (تجربة صحية “مرض” – تجربة إجتماعية ” الشغل” – تجربة فقدان الشريك – تجربة اخلاقية – تجربة اقتصادية – تجربة السجن – تجربة الهجرة )
نتحدث فى ضوء تجارب عدو الخير مع السيد المسيح فى التجربة. الصوم يبدأ بأحد الرفاع ثم أحد الكنوز ” أسرتى كنز” واليوم مع التجربة “كيف نواجه الأزمات”
السيد المسيح عندما بعدما صام أربعين يوماً وأربعين ليله تعرض للتجربة على ثلاث مراحل ..كانت النتيجة قال السيد المسيح للشيطان “اذهب يا شيطان”.
أسرة هادئة شيطان بيحارب، لذلك نصلى فى صلاة الشكر ” كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين، انزعها عنا وعن سائر شعبك”عن أسرتى. عدو الخير لا يهدأ ولا يميل.
يقول الكتاب المقدس :” رئيس هذا العالم يأتي وليس له فى شيء” …. وهذا وعد. الشيطان يحارب لأجل أن يبعد الإنسان عن طريق الخير والصواب بأشكال كثيرة.
1. تجربة الخبز ” شهوات الجسد” هذه الشهوة التى تصيب حياة الأسرة فى الشهوات المتعددة شهوات الجسد بكل أشكالها مثال:
“شهوه الطعام” إنسان يحب الأكل كثيراً لا يصوم، يضر جسده بالأكل.
” شهوة المتعة الحسية” الجسد له احترامه وقدسيته، وإن هذا الجسد اترشم بعلامة الميرون المقدس 36 رشمة.
“محبة القنية أو التملك” حب التملك للأشياء .
أمثال من الكتاب المقدس
الإنسان الغنى : “إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَخْصَبَتْ كُورَتُه، فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلًا: مَاذَا أَعْمَلُ، لأَنْ لَيْسَ لِي مَوْضِعٌ أَجْمَعُ فِيهِ أَثْمَارِي؟ وَقَالَ: أَعْمَلُ هذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَلاَتِي وَخَيْرَاتِي،وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟”
إيزابل وآخاب استولوا على كرم نابوت اليزرعيلى.
آمنون وثامار (الشهوة تعلو على الحب)
2. اطرح نفسك “شهوة الكبرياء” أحد أطراف الأسرة يقع فى شهوة العظمة والتعالى والغرور، كما يحدث الآن الواجه الاجتماعية (البرندات – الموبيلات – كيف أكون مشهور فى المجتمع – الأنا ) ظهور الغرور والكبرياء فى الأسرة .
يقول الكتاب المقدس : “مكرهة الرب كل متشامخ القلب. يدا ليد لا يتبرأ”(أم 16: 5)، ويقول القديس بولس الرسول :” المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ،” (1 كو 13: 4).
حبى لأفراد أسرتى لاتتفاخر ولا تنتفخ، من الأخطاء الشائعة فى الأسرة مقارنة الأبناء ببعض.
خطية العظمة والكبرياء الباب الواسع لكل الخطايا.
فى العظة على الجبل ” طوبى للمساكين بالروح ” لأن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعون فيعطيهم نعمة.
أمثال من الكتاب المقدس
قايين وهابيل: أين أخيك؟ لا أعلم أح ارس أنا لأخى.
هيرودس : في يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية، وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم ، فصرخ الشعب: هذا صوت إله لا صوت إنسان ” (أع 12: 21).
نبوخذ نصر
الاتضاع قوة تغلب وتهزم، باتضاعك الله يحفظك، الأسرة المتضعة ترتفع من عيوب الكبرياء الإنسان لايرى ضعفاته.
3. “اعبدنى” خطية ” الالحاد ” إنكار وجود الله، وحب الذات.
“الميديا” … العالم يعانى من المديا والشاشات، الالعاب تصل بالأبناء إلى الهلاك، الدراما وانتشار الأفكار المنحرفة مثل المثلية الجنسية والمتحولين جنسياً ومذوجى الميل.
تربية الأبناء فى مخافة الله يحفظهم.
أحيانا الإنسان يعبد “العلم ” نسمع الآن عن AI الذكاء الصناعى.
من قصص التاريخ العالم الكبير “لويس باستير” عالم احب العلم جداً لدرجة العبادة.
أمثال من الكتاب المقدس
لوط فى أرض سدوم وعمورة .
مونيكا أم اغسطينوس، اغسطينوس تعبد الخطابة.
يقول الكتاب المقدس:
“لا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة” (رو 12: 2).
انتبهوا لحياتكم المستقيمة، يقول الكتاب المقدس : “فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذى هو عبادة الأوثان الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية” (كو 3: 5-6 )
احتضان المسيح للأسرة يحافظها من التجارب.
كيف تواجه الأسرة التجارب؟
1- اقتنى عين الإيمان بالرجاء، الإيمانى يزداد بالصلاة والإنجيل، قراءة الإنجيل فى البيت يقدس هواء البيت.
الأسرة التى تلتف يومياً حول مذبح الصلاة العائلى وكلمات الإنجيل المقدس، ينشأ شبابها فى هدوء نفسى وشبع روحى وحب للقداسة .”أبونا بيشوى كامل”
2- اقتنى عين الرضا بشكر، التذمر يعطى فرصة للشيطان.
3- اقتنى عين الخدمة بفرح، فى التجربة اخدم بفرح .
التجارب تحتاج التسلح بالصلاة والإيمان والرضا والخدمة لكى يجتاز التجربة بسلام.
This page is also available in: English