ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كاتدرائية البشارة ورئيس الملائكة غبريال بمحور المحمودية بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
واستكمل قداسته سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول المزمور الأول في سفر المزامير، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس، وهي: “الذين يرعونهم ثبّتهم”، وأوضح أن العلاقة التي تربط بين المزمور الأول وطِلبة اليوم هي في توصيف سلوك الإنسان الصالح (الرعية)، من خلال:
“لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ” (مز ١: ١)، فلا يأخذ بمشورة شريرة.
“وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ” (مز ١: ١)، لا يقف مع الخطاة.
“وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ” (مز ١: ١)، تكون حياته جادة.
وأشار قداسة البابا إلى أن الإنسان الصالح الذي يملك هذه الصفات يصير “كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ” ثابتة، من خلال:
“فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاه، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ” (مز ١: ٣)، يكون كشجرة تُعطي ثمارًا جيدة في حينه.
“وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ” (مز ١: ٣)، يكون دائمًا مُغطّى بالنعمة.
“وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ” (مز ١: ٣)، ينجح في كل مجال يعمله.
ووضع قداسته الأساسات التي ينبغي أن تَثبُت فيها الرعية الصالحة، وهي:
١- الثبات في المسيح، “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يو ١٥: ٥).
٢- الثبات في الوصية بقراءة الكتاب المقدس، “وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا” (١يو ٣: ٢٤).
٣- الثبات في الكنيسة والحياة الكنسية من خلال أسرار الكنيسة، “مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ” (يو ٦: ٥٦).
٤- الثبات في محبة المسيح، “اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ” (١يو ٤: ١٦).
وشرح قداسة البابا أن طِلبة اليوم “الذين يرعونهم ثبّتهم” هي مشاركة بين جهد الإنسان وعمل الله (النعمة)، كما أشار إلى أن الرعية تثبُت من خلال ثلاثة معاني، هي:
١- حياة الطاعة الهادئة.
٢- الثقة في شخص الراعي.
٣- الصبر، “وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ” (مت ٢٤: ١٣).
وأوصى قداسته الرعاة (وهم المسؤولون في كل مواقع المسؤولية في الكنيسة والمجتمع) أن يقوموا بتثبيت الرعية في الفهم والمعرفة والنمو والتربية والإيمان، لأن مسؤولية الراعي أن يساهم في وجود مجتمعًا صحيحًا ثابتًا.
نص العظة
الذين يرعونهم ثبتهم
عظة الأربعاء 16-8-2023
كاتدرائية البشارة ورئيس الملائكة غبريال بمحور المحمودية بالإسكندرية
بسم الآب والابن والروح القدس
نقرأ المزمور الأول من سفر المزامير
“طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس.لكن في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح. ليس كذلك الأشرار، لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح. لذلك لا تقوم الأشرار في الدين، ولا الخطاة في جماعة الأبرار. لأن الرب يعلم طريق الأبرار، أما طريق الأشرار فتهلك.”
نعمة الله الآب تكون مع جمعيكم آمين.
المزمور الأول افتتاحية سفر المزامير، مزمور عام.
الرجل المقصود بها الإنسان. يعطى وصف للإنسان الذى يرغب فى العيش والحياة مع الله.
سعيد أن نكون معكم اليوم فى هذه الكنيسة المباركة، الذى تم تدشينها من سنة ونصف وتخدم المنطقة ومجهودات الدولة فى تطوير منطقة المحمودية .
ربنا يبارك فى القيادة السياسية والقوات المسلحة الذى أخذت على عاتقها هذا العمل الكبير فى كل الجمهورية.
أهنئكم بعيد التجلى يوم السبت القادم ..وهذا آخر عيد سيدى يخص السيد المسيح فى السنة الكنسية، وعيد العذراء يوم الثلاثاء القادم.
كل سنة وأنتم طيبين وربنا يملء حياتكم أعياد.
بدأنا من عدة أسابيع التأمل فى سلسلة صلوات قصيرة فى القداس الإلهى.
الجزء الأول “نعم نسألك أيها المسيح إلهنا: ثبت اساس الكنيسة”
الجزء الثانى ” وحدانية القلب التى للمحبة فلتتأصل فينا”
الجزء الثالث ” لينمُ بر الإيمان، سهِّل لنا طريق التقوي”
الجزء الخامس “الرعاه إضبطهم، الذين يرعونهم ثبتهم.”
الجزء السادس لتأمل اليوم ” الذين يرعونهم ثبتهم”
“طوبى” بمعنى يا بخت الإنسان الذى الذى يعيش صح.
العلاقة التي تربط بين المزمور الأول وطِلبة اليوم هي في توصيف سلوك الإنسان الصالح (الرعية)، من خلال:
“لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ” (مز ١: ١)، فلا يأخذ بمشورة شريرة.
“وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ” (مز ١: ١)، لا يقف مع الخطاة.
“وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ” (مز ١: ١)، تكون حياته جادة.
الأب فى البيت، المعلم فى المدرسة، الخادم فى الكنيسة يعلم بالقدوة وليس بالكلام.
الإنسان الصالح الذي يملك هذه الصفات يصير “كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ” ثابتة، من خلال:
“فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاه، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ” (مز ١: ٣)، يكون كشجرة تُعطي ثمارًا جيدة في حينه.
“وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ” (مز ١: ٣)، يكون دائمًا مُغطّى بالنعمة والبركة.
“وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ” (مز ١: ٣)، ينجح في كل مجال يعمله.
الأساسات التى ينبغي أن تَثبُت فيها الرعية الصالحة، وهي:
- الثبات في المسيح، غاية فى الأهمية أن تكون ثابت فى جسد المسيح “أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يو ١٥: ٥).
أنت تثت فى المسيح لأنك بدون المسيح لاتقدر أن تفعل شيئاً.
قصة حقيقة: راهب ذهب إلى الدير لقضاء الـ 40 يوم المقدسة، بعد الرجوع سأل الشعب الأب الكاهن ماذا فعلت فى الدير، قال الكاهن أول يوم وصلت الدير فى رقم على باب الغرفة 10 قالته يارب أنا الصفر- وأنت الواحد أنا بدونك لاشىء يارب.
الصفر بدون واحد لا قيمة له.
معلمنا القديس بولس الرسول “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني.” (في 4: 13).
٢- الثبات في الوصية بقراءة الكتاب المقدس، “وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا” (١يو ٣: ٢٤).
- داود النبى : “ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك.” (مز 119: 5).أتمنى يارب إن حياتى تثبت فيك أنت.
- الحقيقة الوحيدة الثابتة فى العالم هى إيمانك بالوصية وثباتك فى المسيح…كل شئ فى الحياة تتغير إلا المسيح.
٣- الثبات في الكنيسة والحياة الكنسية من خلال أسرار الكنيسة، “مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ” (يو ٦: ٥٦).
فى القرون الأولى كانوا يصلون فى المزارع والمقابر والمناجم…بأوانى المذبح.
٤- الثبات في محبة المسيح، “اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ” (١يو ٤: ١٦).
المحبة ليست ضعيفة بالعكس المحبة قوية جداً..عندما تحب أنت تأخذ قوة الله معك.
المحبة لا تنهزم أبداً …المحبة لاتسقط أبداً
معلمنا القديس بولس الرسول يقول “من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا” (رو 8: 35).
هذه الآيات حقيقية لحياتك.. كل كلمة تغذى حياتك.
أوعى عدو الخير يضحك عليك.
عاوز تستبدل وصية المسيح برغباتك الشخصية ..النهاية سوف تكون مؤلمة.
الذين يرعونهم ..فعل الراعى من يقوم به الأب و الأم والمدرس و الخادم.
ثبتهم .. عمل الله.
مسئولية التربية ليست فقط الأكل والشرب.
الرعاية هي مشاركة بين جهد الإنسان وعمل الله (النعمة).
الرعية تثبُت من خلال ثلاثة معاني:
١- حياة الطاعة الهادئة..حياة أمنا العذراء تعلمنا الطاعة من خلال حياتها فى الهيكل وخطوبتها من يوسف النجار “هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك،وقت الهروب إلى مصر والعودة إلى فلسطين.
٢- الثقة في شخص الراعى، أبونا ابراهيم ترك أور الكلدانيين وترك ما بين النهرين، ومضى طالبًا أرضًا لا يعرفها.
٣- الصبر، “وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ” (مت ٢٤: ١٣).
الرعاة (وهم المسئولون في كل مواقع المسؤولية في الكنيسة والمجتمع) أن يقوموا بتثبيت الرعية فى الفهم والمعرفة والنمو والتربية والإيمان، لأن مسئولية الراعى أن يساهم فى وجود مجتمعًا صحيحًا ثابتًا.
الإنسان الثابت طريقه واضح ومستقيم.
الذين يرعونهم ثبتهم ..ثبتهم فى الفهم ..ثبتهم فى المعرفة .. ثبتهم فى النمو .. ثبتهم فى التربية.. ثبتهم فى الإيمان ..
نعمة الله الآب تكون معانا
أمين.