ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بمنطقة زهراء المعادي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وسلم قداسة البابا شهادات التخرج لدفعتين من خريجي مركز دراسة الكتاب المقدس بالمعادي، وقدم كورال الكنيسة مجموعة من الترانيم الكنسية، وأشاد بهم قداسة البابا مشجعًا إياهم.
كما أعرب قداسته عن سعادته بوجوده في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادي، وقدم التحية لنيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، وللآباء الحاضرين والشمامسة والشعب.
واستكمل قداسة البابا سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من الأصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا متى والأعداد (١٤ – ٢١)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي : “صلاحًا للأغنياء”، وفي البدء أوضح أن المقصود بالغنى هو “البركة”، وأن أنواع الغنى متعددة، كمثال:
الغنى بطاقة حب، “إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ.” (١كو ١٣: ١).
الغنى بالعطاء، “وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا” (مر ١٢: ٤٤).
الغنى بالإيمان، “أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟” (يع ٢: ٥).
الغنى بالوصية وكلام الله.
الغنى بالستر.
وأشار قداسة البابا إلى أنه يوجد في التاريخ المسيحي أغنياء بالمال قديسين كثيرين، مثال: سليمان الحكيم ويوسف الرامي والقديس الأنبا أنطونيوس والقديسة الملكة هيلانة والقديس المعلم إبراهيم الجوهري.
كما أوضح قداسته أن “الصلاح” صفة من صفات الله، والمقصود بكلمة “صلاحًا” هو “التدبير الحسن”، وتناول معنى “صلاحًا” من خلال حروفها، كالتالي:
ص: الصدق، أن يكون الإنسان صادقًا ولا يكسب ماله بطرق ملتوية لأنه يسلك باستقامة، “اَلسَّالِكُ بِالْكَمَالِ يَخْلُصُ، وَالْمُلْتَوِي فِي طَرِيقَيْنِ يَسْقُطُ فِي إِحْدَاهُمَا” (أم ٢٨: ١٨)
ل: اللين، أن يكون الإنسان رحيمًا وقلبه ممتلئ حنانًا، “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ” (١تي ٦: ١٠).
أ: الاكتفاء، أن لا يكون الإنسان جشعًا أو أنانيًا، “فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. فَصَرَخَ الشَّعْبُ: «هذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للهِ، فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ.” (أع ١٢: ٢١ – ٢٣).
ح: الحكمة، أن يكون الإنسان لديه حكمة التصرف، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “ليس هناك أي خطيئة أن تكون غنيًا لكن أن تكون غنيًا بدون عقلًا”.
وقدّم قداسة البابا مقارنة بين “الغني الغبي” والطفل صاحب الخمس خبزات وسمكتين، من خلال:
١- الغني الغبي لديه أموالًا كثيرة، أما الطفل لديه طعامًا قليلًا.
٢- الغني فكّر في نفسه فقط، أما الطفل قدم ما لديه للآخرين.
٣- النتيجة أن الغني أخذ لعنة، أما الطفل أخذ بركة.
ووضع قداسته خطة لعبارة “صلاحًا للأغنياء”، وهي مقتبسة من رسالة القديس بولس الرسول الأولى لتلميذه تيموثاوس، وهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، ففي الجزء الأول الأمور التي نهى عنها، وفي الجزء الثاني الأمور التي ينبغي أن نفعلها، وفي الجزء الثالث الأهداف الواجب تحقيقها، كالتالي:
١- “أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ.” (١تي ٦: ١٧):
ألا يستكبر الإنسان لأن “قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ” (أم ١٦: ١٨).
ألا يلق الإنسان رجاءه على المال، “مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْل. هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ” (جا ٥: ١٠).
٢- “وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ” (١تي ٦: ١٨):
“أَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا”، أن يستخدم الإنسان المال في الصلاح.
“أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ”، أن يتسع ذهن الإنسان في تقديم ماله لأعمال الخدمات التي تقدمها الكنيسة مثل: قناة مي سات أو المعاهد اللاهوتية والكليات كالإكليريكية أو مشروع “بنت الملك”.
“أَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ”، أن يكون الإنسان سخيًا، فهذا السخاء يعود على الإنسان بنِعَم كثيرة، ويكون الله سخيًا معه.
“كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ”، أن يكون الإنسان كريمًا في التوزيع.
٣- “مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” (١تي ٦: ١٩):
“مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ”، أن يكون الإنسان مدبرًا صالحًا وبذلك يضع أساسًا صالحًا للمستقبل.
“لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ”، أن ينظر الإنسان دائمًا للحياة الأبدية.
“صلاحاً للأغنياء”
عظة الأربعاء 4-10-2023
كنيسة الأنبا أنطونيوس بزهراء المعادى – القاهرة
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نقرأ جزءاً من الأصحاح الرابع عشر من إنجيل معلمنا متى (١٤ – ٢١)
“فلما خرج يسوع أبصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم وشفى مرضاهم. ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين: الموضع خلاء والوقت قد مضى. اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا، فقالوا له: ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال: ائتوني بها إلى هنا. فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب. ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين، ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ، والتلاميذ للجموع، فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشرة قفة مملوءة، والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل، ما عدا النساء والأولاد.”
بدأت منذُ عدة أسابيع تأملات فى صلوات قصيرة من القداس الغريغورى مقسمة إلى جزء عام لكل حياة الكنيسة، وجزء خاص يخاطب قطاع متخصص من شعب الكنيسة..
تبدأ الصلوات بالطلبات العامة ” نعم نسألك أيها المسيح إلهنا: ثبت اساس الكنيسة.
وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا.
لينمُ بر الإيمان، سهِّل لنا طريق التقوى.
الرعاه إضبطهم، الذين يرعونهم ثبتهم.
صلوات خاصة بقطاع من الشعب” أعط بهاد للإكليروس”
صلاة خاصة للرهبنة” نسكاً للرهبان والراهبات”.
صلاة خاصة من أجل الشباب “طهارةً للذين في البتولية،
صلاة خاصة من أجل الأسرة” حياةً صالحة للذين في سر الزيجة”.
رحمةً للذين في التوبة.
نتأمل اليوم فى ” صلاحاً للأغنياء”
موضوعات الفقر والغنى تشغل الأفراد والشعوب والدول.
المقصود بالغنى هو “البركة”،
الطفل الصغير الذى قدم السمك والعيش كان غنياً فى العطاء
نقرأ فى الكتاب المقدس عن المرأة الذى أعطت من أعوزها “صاحبة الفلسين”
الغنى لايتربط فقط بالمال، وأن أنواع الغنى متعددة، كمثال:
– الغنى بطاقة حب: “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لى محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن” (١كو ١٣: ١).
-الغنى بالعطاء: المرأة صاحبة الفلسين “لأن الجميع من فضلتهم ألقوا. وأما هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها” (مر ١٢: ٤٤).
-الغنى بالإيمان: مثال (شهداء ليبيا)”أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه ؟” (يع ٢: ٥).
– الغنى بالوصية وكلمة الله.
– الغنى بالستر.
يوجد فى التاريخ المسيحى أغنياء بالمال قديسين كثيرين، مثال:إبراهيم أبو الآباء- دانيال النبى – سليمان الحكيم – داود النبى – أكيلا وبرسيكلا – يوسف الرامى – القديس الأنبا أنطونيوس كان يمتلك 300 فدان من أجود الأراضى الزراعية – القديسة السائحة أناسيمون – القديسة الملكة هيلانة – مكسيموس ودماديوس-الملك زينون- القديس المعلم إبراهيم الجوهرى.
من أقوال القديس أغسطينوس “ليس الشر أن يكون لديك ممتلكات، بل فى أن الممتلكات تمتلكك”
أن “الصلاح” صفة من صفات الله،
مقارنة بين “الغنى الغبى” والطفل صاحب الخمس خبزات وسمكتين:
١- الغنى الغبى لديه أموالًا كثيرة، أما الطفل لديه طعامًا قليلًا.
٢- الغنى فكّر فى نفسه فقط، أما الطفل قدم ما لديه للآخرين.
٣- النتيجة أن الغنى أخذ لعنة، أما الطفل أخذ بركة.
المقصود بكلمة “صلاحاً” هو “التدبير الحسن”.
معنى حروف كلمة “صلاحًا”:-
ص: الصدق، أن يكون الإنسان صادقًا ولا يكسب ماله بطرق ملتوية لأنه يسلك باستقامة، ” السالك بالكمال يخلص، والملتوي في طريقين يسقط في إحداهما. ” (أم ٢٨: ١٨)
ل: اللين، أن يكون الإنسان رحيماً وقلبه ممتلئ حنانًا لا يعرف الغلظة، ” لأن محبة المال أصل لكل الشرور ” (١تى ٦: ١٠).
أ: الاكتفاء، أن لا يكون الإنسان جشعاً أو أنانياً، “ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية، وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم فَصَرَخَ الشَّعْبُ: « هذا صوت إله لا صوت إنسان، ففى الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله، فصار يأكله الدود ومات” (أع ١٢: ٢١ – ٢٣ ).
ح: الحكمة، أن يكون الإنسان لديه حكمة التصرف، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “ليس هناك أى خطيئة أن تكون غنياً لكن أن تكون غنياً بدون عقلًا”.
خطة مقتبسة من رسالة القديس بولس الرسول الأولى لتلميذه تيموثاوس، لعبارة “صلاحًا للأغنياء”، وهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء.
-الجزء الأول الأمور التي نهى عنها، وفي الجزء الثاني الأمور التي ينبغي أن نفعلها، وفي الجزء الثالث الأهداف الواجب تحقيقها، كالتالي:
١– “أوص الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع..” (١تي ٦: ١٧):
“وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع” (أم ١٦: ١٨).
– ألا يلق الإنسان رجاءه على المال ، “من يحب الفضة لا يشبع من الفضة، ومن يحب الثروة لا يشبع من دخل. هذا أيضا باطل. “ (جا ٥: ١٠).
– “وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع” (١تى ٦: ١٨):
– “وأن يصنعوا صلاحا “، أن يستخدم الإنسان المال فى الصلاح.
– “ أن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة “، أن يتسع ذهن الإنسان في تقديم ماله لأعمال الخدمات التي تقدمها الكنيسة مثل: قناة مي سات أو المعاهد اللاهوتية والكليات كالإكليريكية أو مشروع “بنت الملك”
– “أَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِى الْعَطَاءِ“، أن يكون الإنسان سخيًا، فهذا السخاء يعود على الإنسان بنِعَم كثيرة، ويكون الله سخيًا معه.
– “ كرماء فى التوزيع “، أن يكون الإنسان كريماً فى التوزيع.
– “مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل، لكى يمسكوا بالحياة الأبدية. ” (١تي ٦: ١٩):
– “ مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل “، أن يكون الإنسان مدبرًا صالحًا وبذلك يضع أساسًا صالحًا للمستقبل.
“لكى يمسكوا بالحياة الأبدية”، أن ينظر الإنسان دائماً للحياة الأبدية.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English