ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة الشهيد مار جرجس بأرض الجنينة، بالزواية الحمراء، التابعة لقطاع كنائس شرق السكة الحديد بالقاهرة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وألقى نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس قطاع شرق السكة الحديد، كلمة ترحيب بقداسة البابا في زيارته الأولى للكنيسة.
وكرم قداسته أوائل الشهادات من أبناء قطاع كنائس شرق السكة الحديد.
واستكمل قداسة البابا سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من الأصحاح الثالث من سفر أعمال الرسل والأعداد (١ – ١٠)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: “معونة للمساكين”، ووضع وصفًا لأنواع “المساكين”، وهي:
١- الذين يعيشون حالة الاتضاع والوداعة على الدوام، ولذلك تسير حياتهم باستقامة، “تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي” (لو ١: ٤٦ – ٤٨).
٢- الذين لديهم احتياجات بمختلف أنواعها وليس الفقراء للمال فقط، “تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي” (مت ٢٥: ٣٤، ٣٥).
٣- الذين لا يعرفون الله، ويجهلون الرب، ولا يعرفون الله صاحب النِعم والخيرات.
وشرح قداسته لماذا طالبنا الله أن نهتم بالمساكين، من خلال:
“طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ” (مز ٤١: ١، ٢)، “مَنْ يَحْتَقِرُ قَرِيبَهُ يُخْطِئُ، وَمَنْ يَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ فَطُوبَى لَهُ” (أم ١٤: ٢١).
وتناول أمثلة للمساكين من الكتاب المقدس، مثل: داود النبي في وقت ما من حياته، إرميا النبي الذي حمل في قلبه آلام شعبه، والسيد المسيح نفسه، “فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ” (٢ كو ٨: ٩).
وأوضح قداسة البابا أن هناك نوعين من المساكين والفقراء للمال في الكتاب المقدس، وهما:
١- غير المحتاج الذي أخذ من المسكين، كآخاب الملك الذي اغتصب حقل نابوت اليزرعيلي.
٢- المسكين الذي أعطى من احتياجه، كالأرملة صاحبة الفلسين.
ووأوصى قداسته بخطوات التعامل مع المساكين، من خلال:
١- “فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا… لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ” (أع ٣: ٤، ٦)، الاحترام والتقدير لشخص المسكين، وقول الحقيقة.
٢- “وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ” (أع ٣: ٦)، الاستعداد للعطاء بقلب كريم ورحيم، وبأمانة لأن الله هو الذي يُحرك القلوب.
٣- “بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ! .. فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي” (أع ٣: ٦، ٨)، فِعل العطاء نفسه.
كما أشار قداسة البابا إلى أنواع احتياجات الإنسان وطرق إشباعها، كالتالي:
١- الاحتياج للمعونة النفسية، بتقديم التشجيع والتقدير والحب.
٢- الاحتياج للمعونة الروحية، بالتعريف بكيفية الاندماج في الكنيسة، وتعليم الصلاة بالأجبية، وتخصيص دور في الخدمة.
٣- الاحتياج للمعونة المادية، بتوفير السكن والتعليم، وتوفير العلاج للأمراض المختلفة.
٤- الاحتياج للمعونة الاجتماعية، أن يشعر الشخص بحضوره ومكانته في المجتمع وأنه محبوب لِذَاته.
معونة للمساكين
عظة الأربعاء 18 -10- 2023
كنيسة الشهيد مار جرجس بأرض الجنينة، بالزواية الحمراء
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
نقرأ جزءًا من سفر أعمال الرسل الإصحاح الثالث (1-10)
“وصعد بطرس ويوحنا معا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة، وكان رجل أعرج من بطن أمه يحمل، كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل
فهذا لما رأى بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل، سأل ليأخذ صدقة
فتفرس فيه بطرس مع يوحنا، وقال: انظر إلينا فلاحظهما منتظرا أن يأخذ منهما شيئا.
فقال بطرس: ليس لي فضة ولا ذهب، ولكن الذي لي فإياه أعطيك: باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش.وأمسكه بيده اليمنى وأقامه، ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي ، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله.وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله. وعرفوه أنه هو الذي كان يجلس لأجل الصدقة على باب الهيكل الجميل، فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له”
بدأنا من فترة التأمل فى الصلوات القصيرة من “القداس الغريغوري” الذى تبدأ ” نعم نسألك أيها المسيح ” إلهنا ثبت أساس الكنيسة” هذه الصلوات بها جزء عام و جزء خاص.
تأملنا فى هذه الليلة في عبارة“معونة للمساكين”
المساكين ليس الفقراء، من هم “المساكين “:-
1- المساكين بالروح ” طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوات السموات” الذين يعيشون حالة الاتضاع والوداعة على الدوام والنقاوة، يعيش على الأرض وينظر على النصيب السماوى، يعيشون بمخافة الله ولذلك تسير حياتهم باستقامة، “تعظم نفسي الرب ، وتبتهج روحي بالله مخلصى، لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني ” (لو ١: ٤٦ – ٤٨).
2- مساكين الاحتياج، الذين لديهم احتياجات بمختلف أنواعها وليس الفقراء للمال فقط،“تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني”. (مت ٢٥: ٣٤، ٣٥) “طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم” ، فى كل مرة تخدم إنسان صاحب احتياج أنت تخدم المسيح مباشرة.
3- مساكين لا يعرفون الله، الذين لا يعرفون الله، ويجهلون الرب، ولا يعرفون الله صاحب النِعم والخيرات. ..مساكين لأنهم جهلوا طريق الرب ويحتاجون للمعرفة… ويستحق الشفقة .
لماذا طالبنا الله أن نهتم بالمساكين، من خلال:
“طوبى للذي ينظر إلى المسكين. في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه. يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائه. الرب يحفظه ويحييه. يغتبط في الأرض، ولا يسلمه إلى مرام أعدائهِ” (مز ٤١: ١، ٢)، ” من يحتقر قريبه يخطئ، ومن يرحم المساكين فطوبى له ” (أم ١٤: ٢١).
طوبى لكل إنسان فى قلبه رحمه.
أمثلة للمساكين من الكتاب المقدس:
- داود النبي: في وقت ما من حياته، فى أوقات لم يجد الطعام هو وجنوده.
- إرميا النبي: أيضاً كان مسكين وحمل في قلبه آلام شعبه.
- أيوب : بالرغم من غناه ولكن فى ضرب عدو الخير له صار إنساناً فقيراً ومسكيناً.
- السيد المسيح : ” فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفقْرِهِ” (٢ كو ٨: ٩).
القديس يوحنا ذهبى الفم يقول:”الفقراء حراس الملكوت “
هناك نوعين من المساكين والفقراء للمال في الكتاب المقدس، وهما:
١- غير المحتاج الذي أخذ من المسكين، كآخاب الملك الذى اغتصب حقل نابوت اليزرعيلي. .. هذا شر
٢- المسكين الذى أعطى من احتياجه، كالأرملة صاحبة الفلسين.
خطوات التعامل مع المساكين:-
1- التعامل بالاهتمام والاحترام والتقدير لشخص المسكين“ فتفرس فيه بطرس مع يوحنا… ليس لى فضة ولا ذهب ” (أع ٣: ٤، ٦).
2- الاستعداد للعطاء بقلب كريم ورحيم، وبأمانة لأن الله هو الذي يُحرك القلوب “ولكن الذي لي فإياه أعطيك ” (أع ٣: ٦) لا تكن قاسى القلب.
3- فِعل العطاء نفسه “باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش! .. فوثب ووقف وصار يمشي ” (أع ٣: ٦، ٨).
“حجر المعونة” حجر تذكاري أقامه صموئيل لتخليد ذكرى الانتصار الذي تحقق لإسرائيل على الفلسطينيين“وقال إلى هنا أعاننا الرب” (1 صم 7 : 12).
أنواع احتياجات الإنسان وطرق إشباعها:
- الاحتياج للمعونة النفسية، بتقديم التشجيع والتقدير والحب.، دائما الفقراء مجروحين يحتاجوا التشجيع.
- الاحتياج للمعونة الروحية، وكيفية الاندماج في الكنيسة، وتعليم الصلاة بوجود الكتاب المقدس والأجبية الخاصة لكل فرد، وتخصيص دور في الخدمة.
- الاحتياج للمعونة المادية، بتوفير السكن والتعليم والملبس، وتوفير العلاج للأمراض المختلفة. .. لذلك تم اقامة مشروع بنت الملك فى القرى والمدن من أجل البنات المقبلين على الزواج… وأقامة المشاريع الصغيرة.
- الاحتياج للمعونة الاجتماعية، أن يشعر الشخص بحضوره ومكانته في المجتمع وأنه محبوب لِذَاته و نقدره.
من أعظم الانجازات فى السنوات القليلة الماضية فى المدن اقامة مساكن بديلة للعشوائيات “مشروع حياة كريمة”.
“من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب.” (أم 21: 13).
لابد أن تشعر أنك محتاج ” أمل يارب أذنك. استجب لي، لأني مسكين وبائس أنا” (مز 86).
قدم المعونة بمحبة وليس فرضاً ولا واجب ولا من أجل المظاهر.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English