ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من الكنيسة المرقسية بالإزبكية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وألقى نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة كلمة رحب خلالها بزيارة قداسة البابا للكنيسة مشيدًا بفكرة زيارات قداسته للكنائس وإلقاء عظة الأربعاء فيها وهي تعد زيارات افتقاد من قداسة البابا لأبنائه يتمتعون فيها بالقرب من قداسته ويسمعون لتعاليمه.
واستكمل قداسة البابا سلسلة “صلوات قصيرة قوية من القداس”، وتناول جزءًا من رسالة يوحنا الرسول الثالثة والأعداد (١ – ٤)، وأشار إلى طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة في القداس الغريغوري، وهي: “نجاحًا للطلبة”، وشرح مفهوم “النجاح” بأنه كلمة تُطلق على كل مراحل الحياة كالنجاح في الدراسة أو كالنجاح في الطريق الروحي “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ” (مي ٧: ٨)، وأوضح صفات النجاح من خلال:
١- هو أساس الحياة، “فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ” (مز ١: ٣).
٢- شامل لحياة الإنسان، كمثال يوسف الصديق “مَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ” (تك ٣٩: ٢٣).
٣- هو معونة يعطيها الله للإنسان الذي يطلب كنعمة خاصة، “إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي” (نح ٢: ٢٠).
٤- مُجدد للطاقة، “عَلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ اتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ… وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ” (٢ مل ١٨: ٥ – ٧).
وتناول قداسته “مفاتيح النجاح” من خلال الحروف، وهي:
١- “ن”: نظام، فالنجاح يحتاج نظامًا شديدًا.
٢- “ج”: جهاد، فالنجاح يحتاج تعبًا ومجهودًا وبذلًا ودموعًا.
٣- “أ”: إيمان، فالنجاح يحتاج الثقة والإيمان بعدم ضياع الجهد المبذول.
٤- “ح”: حب أو حصاد، فالنجاح يحتاج أن يحب الإنسان ما يفعله، أو حصاد لكل المجهود الذي قدمه.
ووضع خطوات طريق النجاح، من خلال:
١- أمانة الإنسان في كل شيء، سواء في العمل أو الخدمة.
٢- طاعة الوصية الروحية، “اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ.. لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ” (١ مل ٢: ٣).
٣- الصلوات المستمرة والحياة الروحية، “لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ، بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ” (يش ١: ٨).
٤- الإصرار والثبات بقوة وتحدي الصعاب، “إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ” (مز ٢٧: ٣).
٥- التشجيع، لأن التشجيع يقود إلى استخراج الطاقات واكتشاف المواهب، كالبابا ألكسندروس رقم ١٩ الذي اكتشف الطفل الذي صار فيما بعد القديس أثناسيوس البابا رقم ٢٠ بالتشجيع.
نجاحًا للطلبة
25-10- 2023
الكنيسة المرقسية بالإزبكية
بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
بشكر حبيبنا نيافة الأنبا رافائيل على محبته، وعلى الكلمات الطيبة الجميلة، والكنيسة الأثرية على مدى قرنين من الزمان كما أشار سيدنا الأنبا رافائيل أمتلاءت بالصلوات والخادمات والآباء والقديسين.
كنيستكم لها طابع و طعم خاص جداً تختلف عن باقى الكنائس الموجودة سواء كنائس حديثة الانشاء أو حتى لها سنين.
كنيستكم كنيسة متميزة باعتبارها مقر للكنيسة القبطية الأرثوذكسية للآباء البطاركة على مدى قرنين من الزمان حتى البابا كيرلس السادس.. كنيسة ممتلئة بالبركة بالآباء والشمامسة والأراخنة والخادم والخادمات الذين خدموا فيها على مدى أجيال و أيضاً شعبها المبارك عبر السنين ، ومازالت هذه الكنيسة دُرة فى تاج الكنائس، وخدمة الأنبا رافائيل الكبيرة وهو من الآباء الذين يحبوا يركزوا فى الخدمة.
كما قال كورال الملائكة “أنا فرحان” .. أنا فرحان جداً
بشكر حضور الآباء الأجلاء المطارنة والأساقفة والكهنة والأراخنة وشعب الكنيسة معانا اليوم.
بشكر كورال الشباب وكورال الملائكة على الترانيم الترائية الذين قدموها.
نقرأ جزءًا من رسالة معلمنا يوحنا الرسول الثالثة الأعداد (١ – ٤)
” الشيخ، إلى غايس الحبيب الذىي أنا أحبه بالحق.
أيها الحبيب، فى كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا، كما أن نفسك ناجحة.
لأنى فرحت جدا إذ حضر إخوة وشهدوا بالحق الذي فيك، كما أنك تسلك بالحق.
ليس لى فرح أعظم من هذا: أن أسمع عن أولادى أنهم يسلكون بالحق”.
مُنذ فترة بدأنا التأمل فى صلوات قصيرة من القداس الغريغورى تحتوى على جزء عام وجزء خاص ، والجزء الخاص وضعوا آباء الكنيسة بمنتهى الحكمة بحيث يكون لكل قطاع صفة معينة وكأنها هدف للحياة.
مثال ” أعطى بهاءً للإكليروس” بهاء بمعنى النقاوة.
اليوم نتأمل فى طلبة “نجاحًا للطلبة” باعتبارأن الدراسة هذا أول طريق نتذوق فيه النجاح.
مفهوم “النجاح” كلمة تُطلق على كل مراحل الحياة كالنجاح فى الدراسة أو كالنجاح في الطريق الروحى “لا تشمتي بي يا عدوتي، إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي” (مي ٧: ٨)
نحن اليوم فى أحد مقار الآباء البطاركة ..نتذكر معنا البابا ديمتريوس الكرام البابا الـ 12، كان رجل فلاح لا يعرف القرأة والكتابة، واختيار بعلامة ظهور عنقود العنب وصار بطريرك وعاش حياة مقدسة جداً جداً، وبدأ يعلم نفسه وتعلم على أيادى معلمين، تعلم حتى أنه هو الذى وضع حساب الأبقطى الذى نحسب به تواريخ الأعياد فى السنة القبطية… وهذا بمثابة علم.
فى رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس “لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح.” (2 تي 1: 7).
الله لم يعطينا روح الفشل، الإنسان هو الذى يجلب على نفسه الفشل.
العظيم يبنى النجاح من النجاح، والأعظم يبنى النجاح من الفشل.
صفات النجاح:-
1 –هو أساس الحياة: “فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح” (مز ١: ٣). لا تترك نفسك لعدو الخير.
٢ – شامل لحياة الإنسان: غير ثابت على الدراسة فقط ، والنجاح بيكون فى حياتك الروحية والعملية والاجتماعية، مثال يوسف الصديق ” مهما صنع كان الرب ينجحه” (تك ٣٩: ٢٣).
٣- معونة يعطيها الله للإنسان الذي يطلب كنعمة خاصة، نحميا اثناء الأسر علم ما حدث فى أسوار وأبواب أورشليم، سأله الملك فأجابة عن ما حدث لبلده فاساعده الملك ” إن إله السماء يعطينا النجاح، ونحن عبيده نقوم ونبني. وأما أنتم فليس لكم نصيب ولا حق ولا ذكر في أورشليم” (نح ٢: ٢٠). الله يعطى النجاح معونة للإنسان.
٤- مُجدد للطاقة: ” على الرب إله إسرائيل اتكل، وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا ولا في الذين كانوا قبله.والتصق بالرب ولم يحد عنه، بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى.وكان الرب معه، وحيثما كان يخرج كان ينجح.” (٢ مل ١٨: ٥ – ٧). النجاح يجدد طاقة الإنسان ويكون حافز على نجاح أكثر.
“مفاتيح النجاح” من خلال الحروف، وهي:
١- “ن”: نظام، النجاح يحتاج نظامًا شديدًا. . لايمكن أن يأتى النجاح فى الفوضى.
٢- “ج”: جهاد، النجاح يحتاج تعبًا ومجهودًا وبذلًا ودموعًا.
٣- “أ”: إيمان، النجاح يحتاج الثقة والإيمان بعدم ضياع الجهد المبذول.
٤- “ح”: حب أو حصاد، النجاح يحتاج أن يحب الإنسان ما يفعله، أو حصاد لكل المجهود الذي قدمه.
طريق النجاح صعب ولكنه يحتاج إلى الأصرار والاستمرار.
مارمرقس الرسول عندما آتى إلى مصر ليبشرنا بالإيمان كان لا يملك سوء الصليب والعكاز وإيمانه واصرار على انتشار المسيحية، ونجح مارمرقس.
خطوات طريق النجاح:-
١- أمانة الإنسان في كل شيء، سواء في العمل أو الخدمة، الأمانة مفتاح نجاح الإنسان.
٢- طاعة الوصية الروحية، “احفظ شعائر الرب إلهك، إذ تسير في طرقه، وتحفظ فرائضه، وصاياه وأحكامه وشهاداته، كما هو مكتوب في شريعة موسى، لكي تفلح في كل ما تفعل وحيثما توجهت. ” (١ مل ٢: ٣).
٣- الصلوات المستمرة والحياة الروحية، لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارا وليلا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح. ” (يش ١: ٨).
٤- الإصرار والثبات بقوة وتحدي الصعاب ورجاء فى النجاح،” إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. ” (مز ٢٧: ٣). .. طريق النجاح ليس له نهاية.
٥- التشجيع، لأن التشجيع يقود إلى استخراج الطاقات واكتشاف المواهب، كالبابا ألكسندروس رقم ١٩ الذى اكتشف الطفل الذى صار فيما بعد القديس أثناسيوس البابا رقم ٢٠ بالتشجيع.
لكل أب وأم تعلموا كيف تشجعوا أولادكم حتى لو كان ضعيف… التشجيع يخرج الطاقة عند الطفل.
مهم جداً أن تتحدث لأبنك وتقول “أنك شاطر وتقدر تفعل هذا..”
النجاح لكل إنسان ..لكل من يطلب النجاح ..النجاح يأتى من جهد وتعب.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
This page is also available in: English