أدوات الأب الأسقف لتحقيق التدبير الحكيم
أدوات الأب الأسقف لتحقيق التدبير الحكيم
(الإدارة الرشيدة أو الحوكمة في الإيبارشية/الدير)
"الْوَكِيلُ الأَمِينُ الْحَكِيم" (لو 12: 42)
تقديم/ د. مجدي لطيف السندي
العناصر
– منهجان في القيادة: “بالصفات الشخصية” أم “بالعمل المؤسسي” ؟
– ما المقصود بالإدارة الرشيدة (التدبير الحكيم أو الحوكمة)؟
– هل تحتاج الكنيسة الي تطبيق معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة)؟
– ما الفرق بين القيادة والإدارة والتدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة)؟
– معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة)
– التدبير الحكيم والكتاب المقدس
– ما فوائد مراعاة معايير التدبير الحكيم في الخدمة ؟
– ما هي عوائق تحقيق التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) في الخدمة؟
– ما هي الأدوات التي تساعد الأب الأسقف علي تطبيق الإدارة الرشيدة
– ختام
منهجان في القيادة
هناك أنماط كثيرة في القيادة، لعل أشهرها نمطان: القيادة “بالصفات الشخصية”، والقيادة “بالعمل المؤسسي”.
– القيادة “بالصفات الشخصية” (Trait Theory)
هذا المنهج يعتمد علي المهارات الشخصية للقائد (معلوماته – خبراته – حضوره الشخصي – علاقاته والكاريزما الشخصية التي يتمتع بها) فيصير نجم مميز وموهوب في مجال تأثيره.
التابعون في حالة إنبهار، وعادة يعتمدون علي القائد في كل شيء، وفي الأغلب يكونوا سلبيين أو منتفعين.
الإنفرادية والمركزية أساس في هذا النموذج.
مميزات هذا النموذج: سرعة وسهولة الإنجاز (لأنه يعتمد علي شخص واحد موهوب وقوي وله سلطة وعادة لا أحد يعارضه).
عيوبه: الإنجاز مؤقت، إذ بغياب القائد تتعثر الخدمة وقد تسقط بالكامل (لعدم وجود كوادر أو نظم تستديم الخدمة)، تهميش لأي مواهب أخري، إنسحاب وإحجام الطاقات الموجودة، تفشي ظاهرة “أهل الثقة أولي من أهل الخبرة”، خطورة تكوين مراكز قوي من المنتفعين حول القائد، خطورة إنحراف القائد نفسه عن المسار (السُلطة مَفسَدة).
– القيادة بالعمل المؤسسي: (Process Theory)
هذا المنهج يعتمد علي المنظومة (process) التي يعمل من خلالها القائد ومن معه.
هذه المنظومة تعني وجود رؤية وأهداف مشتركة معروفة للجميع ويسعي الكل لتحقيقها في إطار خطة عمل تستفيد من كل المواهب المتاحة.
ودور القائد الأساسي هو تحفيز الفريق وضم عناصر جديدة؛ كذلك وضع السياسات والنظم والإجراءت المنظمة للخدمة، والأهم إيجاد المناخ الداعم الذي يساعد علي صحة الخدام وسلامة المنظومة.
المرجعية والجماعية اساس في هذا النموذج.
التابعون ليسوا في الحقيقة مجرد تابعين ولكن شركاء فاعلين، كلٌ بحسب وزنته وموهبته تحت قيادة القائد.
مميزات هذا النموذج: إستمرارية وإستدامة الخدمة حتي في غياب القائد – تكوين صف ثاني وثالث – إكتشاف الطاقات والمواهب – حماية الخدمة من النضوب ، وحماية القائد نفسه من الوقوع في “البر الذاتي” أو الإنحراف.
عيوبه: يحتاج وقت وصبر لبناء النظم ولتكوين وبناء الفريق (وخاصة في الكنائس محدودة الموارد البشرية)، ويحتاج لقائد علي درجة عالية من الصبر والنضوج الروحي وإنكار الذات.
أي النموذجين أفضل؟
لاشك أن النموذج الثاني هو النموذج المسيحي الذي تعلمه التلاميذ من السيد المسيح، والذي قدمه الآباء الرسل في قيادة الكنيسة، والنمط الذي عاشته الكنيسة ونمت جداً من خلاله.
فعلي سبيل المثال، بالبرغم من المواهب الفذة التي إمتلكها القديس بولس الرسول إلا أنه تبني منهجاً مؤسسياً، لا شخصياً، وضحت ثماره تماما، حتي أنه قبل إستشهاده ترك خلفه ميراثأ هائلاً تميز بالإستمرارية من بعده، من تلاميذ أمناء وأكفاء علَّموا آخرين؛ كنائس وليدة نمت في النعمة رغم كل تحدياتها؛ تعليم رسولي مكتوب في 14 رسالة، وأخيراً سيرة حياة جهاد وتقوي شاهدة ومشهودة.
ما المقصود بالإدارة الرشيدة (التدبير الحكيم أوالحوكمة)؟
الإدارة الرشيدة في أي مؤسسة تقوم علي عدد من المعايير التي تميز أسلوب ونهج الإدارة وعمليات صناعة القرار داخل هذه المؤسسة؛ وهذه المعايير تشمل وجود “الرؤية، الإستجابة، الإجماع والتوافق، المشاركة، المساءلة، الشفافية، الفاعلية والكفاءة، وإحترام القانون”.
وبالرغم من قِدم هذا المفهوم، إلا ان إستخدام مصطلح الإدارة الرشيدة أو الحوكمة تنامي وتطور منذ عام 1990، وأصبح من السمات الاساسية التي تميز أداء المؤسسات، وعبر السنوات الأخيرة تطورت مفاهيم وأدوات الحوكمة حتي أصبحت سمة أساسية لكل المؤسسات الناجحة سواء كانت خاصة أو عامة، هادفة أو غير هادفة للربح. وأصبحت “الحوكمة” جزء أساسي من علوم إدارة المؤسسات.
ولأن الكنيسة كمؤسسة دينية تُصنف علمياً كأحد المؤسسات غير الهادفة للربح (faith-based, not-for-profit institution)، ولأن للكنيسة نسق تنظيمي وإداري راسخ و قيم مرجعية سامية، وأهداف روحية وخدمات رعوية وتنموية لكل أعضائها، وبالتالي فإن مباديء الإدارة الرشيدة أو الحوكمة تصبح ذات معني وصلة.
ويستخدم المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية تعبير “التدبير الحكيم” كتعبير كنسي للمصطلح العلمي “الإدارة الرشيدة أو الحوكمة”، إذ نراه أكثر تعبيرأ وملائمة لطبيعة الكنيسة كمؤسسة روحية ذات طبيعة خاصة.
مفهوم التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة)
هو نظام يتم بموجبه إخضاع نشاط المؤسسة (بما فيها الكنيسة كمؤسسة روحية لها انشطة وبرامج متنامية) إلى:
– مجموعة من القواعد والنظم والقرارات التي تهدف إلى إتخاذ أفضل القرارات لتحقيق الجودة والتميز في أداء الخدمات،
– إختيار الأساليب المناسبة والفعالة لتحقيق خطط وأهداف المؤسسة (الكنيسة)،
– ضبط العلاقات بين الإطراف الأساسية (هياكل المشاركة في الكنيسة ) التي تؤثر في الأداء.
بمعني آخر، فإن أسلوب ممارسة سلطات الإدارة الرشيدة في مؤسسة ما يعني:
– أسلوب إتخاذ القرارات (بما يساعد علي تحقيق رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة)
– أسلوب تنفيذ القرارت بفاعلية وكفاءة (من خلال المشاركة والإجماع والإحترام القانون)
– بما يحقق مصلحة كل الأطراف (بما يراعي الإستجابة والشفافية والمساءلة).
هل تحتاج الكنيسة الي تطبيق معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) ؟
الكنيسة كمؤسسة روحية، مهدفة ومثمرة ونامية، مؤهلة لأن تقدم نموذجاً للعالم في تطبيق معايير الإدارة الرشيدة (التدبير الحكيم) في إدارة كل مواردها وبرامجها وخدماتها . وذلك لأن الكنيسة منضبطة بالمبادئ الروحية والأخلاقية، ولأنها تحتوي على العديد من الأنشطة على مستويات عديدة، سواء الخدمات الروحية (مثل ممارسات الأسرار الإلهية) أوالرعوية (مثل خدمات التربية الكنسية ، الشباب، المؤتمرات، الكشافة، إخوة الرب، إلخ)، أو الإدارية (مثل المشروعات الكنسية، وإنشاءات المرافق الخدمية ذات الإستثمارات المالية الضخمة). وكل هذه الخدمات تتطلب قدراً عالياً من الإدارة الرشيدة للموارد المتنوعة بالكنيسة.
هذا بالإضافة إلى أنه، كما سيتضح فى شرح معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة أو الحوكمة) ، جميع هذه المعايير هى فى الأصل مباديء وتعاليم كتابية؛ والكنيسة هى الأولى بتطبيقها فى إدارة جميع أنشطتها.
وبالتالي من اللائق جداً طرح تطبيقات مباديء التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) في الكنيسة لكي تقدم الكنيسة من خلالها نموذجاً للعالم يُحتذي به.
ما الفرق بين القيادة والإدارة والتدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) ؟
هناك علاقة وثيقة بين القيادة والإدارة والتدبير الحكيم. لأن الثلاثة أساسيين ومتكاملين لاجل تحقيق أفضل نتائج في الخدمة. والجدول التالي يوضح الفروق في الأدوار بين الثلاثة.
القيادة | الإدارة | التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة أو الحوكمة) |
وضع الإستراتيجيات | تنفيذ الإستراتيجيات | ضمان أن الإستراتيجيات الموضوعة وطريقة تنفيذها تحقق المصلحة الأفضل للخدمة والخدام والمخدومين |
تحديد الإهداف | تنفيذ الأهداف | ضمان أن الأهداف وطريقة تنفيذها تحقق المصلحة الأفضل للخدمة والخدام والمخدومين |
إتخاذ القرارات | تنفيذ القرارات | ضمان أن القرارت صحيحة وطريقة تنفيذها تحقق المصلحة الأفضل للخدمة والخدام والمخدومين |
معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة)
تقوم الإدارة الرشيدة علي عدد من المعايير التي تتكامل معا لتضع الأعمدة التي يقوم عليها أي بناء مؤسسي قوي وناجح. ويمكن تلخيص هذه المعايير (الأعمدة) فيما يلي:
1. الرؤية الاسترتيجية
2. المشاركة
3. الاجماع والتوافق
4. الاستجابة
5. احترام القانون
6. الفاعلية والكفاءة
7. الشفافية
8. المساءلة
والشكل المرفق يوضح أن هذه الأعمدة الثمانية تبني علي قاعدة صلبة من القيادة الفعالة والإدارة الناجزة في المؤسسة.
ولخصوصية الكنيسة كمؤسسة روحية، هناك “مظلتين أساسيتين” تُكِّونان “العتبة العليا” لهذا البناء الروحي، وهما المحبة (داخل الكنيسة) والشهادة (خارج الكنيسة). وهذا الشكل هو ما يميز الكنيسة كمؤسسة روحية عن أي بناء آخر.
التدبير الحكيم والكتاب المقدس
هناك كثير من المواقف والأحداث في تاريخ الكنيسة في العهدين تعكس فكر الكتاب المقدس في موضوع “الإدارة الرشيدة”، وتظهر أن مبادئ ومعايير التدبير الحكيم تتفق مع تعاليم الكتاب المقدس (سواء في العهد القديم أو الجديد).
وهناك الكثير من الشواهد الكتابية التي توضح ذلك، كما يتضح من الجدول المرفق:
الشواهد الكتابية | المعيار أو المبدأ | المعني |
(تك 41 : 33 – 36) (قصة يوسف وإنقاذ العالم من المجاعة) قصة نحميا وإعادة بناء الشعب (سفر نحميا) | 1. الرؤية الاسترتيجية | إستشراف المستقبل من خلال قراءة الماضي والحاضر، وتكوين رؤية (مستمدة من الله) و رسالة و أهداف ذكية وتحديد للأولويات و خطة عمل زمنية للخدمة. |
(عدد 11: 16 – 29 ) (موسي يشرك 70 من شيوخ الشعب لمساعدته) إشراك الرسل للشعب في حل مشكلة خدمة الموائد (أع 6: 1 -8). | 2. المشاركة | إشراك أعضاء الكنيسة في صناعة القرارات وحل المشكلات بإستخدام وسائل وهياكل المشاركة المتنوعة لضمان المشاركة الفعالة للجميع. |
أع 15 (مجمع أورشليم) نموذج رائع لكيفية وصول الكنيسة كلها بقيادة الأباء الرسل الي موقف واحد تجاه قضية لاهوتية خطيرة (التهود) وقرار قبول الأمم في الايمان. | 3. الاجماع و التوافق | الوصول الي إتخاذ القرارات التي تحقق أكبر قدر من الإجماع والتوافق بين جميع أعضاء الكنيسة (بالرغم من إحتمالية وجود تفاوت في وجهات نظرهم) |
أع 6: 1 -8 (قصة إختيار الشمامسة السبعة لعلاج مشكلة خدمة الموائد) | 4. الاستجابة | تجاوب القيادات مع إحتياجات ومشكلات في الكنيسة بطريقة منظمة و ممنهجة |
متي 17: 24 (دفع المسيح للجزية) | 5. احترام القانون | الخضوع للقوانين الكنسية أو قوانين الدولة التى تتواجد بها الكنيسة |
نحميا (بناء السور في 52 يوم (فاعلية) وبالإستخدام الأمثل لكل الموارد المتاحة له (كفاءة) مثل الوزنات (متي 25: 14 – 30) | 6. الفاعلية والكفاءة | الفاعلية هى تحقيق الهدف (الإنجاز)؛ الكفاءة هى الإستخدام الأمثل للموارد (الإنتاجية) (حسن إستثمار الوزنات والإثمار فيه فاعلية وكفاءة) |
(أع 5: 1 – 11) (قصة حنانيا وسفيرة) (الكذب وغياب الشفافية أدانه القديس بطرس بشدة) | 7. الشفافية | إتاحة وتوفير المعلومات الصحيحة والدقيقة للأشخاص الذين يحتاجونها |
يو 17 (الصلاة الوداعية للمسيح) (غل 2 : 11 – 16 ) (القديس بولس يعاتب القديسين بطرس وبرنابا) | 8. المساءلة | الإستعداد لتقديم كشف حساب للشخص المسؤول لتحقيق مصلحة الخدمة. (السيد المسيح يقدم كشف حساب عن إرساليته لله الآب، كنموذج وكقدوة) . |
ما فوائد مراعاة معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) في الخدمة؟
– تبني بيئة صحية وعلاقات كنسية متميزة مملؤة بالمحبة والثقة والإثمار لمجد المسيح ونمو كل أعضاء الكنيسة
– تضمن اتخاذ القرارات الخاصة بالخدمة بأفضل الطرق
– تضمن الموازنة بين القيادة (التوجيه) و الإدارة (التنفيذ) في الخدمة بأفضل صورة (التدبير الحكيم)
– تساعد والخدام اعضاء الكنيسة على تحقيق أهداف الخدمة
– تضمن الالتزام بالقوانين و الأنظمة التي وضعتها الكنيسة، وإستخدام موارد الكنيسة بفاعلية وكفاءة
– تحدد المسؤوليات والمهام وبالتالي تحمي من سوء الفهم أو سوء التواصل.
– تضمن أن مجد المسيح ونمو كل أعضاء الكنيسة هلي المصلحة الأعلي في كل خدمة
– تعزز الثقة والمصداقية بين الجميع من أجل نمو الخدمة.
ما هي عوائق تحقيق التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة) في الخدمة؟
– عدم وجود رؤية واضحة ورسالة محددة للخدمة يسترشد بها الجميع، مما قد يؤدي الي التضارب.
– عدم وجود خطط إستراتيجية توجه القادة والخدام وتحدد مسار الخدمة.
– عدم وجود نظام واضح للقيادة والمساءلة عن الأداء مما يسمح بالتراخي أو الإهمال أو عدم الأمانة.
– تعنت بعض قيادات الخدمة في الإستحواذ علي كل القرارات بلا مشاركة حقيقية يدفع الخدام الي السلبية أو الإحجام.
– عدم وجود رقابة إدارية ومالية جيدة مما قد يسمح بسوء إستخدام الموارد التي إئتمن الله الكنيسة عليها.
– نقص المعرفة و التدريب يعطل نمو الجميع.
ما هي الأدوات التي تساعد الأب الأسقف علي تطبيق الإدارة الرشيدة؟
الجدول التالي يوضح أمثلة للتطبيقات الكنسية المعاصرة التي يمكن من خلالها تفعيل مباديء التدبير الحكيم (أو الإدارة الرشيدة) في الكنيسة، ونماذج للأدوات التي يمكن أن تساعد الأ الأسقف في هذه التطبيقات.
المعيار أو المبدأ | التطبيق الكنسي المعاصر | الأداة التي تساعد الأب الأسقف |
1. الرؤية الاسترتيجية | التخطيط الإستراتيجي للخدمة | وجود خطة إستراتيجة لكل كنيسة ولكل قطاع في الخدمة يسترشد بها الجميع في تحديد الإتجاه وتهديف كل عمل |
2. المشاركة | وضع الهياكل التنظيمية للخدمة | وجود هيكل تنظيمي وإداري (للكنيسة ككل ولكل قطاع في الخدمة) يوضح الادوار والعلاقات الإدارية وخطوط المسؤلية والمساءلة |
3. الاجماع و التوافق | الاتصال الداخلي الفعال فى الكنيسة | وجود خطة للتواصل الداخلي وأشخاص محددين مسؤلين عن وسائل ورسائل التواصل بشكل منتظم ودوري لتحقيق التواصل الذي يساعد علي التوافق والإجماع |
4. الاستجابة | الاتصال الداخلي الفعال فى الكنيسة | وجود أليات للتعامل السريع مع الإحتياجات أو الأزمات بما يحقق إستجابة سريعة لإحتياجات الخدمة والمخدومين والخدام (إجتماعات دورية – تواصل جيد – أشخاص مسؤلين) |
5. احترام القانون | الاتصال الخارجي الفعال للكنيسة | وجود خطة للتواصل الخارجي الفعال والمستمر مع الجهات المتنوعة في المجتمع الخارجي المحيط بالكنيسة لتكوين علاقات طيبة ورصيد محبة وثقة ولإحتواء أي مشاكل في بداياتها. |
6. الفاعلية و الكفاءه | إدارة المشروعات والبرامج الكنسية بإنجاز وإنتاجية عالية | وجود هياكل تنظيمية للخدمة فيها أشخاص أتقياء وأكفاء ومتخصصين في مجالات البرامج والمشروعات التي يتولونها ووتفويضهم بحيث يكون لديهم صلاحيات لتحقيق الأهداف بأفضل إستخدام للموارد المتاحة. |
7. الشفافية | الاتصال الداخلي والخارجي الفعال فى الكنيسة | عمل إجتماعات دورية لقيادات الخدمة لإتاحة الفرصة لوضع ومنلقشة سياسات ومعايير إتخاذ القرارات الخاصة بالخدمة والخدام، مع التمرن علي التمييز بين الخصوصية (ما يخص البعض) والشفافية (ما يهم الكل). |
8. المساءلة | الاتصال الداخلي الفعال فى الكنيسة | عمل توزيع واضح للمسؤليات وللأدوار والعلاقات التنظيمية بين كل العاملين في الكنيسة (الخدام المتطوعين والموظفين والإداريين)، ووضع نظام لتقديم كشف حساب الوكالة يطبق علي الجميع، كلٌ بحسب وكالته. |
ختاما
الكنيسة هي مؤسسة روحية لها رسالة سمائية خلاصية لكل العالم، وتضم أعضاءها (موارد بشرية) في جسد واحد متنوع الوزنات (مالية وفنية ومعلوماتية)؛ وتقوم الكنيسة بأنشطة متنوعة (روحية ورعوية وتنموية) تستخدم كل هذه الوزنات (الموارد)؛ لذلك فيمكن وصفها بالـ “منظومة خدمة تعمل بشكل مؤسسي متكامل”.
بالإضافة الي كون الكنيسة مكان سكني الله مع المؤمنين و بيت الله للعبادة ونورالعالم ، هي أيضاً مؤسسة روحية دينية، وقد يتبعها مؤسسات خدمية مجتمعية (مستشفي – حضانة – جمعية أهلية – إلخ) ، وتحتاج لإدارة رشيدة لكل الموارد المالية والمادية والبشرية ، وتحتاج في إدارتها إلي كوادرمتخصصة من كل أفراد الشعب ليحسنوا إدارتها ويقدموا كشف حساب للوكالة التي إئتمنوا عليها.
الإهتمام بالكنيسة كمؤسسة ذات إدارة رشيدة وفكر منهجي مرتب، مع تطبيق معايير التدبير الحكيم (الإدارة الرشيدة أو الحوكمة) هو ليس إلا محاولة لتنظيم الخدمة وتوظيف مواهب الخدام، وذلك لتشعّب المجالات بداخل الكنيسة من الناحية الروحية والإجتماعية أيضاً، مما يجعل الإدارة العشوائية غير المدروسة تتسبب في فقدان الرؤية وإهدار الموارد وإهتزاز الثقة مما قد يؤدي لا قدر الله الي نتائج كارثية وغضب بين جماعة المؤمنين، فيسبب عثرة وبُعد كثيرين عن الكنيسة.
بإختصار التدبير الحكيم يحفظ القائد، ويصون الجماعة، وينمي المؤسسة.
مراجع للإستزادة
سر الحوكمة الناجحة. نصائح عملية لمجالس الأمناء. د. رياض قسيس و د. نبيل قسطة. دار منهل الحياة 2012
· Leadership and Governance Issues in Faith Based Organisations, By Susan Dann; in Transformational Leadership and Not for Profits and Social Enterprises . Edited By Kenneth Wiltshire, Aastha Malhotra, Micheal Axelsen, 2018
http://relationshipmodel.com/the-relationship-model/faith-based-organizations/
https://www.parryfield.com/governance-for-faith-based-organisations/